alsharq

فيصل البعطوط

عدد المقالات 283

رأي العرب 22 ديسمبر 2025
دعوة لبناء مستقبل أفضل
محمد يوسف العركي 25 ديسمبر 2025
قياس الثقافة... من الإنجاز إلى سؤال الأثر
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 23 ديسمبر 2025
اكتمال معجم الدوحة.. لحظة تأسيس جديدة في تاريخ «العربية»
محمد يوسف العركي 23 ديسمبر 2025
معجم الدوحة.. ذاكرة اللغة في زمن الاستشراف

في الحب واللاحب!

19 يناير 2012 , 12:00ص

لا شك أن في الأمر لُبساً.. وما أكثر الالتباسات التي تتلبس بفهم العربي لعلاقته بنفسه وبالآخر، بعاطفته وبعقله، وبما بينهما. سوف آخذ الإدارة الأميركية مثلا، والتي يعتقد كُثُر أنها تصنع الصحو والمطر في كثير من بلاد العالم مشرقا ومغربا، وكلما بشر مبشر بذبول «نفوذها» جاءت الأحداث حبلى بعكس المعنى. حتى ليخال البعض أنها الإمبراطورية التي لا تغيب عن الأزمان. قديمها كما حديثها. أما في قديم الأزمان، فقد كان واردا أن نفهم بأن كراهية أميركا (السياسة) كانت أيسر بكثير من حبها، ليس فقط لأن الفكر السياسي العربي كسول بطبعه. وإنما أيضا لأن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تقصر أبدا في مد هذا الفكر السياسي العربي بكل أسباب الامتعاض والاحتراز منه، بدءا من اتخاذه وضع النعامة أمام قضاياه العادلة، ووصولا إلى تحصين محمييها من أولي الأمر لديه. وعندما نصل إلى الأزمان العربية الجديدة، نجد الأغلبية الغالبة تعتقد جهرا وسرا بأن الإدارة الأميركية هي التي ساعدت (إن لم تكن خططت) لتخليص الشعوب العربية من أنظمة حكم صدئة. كان اللوم يطال أميركا لأنها أدامتهم على الكراسي. ومع ذلك لم تبح تلك الشعوب بحبها للإدارة الأميركية ولم تشكرها على حسن صنيعها! بل واصلت ترديد شعارات «العهود البائدة» الكارهة لأميركا. وكأن خطاطيف «الربيع العربي» ما زالت تحلق في سماء الغربان القديمة! من هنا يأتي الإحساس بأن هناك لُبساً، بل فوضى وارتطاما في الذهن العربي عامة. وقد يصل هذا الاضطراب في بعض الأحيان إلى حد التناقض الصارخ بين ما طرأ على العقل من وقائع وبين ما أورثته العاطفة من أوهام. دعنا نلخص الأمر في أذهان البعض كالآتي: «ساسة الولايات المتحدة الأميركية إمبرياليون، كارهون للعرب وللمسلمين، متربصون بهم، وليس لهم من عمل سوى زرع الألغام على أرضهم. وحبك المؤامرات بين صفوفهم! حسنا، لكن ماذا عنهم الآن وهم يباركون الثورات العربية بكرة وأصيلا. وهم يحرسونها في وجه قوى الردة. ويشدون من أزر الثوار بالعدة والعتاد؟!». ماذا الآن؟ والإدارة الأميركية يرأسها زنجي من أصول إفريقية، تفانى من أجل إنجاح الديمقراطيات العربية، بل الإسلامية الوليدة، والحال أن رجال إدارته لم يكونوا إلى وقت قريب جدا يؤمنون بأن الجالسين على كراسي الحكم اليوم قادرون على الجلوس في كرسي مقهى بدون تهشيمه؟! ومع ذلك كله فما معنى أن تظل الشوارع العربية مزدحمة بمن يهدر دم أميركا وبمن يمتهن شتمها ولا يتردد في القول لها: «والله لو خرجت من جلدك. ما عرفتك»!! فهل نحن في الأخير نحب أميركا أم نكرهها؟؟ هل هو «العشق الممنوع»؟ أم من يحب كثيرا يُقرص كثيرا. كما يقول المثل الفرنسي..؟! سوف تظل هذه الأسئلة وسواها تائهة في أفق الفكر السياسي العربي. طالما أنه رهين عقدة الاضطهاد وسجين نظرية المؤامرة. وسوف يظل التخبط قائما في المنطقة الرمادية الوسطى بين الحب واللاحب، طالما هناك عوز شديد للموضوعية ولفنون التعاطي مع الآخر، طالما أن عواطف الشرق الأوسط المتأججة مراوحة بين خوف على الهوية وكأنها قطعة سكر على شفا كأس من الماء وبين اعتقاد بأن الإنسان لا يكون إلا خيرا خالصا أو شرا مطلقا!

