


عدد المقالات 283
في يوم الثاني عشر من سبتمبر من سنة 2001، كان كاتب هده السطور يتحدث في عمود صحافي على جريدة «الوطن» القطرية عن تقويم جديد سيبدأ العالم حساب التاريخ به... وكنت أقصد أن السياسة الدولية ستعتمد زلزال برجي التجارة العالمية في قلب أميركا كمرجعية تاريخية لها... ولم تكد سنتان بالكاد تمران حتى شهد الشرق الأوسط بداية نشاط براكينه بزلزال غزو العراق في سنة 2003... ثم ما يعلمه الجميع من كل ما تلا ذلك من كوارث نزلت على رأس الشرق الفائر من الغرب الحائر... واليوم. وبعد أن كاد يجمع القوم على أن ما حدث في باريس قبل أيام قليلة هو «11 سبتمبر فرنسي» يمكن القول بلا تزيد إن يوم 7 يناير = جانفي 2015 سيتم اعتماده أيضاً تاريخا فاصلا في العلاقات الموتورة أصلا بين الغرب والشرق... ومن ثمة وجب انتظار نشاط بركان مزلزل آخر. يرونه كثيرون في ليبيا. أو فيما جاورها. رؤية العين. في ذلك الصباح أفاقت باريس «المنيعة» على أكثر الأحداث دموية في تاريخها مند أربعين سنة. ورأى ستة وستون مليون فرنسي الرعب بأم عيونهم على مدى أيام. ومن ورائهم كان الغرب برمته يضع يديه على قلبه وكانت نخبه تتساءل: كيف العمل مع هؤلاء الشرقيين... وحتى أولئك منهم الذين استبنيناهم وشاركناهم أرضنا وماءنا وملحنا؟. لا شك الآن أن الأمر أعقد بكثير من السياسة ومما يراه السياسيون. وهو أكبر من فورة غضب الزعيم الفرنسي «ديفولبان» وهو يصرخ في وجه غريمه «هولاند» بأن اتركوا لهم فلسطين هانئة ليتركوا لك فرنسا آمنة... لأن القصة ليست أخلاقا أخلاقوية ولا اشتراكا في سماء وأرض وماء... ولا المعضلة سياسية ولا هي أمنية ولا عسكرية بقدر ما هي أزمة هيكلية حضارية وثقافية أخطأ الجميع في توصيفها وفي فهمها بمن فيهم «فرانسيس فوكوياما» الدي بشر بـ «نهاية التاريخ» عند أقدام الديمقراطيات الغربية المنتصرة في كل الأحوال... فقد قاس «فوكوياما» نظريته على مقاس العالم في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عندما بدأت حصون العالم الاشتراكي في التهاوي تحت النعال اللامعة لدول الحريات السياسية والاقتصادية... لكنه أغفل النظر إلى أكثر من مليار ونصف المليار إنسان يحتلون مواقع مميزة في الجغرافيا. ويستطيعون منها أن يحولوا الكرة الأرضية إلى كرة لهب عندما يعجزون عن تحويلها إلى كرة بلورية، وعندما يعجزون عن تحويل أنفسهم إلى أشخاص سعداء... فما بالك عندما يداهمهم الإحساس عن حق أو عن باطل بأن هناك من يريد أن يصنع منهم بؤساء. من ثمة يتضح أن الغرب بسياسييه ما انفك ينظر إلى العرب وإلى المسلمين بعيون شحيحة؛ وذلك لأن مثقفيه نظروا إليهم غالبا بعيون كليلة فلم يقدروا قدرتهم على التدمير حين يفتقدون القدرة على البناء. لذلك كان 11 سبتمبر الأول في نيويورك، ثم «11 سبتمبر الثاني» في باريس... وستستمر سلسلة التواريخ السوداء بين الشرق والغرب نحو نهاية تاريخ جديدة أغفلها «فوكوياما»... نهاية تاريخ عداء حضاري متأصل لم يبذل الطرفان ما يكفي من جهد بشري لتفكيك ألغامه... وربما اعتقد البعض من هذا الطرف ومن ذاك بأنه بداية التاريخ بالنسبة له دون سواه. حتى يحيق المكر السيئ بالجميع من أهله ومن غير أهله. ? faisalba2002@yahoo.com
كنت أقول في هذا الموقع قبل بضعة شهور إن الخمسينيين وحتى الأربعينيين يغبطون الرئيس التونسي التسعيني على حيويته الفكرية والجسدية -نسبياً- وهو يتحدى عامه الثالث والتسعين، لكنني لا أعلم على وجه الدقة إن كانوا يغبطونه...
