


عدد المقالات 65
نتذكر جميعا حجم تأثير العمل الثقافي العربي في مجال الحريات وتنوير الشعوب، إنه ضئيل جدا فلم تكن هموم الشارع يوماً محور اهتمام المثقف الذي شغلته في الغالب مصالحه الذاتية عن الموضوعات الملحة من قبيل العدالة والديمقراطية والحرية. منذ بداية ما يسمى النهضة العربية لم يبزر إلى العلن عمل ثقافي يعبر عن تطلعات شعوب الأمة. لم تستطع الساحة الثقافية على مر تاريخها أن تلهب المشاعر أو تلهم الشارع. ولعل أيا من كبار المثقفين لم يتمكن من دخول دائرة الضوء إلا عبر الإساءة للدين أو من خلال طرح رواية تخدش الذوق العام. لقد ظل اهتمام ما يطلق عليهم التنويريون العرب ينصبّ في معظمه على تناول أمور جزئية لا تقود إلى معالجة القضايا المصيرية مثل تكامل العرب اقتصاديا وإطلاق الحريات العامة وتبني الحكم الرشيد. وقد دفعت مجاملة السلطة من جهة والجبن من مواجهتها من جهة أخرى سدنة العمل الثقافي إلى الاشتغال بالدراسات التاريخية على حساب نقد الحاضر واستشراف المستقبل. جائز أن نتحدث عن دور المثقف خارج جغرافيا العرب، فأعمدة الكتاب في الغرب مثلا تشكل الرأي العام وتوجه الساسة في كثير من الأحيان. ولعل مراكز الدراسات نظرا للثقة التي توليها إياها الجماهير باتت تقود الدولة والمجتمع هناك. بينما نعيش نحن طلاقا بائنا مع المثقفين. إنهم يتكلمون بلغة لا يفهمها المجتمع لأنهم لا ينتمون إليه وينشغلون بما لا يعنيه في شيء. أعتقد أن الثورات العربية بقدر ما عرّت السياسيين، وبّخت المثقفين، حيث عجز كل المفكرين والباحثين عن رصد غليان الشارع. لقد فاجأتهم الجماهير بتحركها لأنهم لم يلتحموا بها يوما، ولعله من المُهين لأقطاب الثقافة أن أحداً من بين الجحافل البشرية التي داست على الخوف في وضح النهار لم يتأثر بمقولة لمفكر أو كاتب من المحيط إلى الخليج. إن مهنتي كصحافي يلامس المشاغل الحياتية للناس العاديين ويغطي المواسم والأحداث الثقافية والفكرية جعلتني أدرك جيدا حجم القطيعة التي تطبع علاقة المثقف بالشارع. ففي الوقت الذي كانت الجماهيرية العربية تعدّ ذاتها بذاتها لتثور على الظلم والفقر كانت النخب العربية تنقسم إلى فريقين: الأول يرى أن التغيير سيحدث بعد عقد من الزمن عندما يكتمل توغل واشنطن في المجتمع المدني بالشرق الأوسط، فيما يرى الفريق الثاني أن التغيير سيكون عبر التيارات الأيديولوجية ولكن بعد أن تطمئن لها واشنطن. أميركا في كلتا الحالتين! إذن، بدا جليا أن المجتمعات استغنت عن دور المثقف، وساعد في هذا عاملان أساسيان، أولهما أن الحرية والكرامة لم تعودا مطلبا نخبويا أو ترفيا، والثاني هو حالة الوعي التي خلقتها الثورة المعلوماتية التي تجاوزت مفهوم العامة والدهماء. لقد أصبح بإمكان الجماهير التعبير عن مطالبها بوضوح دون هدي من المثقفين المُخلّفين. لكن المثير للاستغراب هو أن المؤسسات الفكرية والبحثية في العالم العربي أعطت لنفسها حق الوصاية على هذه الثورات. كثيرا ما حضرت في الأشهر الأخيرة ندوات ومؤتمرات تحدث فيها مثقفون تملكهم الوهم وخيل إليهم أنهم محور العملية الثورية في الوقت الذي نعلم أنهم لم يساهموا فيها ولو بكلمة. أثناء اجتماعاتهم في القاعات المكيفة على بعد آلاف الأميال من الساحات والميادين، يتخلى هؤلاء عن الحياء ويقولون إنهم معنيون بترشيد الثورة ومكلفون بالتنظير لمستقبلها، إنه محض الهذيان واتهام للأمة بالسفاهة وعدم النضج. يجب أنْ يتواروا عن الأنظار فليست لهم يد في الثورة التي لن تكون كذلك حتى تخلق قطيعة مع الماضي، وتصوغ مفهوما جديدة للثقافة والمثقفين. لن يبقى المثقف مَن يتحدث للنخبة فقط. كان ذلك في الزمن الأول عندما حصلت ثورات -أقصد انقلابات- قامت بها نخب من الضباط بدعم من المثقفين، بينما العمل السياسي الآن يختلف كثيرا. إنه نتاج حالة ثورية حق ملكيتها يعود للملايين.
حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...
رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...
عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...
قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...
عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...
لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...
في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...
عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...
لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...
لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...
يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...
في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...