


عدد المقالات 122
هل حاولت ذات مرة وشاركت في مسابقة عامة، وفزت بجائزة كانت عبارة عن تذكرة تمسحها لتقرأ نوع جائزتك، فوجدت عبارة «حاول مرة أخرى»؟! إنها جملة بقدر ما كانت مخيبة للآمال التي تكون يومها قد وضعتها لنفسك، فإنها بالقدر نفسه، تدعوك إلى قيمة أخرى حياتية لا بد أن نحفظها في حياتنا، ليس للاستخدام في مجال الحظ والجوائز، وإنما في تحقيق أهدافنا الحياتية المتنوعة.. تلك الأهداف التي تنتابنا حالات من اليأس بسبب عدم التوفيق في تحقيقها وإنجازها بالشكل أو الصورة المطلوبة المرغوبة. تأتي أهمية تلك العبارة، لا لكي تبث بنفسك المزيد من الإحباطات، ولكن لكي تكون شرارة للبدء في عمل جديد، ولتوحي للنفس بعدم اليأس، فإن اليأس عدو خطير خفي، يهدم أكثر مما يبني، فلا تيأس أبداً، ولا تدع ثغرة يمكن أن ينفذ منها اليأس إلى نفسك، بل حاول المرة تلو الأخرى في تحقيق ما تصبو إليه.. هذه خلاصة الموضوع نقولها من بداية المقال، ولكن لا يمنع أن تقرأ تفاصيل الموضوع إن شئت. نبي الله الكريم نوح عليه السلام، يمكن أن نعتبره أبرز مثال بشري حين نطالب بعضنا البعض بعدم اليأس، وأهمية بذل كل الأسباب الممكنة لتحقيق الهدف النبيل.. فقد جلس نوح عليه السلام يدعو قومه أكثر من تسعة قرون.. وليس تسعة أعوام أو أيام، ومع ذلك لم يؤمن بدعوته أكثر من خمسة عشر إنساناً طوال تلك الفترة الطويلة! رسولنا الكريم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام، نموذج جميل في هذا الموضوع، فهو صلى الله عليه وسلم لم ييأس من دعوة الناس كذلك إلى الإسلام، بعد أن واجهه علية القوم في مكة بالعند والسباب والأذى، فذهب إلى قبيلة هنا وقبيلة هناك، فلعله يجد آذاناً تصغي، وعقولاً تعي، لكنه لم يجد سوى آذاناً صمّاً، وقلوباً غلفاً.. فهل أصابه اليأس؟ بالطبع لم ييأس، فكان ما كان من أمر الهجرة إلى المدينة، فربما أن الجغرافيا تكون أحد أسباب عدم التوفيق، فكان الأمر كذلك، وجاء العون والنصر من بعد تغيير الموقع، وكان من الأنصار الكرام. العالم الأميركي المعروف أديسون، مما قيل عن محاولاته وعدم يأسه، أنه جرب تسعة وتسعين اختباراً لأجل اختراع مصباح كهربائي، فكان في كل مرة يفشل، حتى كانت المحاولة رقم مائة، التي نجحت بعد أن درس كل أسباب الفشل السابقة، بل والأهم من ذلك أنه حاول ولم ييأس حتى توصل إلى الحل الصحيح، فكان المصباح الكهربائي.. ولو أنه استسلم لليأس والفشل من المحاولة الأولى أو حتى العاشرة، لم يكن لينال شرف هذا الاختراع الخالد. اليأس مشكلة كثيرين منا نتورط فيها منذ المحاولات الأولى في أي عمل، وللأسف أن البيئة المحيطة أحياناً كثيرة تساعد على بث روح الإحباط واليأس، فلا تجد عوناً ومعيناً وباعثاً على الاستمرار، إذ ما إن تفشل في عمل ما حتى تبدأ سهام الشماتة تنهال عليك من كل حدب وصوب، حتى تكاد تصل إلى أن تكره نفسك، وتكره ما أنت تقوم به أو ما تريد إنجازه. لهذا، وإعادة لخلاصة الموضوع، أقول: حاول أن تكون أنت من يدعم نفسه ويشجعها على المضي قدماً في طريق الأنبياء والمرسلين والعظام من البشر.. لا تيأس ولا تركن إلى إيحاءات النفس السلبية أحياناً الداعية إلى الركون والاستسلام في مدرسة الحياة، فلو أن كل أولئك استسلموا، لما كان هناك دين أو فكرة جميلة أو اختراع صالح للبلاد والعباد.. ولنا في القرآن الكريم دفعة معنوية في هذا الأمر نجدها في قوله تعالى: «.. وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ».
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...