هل تعرفين ابنتك؟!

ما مدى معرفتك بابنتك أيتها ا?م وممكن أن تكون أنت أيها ا?ب؟ نتحدث هنا عن الابنة المراهقة من عمر 13 وما فوق حتى قبل الزواج.. هل تعرفين أو هل تعرف ابنتك؟ أو أن أصدقاءها يعلمون عنها أكثر مما تعلمين أيتها ا?م وأيها ا?ب.. العلاقة بين ا?ب وا?م وابنتهما المراهقة أو الشابة في زمننا هذا مختلفة جداً عن الماضي وقد نقول جداً جداً... أنا لن أطرح حلولاً هنا، فأنا لست مختصة في هذا المجال، ولكن سأطرح ملاحظات ومواقف وصوراً لما يحدث في حياة الشابة والمراهقة.. سنبدأ بالحديث اليومي في اللقاء العائلي مع ا?م وا?ب وابنتهما... بعض العائلات يصبح الحديث بينهم أوامر ونصائح ومُثلاً عُليا فتتحول الجلسة لشيء ممل روتيني مرهق... ستنتظر الشابة والمراهقة أن يمضي هذا الوقت لتسرع لهاتفها.. ولتتحدث مع صديقتها.. لتشتكي لها... لتعبر لها عن موقف محرج حصل لها.. عن فتى أحلامها الذي تتمناه زوجاً في المستقبل... وقد لا تكون هذه الصديقة صالحة!!! الشابة والمراهقة تخاف أمها وأبوها ولا تشعر بالراحة في الحديث معهما فتلجأ لمن يستوعب حديثها.. عندما تعيش ا?م في برجها العاجي واهتماماتها الخاصة بها وبحديثها مع صديقاتها، وترى أنها على حق وعلى ابنتها أن تحذو حذوها دون نقاش!!! ?نها لا تعلم الفرق بين الاهتمامات والميول، وماذا يدور بين الشابات الصغيرات من الحديث.. فهي هناك بعيدة تنظر لهن باستعلاء.. فلتعلمي أيتها ا?م أن هناك مفردات خاصة بين الشابات وبرامج خاصة في الهواتف، ومسلسلات لا تطرح في القنوات فقط، في الإنترنت، وفي اجتماعاتهم، واحتفالاتهم، تلجأ الشابة المحرومة من بعض المشتريات لمن هي أغنى منها لتوفر لها ما عجزت عنه أسرتها أن توفره لها، والثمن قد لا يطرأ على عقولكم،، وفي هذه الاجتماعات والحفلات تلجأ الفتاة للفتاة القوية لتساعدها وتقف معها، ?ن أمها مشغولة عنها.. هذا إذا افترضنا صلاح ونقاء هذه الاجتماعات.. عزيزتي ا?م.. عزيزي ا?ب.. ماذا تعرفون عن بناتكم الشابات؟! لماذا امتلأت هواتفهن ببرامج التواصل وبأرقام الهواتف؟؟ لماذا لا يجذبهن حديثكم وجلساتكم؟ لم يسمون عدم ا?سراف حرماناً!! ويسمون التأنيب عقاباً!! هل تتحدثون معهن كما تتحدثون مع أصدقائكم؟؟ هل تفتحون قلوبكم لهن؟ هل تشعرونهن با?مان ليقلن ما في صدورهن؟ هل تشاركونهن وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل تشاركونهن ا?فلام والمسلسلات؟ هل تخرجون معهن للأماكن العامة؟ الكثير من ا?سئلة لكل أب وأم يريد أن يفهم من يعيش معه ويخاف عليه ويعمل من أجله.. من مشاهداتي.. الأم تصم أذني بالحديث عن المبادئ والقيم وما يجوز في المجتمع وما الذي لا يجوز.. وكأنها ملاك أنزل من السماء ويعيش بلا مشاكل ولا اضطرابات.. وفي الجهة المقابلة ابنتها الشابة منشغلة في حديث آخر ومفرداته (غريبة)، وغير مفهومة وأبعد ما يكون عن المبادئ والقيم!!! لا أعتب على ا?م وعلى مبادئها ولا على الفتاة لكن يظهر لي أن العلاقة بين ا?م والبنت مبتورة هذا مثال بسيط لمشاهداتي ومعايشاتي... أنا أطلق تحذيراً للأم وا?ب: لا تبتعدوا كثيراً عن بناتكم لا تجعلوها تبحث عن حضن يحنو عليها أو على أحد يستمع لهمومها... لن أطرح توجيهات ونصائح... الجيل القديم تعلّم بالمحاكاة وافتخاره بأمه وأبيه والجيل الجديد له عالم رقمي مليء با?لوان والحركة وا?صدقاء.. إما أن تشاركوه هذا العالم وإلا سينسى وجودكم إلا عند الحاجة..