alsharq

سيد أحمد الخضر

عدد المقالات 65

هل يعيد الإرهاب ساركوزي إلى الإليزيه؟

06 أبريل 2012 , 12:00ص

قد يكون من المبالغة القول إن الإرهاب صنيعة غربية لأن المناخ الذي يخلق التشدد عربي وإسلامي بامتياز. ولعل أحدا لا يجادل في أن الفقر والغبن وغياب الحريات تمثل العناوين العريضة للحياة في إفريقيا والشرق الأوسط. لكن بات من الجلي جدا أن الدول الغربية هي أكبر المستفيدين من الإرهاب؛ حيث تتخذه ذريعة لمصادرة إرادة حكومات دول العالم الثالث، وتشييد القواعد العسكرية في كل بقاع الأرض. ولا يخفى على أي مراقب أن الاستراتيجية الغربية المعاصرة تعتمد التهويل من خطر الإرهاب بهدف احتلال منابع النفط والسيطرة على المنافذ العالمية. بيد أن الجديد في هذا الأمر هو بروز تطبيقات جديدة ووقحة أيضا في توظيف ساسة الغرب لخطر الإرهاب، تؤكد أن الإبقاء على التشدد أو اختلاق وجوده في بعض الأحيان مصلحة غربية في المقام الأول. نيكولا ساركوزي زجّ بنفسه في معركة التطرف وأصبح يزايد حتى على أميركا راعية الإرهاب على مستوى العالم، وقد دفع العديد من مواطنيه ثمَّن هذه السياسة الطائشة خطفا وقتلا. لكن ساركوزي لم يكن ببغائيا في التهويل من خطر الإرهاب، إنما يتخذه وسيلة لمآرب شخصية بحتة، فالرجل الذي اتفق المؤرخون على أنه أخف القادة الفرنسيين وزنا على مدى عدة قرون يبحث عن ورقة رابحة لتصدّر مشهد الحياة في فرنسا. لم يقبل ساركوزي إذن استلاب الذات الفرنسية -التي حاول جاك شيراك المحافظة عليها- والسير في الركب الأميركي مغمضا عينيه اعتباطا. لقد اعتمد ساركوزي على الإرهاب في تقديم نفسه ضامنا للفرنسيين بطريقة مضللة؛ حيث يدفع مواطنيه للوقوع في الأسر ليحررهم لاحقا بدفع أموالهم للقاعدة التي يعرف جيدة المسالك المؤدية لمعاقلها في دول الساحل. لكن محاربة التطرف وتبني سياسات ضد المهاجرين لم تكن كافية على ما يبدو لإقناع الفرنسيين بأن ساركوزي أهل لأن يحكمهم مرتين؛ حيث لا يزال يلهث خلف منافسيه وفقا لآخر استطلاعات الرأي. وأمام هذه المعطيات لم يبق إلا استغلال الأمن والقضاء في تصوير فرنسا كما لو كانت على شفا السقوط في قبضة الإرهاب، بينما يعمل ساركوزي جاهدا على صد هذه الأخطار. في غضون أسبوعين منعت فرنسا الشيخ القرضاوي من زيارتها واعتقلت وقتلت وهجرت العشرات بتهمة التشدد، الذي ظل مستترا لحين اشتداد الحملات الانتخابية! غير أن هذه الحيل تكشفت على ما يبدو لمنافسي ساركوزي؛ حيث اتهموه بتدبير حملات الاعتقال في صفوف الإسلاميين لإنجاح حملته الانتخابية. وفي تعليق على الأحداث التي تشهدها فرنسا، قال مرشح الوسط في الانتخابات فرانسوا بايرو: إن الحملات الأمنية التي ينفذها الأمن تحت إشراف قضائي لا ينبغي أن تكون دعائية. بينما اعتبر فرانسوا هولاند -الأكثر حظا في استطلاعات الرأي- أنه كان باستطاعة الدولة القيام بهذه الإجراءات دون استغلالها في الحملات الانتخابية. كذلك عبرت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري عن صدمتها للتغطية التلفزيونية المصاحبة للاعتقالات. لكن هذه التعليقات لم تُشعر ساركوزي بالخجل فقد شدد على أن الاعتقالات في صفوف الإسلاميين مستمرة. ولإيجاد رافد خارجي للحملة الانتخابية، بدأت فرنسا ساركوزي تقود حملة ضد الإسلاميين في شمال مالي؛ حيث قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه: إن باريس تعتزم قيادة حملة التعبئة ضد الخطر الإسلامي في الساحل على المستويين الإقليمي والدولي. الإرهاب إذن المطية الوحيدة التي يعول عليها ساركوزي في الوصول إلى سدة الحكم، لكن اتهامه باستغلال أمن فرنسا في إنجاح حملته الانتخابية يخلط الأوراق في وقت حرج جدا؛ حيث تنظم الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بعد أسبوعين من الآن.

.. ومن فوض العرب؟

حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...

حول الخطيئة الكبرى

رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...

بين العرب والبرازيل

عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...

نكرهكم يا فخامة الرئيس

قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...

فلتتزوجوا بنات الروهينجا

عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...

إيران وعقيدة التحريف

لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...

مرسي والبرزخ الدبلوماسي

في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...

الكيماوي السوري.. وسيلة لإلهاء العالم عن الثورة

عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...

تحييد طنطاوي.. ضربة لا صفقة

لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...

هل تكتب إيران نهاية الأسد؟

لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...

ثورة الدجاج

يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...

السلاح البيولوجي.. آخر أوراق الأسد

في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...