في رئاسة «سي الباجي» المستدامة!

كنت أقول في هذا الموقع قبل بضعة شهور إن الخمسينيين وحتى الأربعينيين يغبطون الرئيس التونسي التسعيني على حيويته الفكرية والجسدية -نسبياً- وهو يتحدى عامه الثالث والتسعين، لكنني لا أعلم على وجه الدقة إن كانوا يغبطونه...

عادات تونسية ثم ويل وثبور!

بعد الخميس جاء يوم الجمعة، وبعد 17 يناير أطلّ يوم 18 يناير، ولم تتوقف الأرض عن الدوران في تونس، بسبب الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية، بل استمرت الحياة عادية، رغم نجاح الإضراب الذي قاده...

«العشاء الأخير» للتونسيين!

لم تكن لوحة الفنان الإيطالي «ليوناردو دا فينشي» التي سمّاها «العشاء الأخير» أقل إثارة للجدل في تونس من «العشاء الأخير» الذي جمع مساء الثلاثاء الماضي الشيخ راشد الغنوشي بـ «الشيخ» الباجي قايد السبسي، بعد جفاء...

الثورة خائفة من الثورة!

كعادتهم السنوية «المقدّسة»، ينتظر فريق من التونسيين قدوم شهر يناير بفائض من الشوق، وينتظر فريق آخر انجلاءه بفارغ الصبر، فشهر يناير في هذه البلاد غير ما هو متعارف عليه في بلاد العالم الأخرى، حيث يهرب...

ثماني سنوات

رغم أنها دانت لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أو كادت، لا يزال المشهد موارباً في تونس، ويستعصي على فهم أكثر المراقبين التصاقاً بتفاصيله. كان منتظراً من يوسف الشاهد في إطلالته مساء الجمعة، بعد طول صمت، أن...

ماذا دخّنوا..؟!

في لمح البصر، عادت حركة «النهضة» التونسية للمربع الأول، وهي التي كابدت من أجل تحسين صورتها على مدى السنوات الثماني الماضية. فقد كان يكفي أن يظهر رئيسها وزعيمها التاريخي منذ أربعين سنة، راشد الغنوشي، ظهوراً...

في انتظار «غودو»..!

كثيرون هم من يحسدون الرئيس التسعيني الباجي قايد السبسي على حيويته الذهنية، بل يراه البعض «أسطورة ديناصورية» لم يَجُد بها الزمن إلا لماماً. وقد قال يوم الخميس الماضي إنه «آخر الكبار» ممن مد الله في...

«نهاية التاريخ» في تونس!

عدا الضجيج اليومي الذي يذكّر بما يصدر عن سرك مفتوح في تونس، هناك حدث جلل لم يجانب الصواب من وصفه بالحدث «التاريخي»، بل لعله التطور السياسي الأبرز على الساحة العربية والإسلامية منذ ارتدادات زلزال سقوط...

عقارب الساعة ورقاصها في تونس

تهتز الساحة السياسية التونسية بشدة على مشارف سنة انتخابية ساخنة ومحددة لمن سيمسك بصولجان السلطة لعدة سنوات قادمة.. من ذلك انصهار الحزب «الحاكم» نظرياً (نداء تونس) مع الحزب الرابع في نتائج انتخابات 2014 (الاتحاد الوطني...

بيت من زجاج..

كان التونسيون في غاية الحاجة إلى كلمات الرئيس الفرنسي في قمة الفرنكوفونية بأرمينيا، وهو يعلي في نبرة صوته بـ «أن تونس فخر لنا»، قبل أن يكيل مزيداً من المديح لرئيسها «الشجاع» الباجي قايد السبسي، وإلى...

«النهضة».. نحو الجمهورية الثالثة

خلال ساعات من الآن، سنرى إن كانت السكاكين المشحوذة على مدار الأيام الماضية قد ارتدّت عن رقبة يوسف، أم أن إخوته سيجهزون عليه ليعودوا إلى أبيهم جذلين. في تونس، بلغ التشويق أشده بشأن رئيس الحكومة...

حتى لا تتكسر السفينة

من المفترض أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل مصير يوسف الشاهد، وهل سيواصل مهامه كرئيس للحكومة التونسية حتى 2019 موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي، أم أنه سيكون كفاية عليه بقاؤه في منصبه ذاك سنة و9 أشهر،...