


عدد المقالات 122
لا يمكن أن تتعلم وفي نفسك ذرة من كبر ولأي سبب كان.. ولا يمكن أن تتعلم وأنت لا تحترم من يعلمك. ولا يمكن أن ترتقي بما تعلمته إذا اعتقدت لحظة أنك اكتفيت من العلم.. ومن قال أنا عالم فقد أعلن عن جهالته.. إذن تواضع لتتعلم، وكلما تواضعت تعلمت أكثر فأكثر. نبي الله موسى عليه السلام خطب ذات يوم في حشد كبير من بني إسرائيل، فسأله سائل: هل هناك من هو أعلم منك يا موسى؟ فأجاب على الفور دون تردد: لا، وقد قال ذلك لأنه لم يكن يعتقد أن هناك أحداً في تلك الفترة غيره له صلة بالسماء يأتيه الوحي ليعرف ما لا يعرفه بقية البشر. لكن الله أوحى إليه فوراً أن هناك يا موسى من هو أعلم منك، فتعجب نبي الله موسى من ذلك، وسأل الله أن يدله على ذاك الذي هو أعلم منه، فأدرك أن هناك إنساناً يعيش على هذه الأرض وهو يعرف ويعلم أكثر منه، وكان ذلك هو الخضر عليه السلام الذي اتفق المفسرون على أنه كان نبياً أيضاً.. وحدثت وقائع وأحداث مع النبي موسى والمذكورة في سورة الكهف، يمكن الرجوع إليها وتفسيراتها لمن أراد الاستزادة.. الشاهد من القصة هو بيان عظمة النبي الكريم موسى عليه السلام وهو من هو يومئذ.. كان هو الإنسان الوحيد، منذ أن خلق الله البشر، الذي كلمه الله تكليماً مباشراً وليس وحياً أو إلهامات ورؤى كما سائر الأنبياء والمرسلين، وكان يعلم ما لا يعلمه أحد من البشر.. ومع ذلك، حين عرف بموضوع الخضر عليه السلام، أصر على السفر إليه حتى يبلغ مجمع البحرين أو يمضي حُقباً في البحث عنه.. حتى إذا جاء الوقت المعلوم وجده، لكنه لم يقل له من أنت، ولم يسأله عن علمه وكيف حصل عليه، ولم يقل له إنه رسول الله يأتيه الوحي من السماء ولم يقل له إنه كليم الله، بل بكل تواضع، طلب منه أن يتبعه على أن يعلمه مما عنده من علم، فوافق الخضر عليه السلام على طلبه، لكن بشرط عدم الاستفسار أو توجيه أسئلة إليه إن رأى ما لا يعجبه أو يثيره ويغيظه، مهما يكن نوع العمل أو الفعل وشكله، وهو أمر يصعب على أي إنسان أن يقبله.. فكيف تقبل وتوافق على أمر غامض دون استفسار أو توضيح، وأنت في مجال تريد أن تتعلم.. لكن موسى عليه السلام، ولأنه سافر لأجل العلم، ولتواضعه أيضاً، وافق فوراً على شروط معلمه الجديد.. وفي هذا قمة الأدب والتواضع مع العلماء. بسبب موافقته وتواضعه في البداية تعلم أشياء كثيرة، ولولا غلبة الطبع البشري عليه لاستفاد كثيراً من الخضر عليهما السلام، وقد ذكر ذلك حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما». وإن كان هذا الأمر ليس بموضوعنا اليوم، ولا يهمنا تفاصيل التفاصيل في القصة، بقدر ما يهمنا أن ندرك قيمة التواضع في طلب العلم، واحترام من يقدم لك العلم، بغض النظر عمن يكون هذا المعلم، صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً أم امرأة، ومن أي ملة أو دين يكون.. خلاصة الحديث.. كلما تواضعت في طلب العلم، ازددت تحصيلاً ورفعة في الدنيا قبل الآخرة.. فهل يفعل طلاب العلم ذلك؟
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...