بعد الخميس جاء يوم الجمعة، وبعد 17 يناير أطلّ يوم 18 يناير، ولم تتوقف الأرض عن الدوران في تونس، بسبب الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية، بل استمرت الحياة عادية، رغم نجاح الإضراب الذي قاده...
لم تكن لوحة الفنان الإيطالي «ليوناردو دا فينشي» التي سمّاها «العشاء الأخير» أقل إثارة للجدل في تونس من «العشاء الأخير» الذي جمع مساء الثلاثاء الماضي الشيخ راشد الغنوشي بـ «الشيخ» الباجي قايد السبسي، بعد جفاء...
كعادتهم السنوية «المقدّسة»، ينتظر فريق من التونسيين قدوم شهر يناير بفائض من الشوق، وينتظر فريق آخر انجلاءه بفارغ الصبر، فشهر يناير في هذه البلاد غير ما هو متعارف عليه في بلاد العالم الأخرى، حيث يهرب...
رغم أنها دانت لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أو كادت، لا يزال المشهد موارباً في تونس، ويستعصي على فهم أكثر المراقبين التصاقاً بتفاصيله. كان منتظراً من يوسف الشاهد في إطلالته مساء الجمعة، بعد طول صمت، أن...
في لمح البصر، عادت حركة «النهضة» التونسية للمربع الأول، وهي التي كابدت من أجل تحسين صورتها على مدى السنوات الثماني الماضية. فقد كان يكفي أن يظهر رئيسها وزعيمها التاريخي منذ أربعين سنة، راشد الغنوشي، ظهوراً...
كثيرون هم من يحسدون الرئيس التسعيني الباجي قايد السبسي على حيويته الذهنية، بل يراه البعض «أسطورة ديناصورية» لم يَجُد بها الزمن إلا لماماً. وقد قال يوم الخميس الماضي إنه «آخر الكبار» ممن مد الله في...
عدا الضجيج اليومي الذي يذكّر بما يصدر عن سرك مفتوح في تونس، هناك حدث جلل لم يجانب الصواب من وصفه بالحدث «التاريخي»، بل لعله التطور السياسي الأبرز على الساحة العربية والإسلامية منذ ارتدادات زلزال سقوط...
تهتز الساحة السياسية التونسية بشدة على مشارف سنة انتخابية ساخنة ومحددة لمن سيمسك بصولجان السلطة لعدة سنوات قادمة.. من ذلك انصهار الحزب «الحاكم» نظرياً (نداء تونس) مع الحزب الرابع في نتائج انتخابات 2014 (الاتحاد الوطني...
كان التونسيون في غاية الحاجة إلى كلمات الرئيس الفرنسي في قمة الفرنكوفونية بأرمينيا، وهو يعلي في نبرة صوته بـ «أن تونس فخر لنا»، قبل أن يكيل مزيداً من المديح لرئيسها «الشجاع» الباجي قايد السبسي، وإلى...
خلال ساعات من الآن، سنرى إن كانت السكاكين المشحوذة على مدار الأيام الماضية قد ارتدّت عن رقبة يوسف، أم أن إخوته سيجهزون عليه ليعودوا إلى أبيهم جذلين. في تونس، بلغ التشويق أشده بشأن رئيس الحكومة...
من المفترض أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل مصير يوسف الشاهد، وهل سيواصل مهامه كرئيس للحكومة التونسية حتى 2019 موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي، أم أنه سيكون كفاية عليه بقاؤه في منصبه ذاك سنة و9 أشهر،...