


عدد المقالات 283
ليت مفتي سوريا قد كان يعني ما يقول، وهو يصرح بأن «الدكتور بشار الأسد يود العودة إلى ممارسة طب العيون»... وقد كان الشيخ يوسف القرضاوي أول من دعاه إلى ذلك قبل أيام، فتطبيب الناس خير وأبقى من حكمهم بهذه الطريقة الموجعة. لست أستبعد أن الرئيس السوري قد مل رؤية دماء أبناء شعبه تسيل أنهارا آناء الليل وأطراف النهار.. فالأمر أقسى على النفس من أن يتحمله إنسان. خصوصا وقد بات جليا أن الشارع السوري لن يعود إلى هدوئه قبل أن يتوارى الأسد عن حكمه. يعزز هذه الفرضية أن بشار الأسد ربما يكون أعرب للمقربين عن رغبته في العودة للتطبيب بدل الاستمرار في حرب يائسة ضد الشعب. ما يثار هنا وهناك من أنه ربما ليس الحاكم الفعلي لسوريا... وربما أنه لا يملك للوضع ضيرا ولا نفعا في ظل تنفذ الحرس القديم. الذين باتوا غير قادرين على استيعاب المتغيرات السريعة في البلاد وفي المنطقة.. فأطلقوا أسلحتهم القديمة في مواجهة ملل شعبي عارم ومتراكم منذ عقود. من الثابت والأكيد أن رغبة الرئيس في العودة لتطبيب العيون– إن صحت– لن تطيل عمر النظام. ولن تشفع له في التفصي من مسؤولية خمسة آلاف روح بشرية تم إزهاقها في الشوارع إلى الآن. بل ربما تجد تلك الرغبة التي أعلنها المفتي نيابة عن صاحبها مكانا في محاولة ترميم الصورة المتكسرة. وربح الوقت الذي بدأ ينفد تدريجيا أمام الجميع. ذلك أن تصريح مفتي سوريا يأتي في خضم شكوك متزايدة في قدرة نظام دمشق على التفاعل إيجابيا مع مبادرة الجامعة العربية. وإذا لم يطرأ طارئ دراماتيكي في هذه الأثناء فإن «القضية السورية» قد تأخذ منحنى أكثر جدية ابتداء من الأسبوع المقبل. يوم تخرج من اليد العربية نحو تدويل ينتظرها في المنعرج، تنفخ في ناره أفواه عديدة. صحيح أن سوريا ليست ليبيا، وصحيح أن التدخل العسكري الأطلسي غير المرغوب فيه لن يكون نزهة بحرية بالنظر إلى عناصر الجغرافيا. لكنه بالإضافة إلى أنه غير مستحيل، فهناك بدائل أخرى أشد وأنكى، وهي لن تزيد الشارع السوري إلا ضيقا بقياداته. ولن تجعل من هذه القيادات إلا توغلا في معالجة حالة ميئوس منها. اليوم ليس أمس. وما خرج به الراحل حافظ الأسد من حماة ذات يوم بعيد. ليس في متناول الذين يحاولون إعادة التاريخ اليوم إلى الوراء.. فالتاريخ لا يعيد نفسه. وإن فعل. فإن الأولى تكون ملهاة والثانية مأساة... وربما ذلك ما لم يرتق إليه فهم القيادات السورية، وهي تتورط كل يوم بشكل أكثر إمعانا في العبثية السياسية. أعود إلى رغبة الرئيس التي أعلنها المفتي، وهل يمكن أن تكون مفتاح الأمل أو «تخريجة» للمنجل من عنق الزجاجة؟؟ لا بأس من أن يكون الأمر كذلك. فعلي عبدالله صالح حظي في المبادرة الخليجية ببند يعفيه من المساءلة إن هو سلم السلطة وأوقف الدماء السائلة في اليمن، وربما كان بشار الأسد يبحث عن مثل ذلك، وهو أمر رخيص مقابل الاستمرار في حصد أرواح الأبرياء التي لا تقدر بثمن. وسواء كان الأمر جديا أم سخرية سوداء، يحسن جس نبض الرئيس اليائس. والنظر إليه من زاوية حقن الدماء السورية، بوقف المذابح اليومية والمرور إلى مفاوضات قد تفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا والعالم العربي. وأخرى في حياة شاب جيء به على عجل إلى السلطة، لكنه تأخر عن موعد الحكمة! • إعلامي تونسي
كنت أقول في هذا الموقع قبل بضعة شهور إن الخمسينيين وحتى الأربعينيين يغبطون الرئيس التونسي التسعيني على حيويته الفكرية والجسدية -نسبياً- وهو يتحدى عامه الثالث والتسعين، لكنني لا أعلم على وجه الدقة إن كانوا يغبطونه...
