


عدد المقالات 122
حين تتكون لديك الرغبة في أن تلقي كلمات إلى الجمهور، فهذا يعني أنك تحمل هماً معيناً بغض النظر عن طبيعة هذا الهم، إن كان جميلاً أم كئيباً أم غيرهما، فإنه سيظل في نهاية الأمر همّاً لا يجعلك تشعر بالراحة الداخلية حتى تخرجه من صدرك. وهذا ما يعطي حرارة وقوة إلى كلماتك التي تريد إخراجها إلى الجمهور. ولعل هذا هو شرط أول لإلقاء جيد. أما الشرط الثاني في جعل إلقائك جيداً ومقبولاً، هو أن تعرف الطريقة التي بها تنقل ما بنفسك إلى المستمعين، فالعبرة ليست بما تقول، وإنما بالطريقة التي تقولها. هل صادف أحدكم محاضراً ألقى نكتة لم يضحك لها كثيرون، أو أن من ضحكوا لها كانت ضحكاتهم أشبه بالمجاملة للمحاضر؟ وهل صادف أن ألقى النكتة نفسها محاضر آخر، انقلب الجمهور على قفاه من الضحك؟ فلماذا لم يضحك الجمهور عند الأول والعكس مع الثاني؟ إنه الأسلوب في توصيل الرسالة إلى الآخرين. هناك من يحمل هماً كبيراً ومعاني عظيمة، ويريد أن يوصل تلك الهموم والمعاني إلى الآخرين، فإذا هو يفشل فشلاً ذريعاً في ذلك، وتكون النتيجة أقرب إلى العكس مما أراده وتوقعه، حيث يكون تجاوب الجمهور سلبياً، ولا يجد ذاك التفاعل والتجاوب مع ما خطط له، في حين تجد العكس مع متحدث آخر ليس بجعبته شيء مفيد، بل سخافات من القول كثيرة، لكنه في النهاية يقدر على تحويل الجمهور إلى أناس إيجابيين معه ومتفاعلين بدرجة كبيرة، بل قادر على أن يجعلهم يتبنون أفكاره ويؤدون ما يريده منهم بكل تفان وسعادة أيضاً. فلماذا فشل الأول ونجح الثاني؟ إنه مرة أخرى الأسلوب أو طريقة الإلقاء. الأسلوب هو أن تتحدث إلى الجمهور بشكل مباشر دون تصنّع وتكلّف في الإلقاء. هذا الجمهور لا يريد منك التقعر والتشدد في الألفاظ، بل هو يريد منك الحديث الأخوي المباشر. يريد حديث القلب إلى القلب. لا تحاول أن تتميز عليهم بكلامك، مهما كان هذا الكلام قوياً ومؤثراً. أرسل كلماتك مع حرارة نفسك إلى نفس وقلب الجمهور، وسيجدها بالفعل حارة مؤثرة، يتفاعل معها بنفس القوة. أشعرهم بأنك تتحدث إليهم هم فقط، وأنك ما جئت إلا إليهم، وأنك لا تتميز عليهم بشيء. أشعرهم بالرباط الأخوي الإنساني بينك وبينهم. تحدث بشكل طبيعي كما أنت في حياتك العادية اليومية. لا تحاول أبداً أن تشعرهم للحظة واحدة أنك أتيت إليهم، وقد تدربت على فنون الخطابة والإلقاء، وتحاول إبراز عضلاتك في الإلقاء بالصوت وبقية أعضاء الجسم. إنك إن فعلتها، سيكون أمر انكشافك أمام الجمهور سهلاً لا يحتاج لكثير جهد، وسيبدأ هذا الجمهور بملاحظة مهاراتك في الإلقاء وسيعجب بها فعلاً، لكنه سيخرج من المكان وقد رسم لك صورة ذهنية أنك خطيب مفوه بارع، ولكن إن جئت تسأله عن فحوى الخطاب، لرأيت أن هذا الجمهور لم يقدر على الإلمام بما سمع منك لانشغاله ببراعتك في فنون التحدث! لهذا عليك كخطيب أو محاضر أو متحدث أن تجعل جمهورك يخرج وقد استوعب ما تحدثت عنه. لا نقول إن مهارات وفنون الإلقاء غير مطلوبة، بل على العكس ستساعدك على توصيل ما أنت بصدد إيصاله من رسائل ومعانٍ، لكن القصد هو عدم التركيز على ذلك بإظهارها بتكلف ملحوظ، إذ بدلاً من ذلك تحدث بصورة طبيعية كما أنت، فهنا ستجد أن هذا الجمهور سينتبه للمعاني ويستمع إليك وينصت وسيعي ما يسمع، دون أن يلاحظ وينشغل بأنك خريج معهد كارنيجي لفنون الإلقاء.. جرب وانظر ماذا ترى..
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...