بعد الخميس جاء يوم الجمعة، وبعد 17 يناير أطلّ يوم 18 يناير، ولم تتوقف الأرض عن الدوران في تونس، بسبب الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية، بل استمرت الحياة عادية، رغم نجاح الإضراب الذي قاده...
لم تكن لوحة الفنان الإيطالي «ليوناردو دا فينشي» التي سمّاها «العشاء الأخير» أقل إثارة للجدل في تونس من «العشاء الأخير» الذي جمع مساء الثلاثاء الماضي الشيخ راشد الغنوشي بـ «الشيخ» الباجي قايد السبسي، بعد جفاء...
كعادتهم السنوية «المقدّسة»، ينتظر فريق من التونسيين قدوم شهر يناير بفائض من الشوق، وينتظر فريق آخر انجلاءه بفارغ الصبر، فشهر يناير في هذه البلاد غير ما هو متعارف عليه في بلاد العالم الأخرى، حيث يهرب...
رغم أنها دانت لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أو كادت، لا يزال المشهد موارباً في تونس، ويستعصي على فهم أكثر المراقبين التصاقاً بتفاصيله. كان منتظراً من يوسف الشاهد في إطلالته مساء الجمعة، بعد طول صمت، أن...
في لمح البصر، عادت حركة «النهضة» التونسية للمربع الأول، وهي التي كابدت من أجل تحسين صورتها على مدى السنوات الثماني الماضية. فقد كان يكفي أن يظهر رئيسها وزعيمها التاريخي منذ أربعين سنة، راشد الغنوشي، ظهوراً...
كثيرون هم من يحسدون الرئيس التسعيني الباجي قايد السبسي على حيويته الذهنية، بل يراه البعض «أسطورة ديناصورية» لم يَجُد بها الزمن إلا لماماً. وقد قال يوم الخميس الماضي إنه «آخر الكبار» ممن مد الله في...
عدا الضجيج اليومي الذي يذكّر بما يصدر عن سرك مفتوح في تونس، هناك حدث جلل لم يجانب الصواب من وصفه بالحدث «التاريخي»، بل لعله التطور السياسي الأبرز على الساحة العربية والإسلامية منذ ارتدادات زلزال سقوط...
تهتز الساحة السياسية التونسية بشدة على مشارف سنة انتخابية ساخنة ومحددة لمن سيمسك بصولجان السلطة لعدة سنوات قادمة.. من ذلك انصهار الحزب «الحاكم» نظرياً (نداء تونس) مع الحزب الرابع في نتائج انتخابات 2014 (الاتحاد الوطني...
كان التونسيون في غاية الحاجة إلى كلمات الرئيس الفرنسي في قمة الفرنكوفونية بأرمينيا، وهو يعلي في نبرة صوته بـ «أن تونس فخر لنا»، قبل أن يكيل مزيداً من المديح لرئيسها «الشجاع» الباجي قايد السبسي، وإلى...
خلال ساعات من الآن، سنرى إن كانت السكاكين المشحوذة على مدار الأيام الماضية قد ارتدّت عن رقبة يوسف، أم أن إخوته سيجهزون عليه ليعودوا إلى أبيهم جذلين. في تونس، بلغ التشويق أشده بشأن رئيس الحكومة...
من المفترض أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل مصير يوسف الشاهد، وهل سيواصل مهامه كرئيس للحكومة التونسية حتى 2019 موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي، أم أنه سيكون كفاية عليه بقاؤه في منصبه ذاك سنة و9 أشهر،...