alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

عن المعارضة السورية وخياراتها «2/1»

02 أكتوبر 2011 , 12:00ص

برغم من كل ما حصل من تطورات على كل الأصعدة (النظام، الشارع) في سوريا، لم تكلف المعارضة السورية نفسها عناء توحيد صفوفها تنظيمياً أو حتى الإيحاء للرأي العام بأنها متحدة ومتجانسة ومنسجمة مع ذاتها رغم كل الصيحات التي تطالب بالوحدة ورص الصفوف، من الشارع السوري وحتى من الأطراف الدوليّة والصحافيين وأصحاب الرأي، وهذا الأمر يظهر للعيان مدى ضعف الاستجابة لدى المعارضة للاستجابة لمثل هذه الصيحات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استهتار واستهانة هذه المعارضة لما يجري حولها من تطورات. فهذه المعارضة (خصوصاً الخارجية منها) في الوقت الذي يتطلب منها أن تكون صانعة للتطورات ومنظّمها وفاعلها لتمنع من يريد استغلال ما يجري في سوريا من معاناة وآلام تسعى لتحقيق مصالحها الآنية، هي تلجأ إلى البحث في القشور وتستهلك مجهودها في أمور قد لا تشكل لدى السوريين همّاً أساسياً في هذه المرحلة مستغلة للفراغ الذي تركته المعارضة الوطنيّة الديمقراطيّة العاملة على أرضّ الأحداث. هذا المسار، فبدلاً من أن يكون عاملاً مساعداً للشارع صار اليوم عبأ ثقيلاً عليه، وبطبيعة الحال تتحمّل المعارضة الداخليّة المسؤوليّة الكاملة، إذ بتباطئها في تناول المسؤولية تجاه ما يجري، أدّى إلى فراغ، وهو ما دفع بالمعارضة الخارجية للعمل ضمن سياقات قد لا تكون مساعدة للحراك بل ربما كانت معيقا لنشاطه وأساءت إلى سمعة وأحقيّة ومشروعيّة استمراره بل تواجده. صار يفهم من المؤتمرات التي تعقد في الخارج على أنَّها مؤتمرات تحقق أجندات معينة ليس إلاَّ. حتى وإن كانت ثمّة نيّات صادقة وسليمة لدى البعض الذين يسعون لعقد مثل هذه المحافل في الخارج وذلك لبلورة بعض المفاهيم، والبحث في إشكالات مثل العروبة والإسلام والعلمانية والليبراليّة، حيث هذه الإشكالات هي الآن مبعث للمخاوف لدى الشعب السوري خاصة الأقليات الدينيّة والعرقيّة منها هذا عدا البحث عن سبل الانتقال الآمن إلى دولة ديمقراطيّة مدنيّة لا تحمل جنيناً قابلاً لافتعال حالات الثأر والانتقام ويهيئ حالة من نشوة الانتصار، ومن يدري ربما هذه النشوة قد تكون لها تبعات سيئة في النسيج السياسي وحتى الاجتماعي في بلدنا الذي طالما يصيح أبناؤه للحفاظ على الوحدة الوطنيّة، بمعنى آخر لا يحبذ أحد على أن تترجم الأحداث في النهاية بحالة مثل أن يشعر طرف أنه الخاسر الغابن في هذا الحراك وطرف يرى نفسه الرابح أو المنتصر لأنّ مثل هذا الشعور لو حدث سيكون قاتلاً ومميتا، وقد يخلق غبناً في الحالة المجتمعيّة والسياسية وربما يكون له عواقب وخيمة على النسيج المجتمعي والسياسي السوري. والحق أنه مهما أبدت المعارضات السورية بأنها متفقة (فيما بينها) على العناوين العريضة مثل دولة المواطنة وضرورة الانتقال من دولة الاستبداديّة إلى الدولة الديمقراطيّة، وأوحت أنّها منسجمة إلى حد ما مع هذه العناوين إلا أن هذه المعارضات تعاني من أزمة توحيد الخطاب الذي ما فتئ وصار أمراً أهمّ من أي أمر آخر، ولعل ما شاهدناه في مؤتمر اسطنبول قبل فترة كيف انسحب بعض الأكراد من المؤتمر هو دليل على أن المعارضة بحاجة إلى نقاش ووضع النقاط على الحروف لا أن تتستر وراء مفردات فضفاضة مثل الديمقراطيّة والتعدديّة. للتو لوحظ كم أن المسافة التي تفصل بين المعارضة السورية الخارجية والداخلية عريضة. وقد لا يصح أن نقفز فوق الحقيقة وأنّ نوظّف ما قالته «هيئة التغيير الديمقراطي» في وثيقتها الأولى بأنّه لا فرق بين معارضة الخارج والداخل وضرورة التواصل بين شقي المعارضة، لأنه ما زال ثمة غشاوة تطغى على الداخل والخارج، هذه بمثابة عُقد يصعب فكها، ولعل من يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى هي المعارضة الخارجية التي تعمل بهيئة الغرور وأنها «فهيمة» أكثر من المعارضة الداخلية إلى درجة وصلت الأمور معها إلى عدم أخذ المزاج الشعبي بعين الاعتبار حتى إنّها لم تقدّر الحالة التي تعيش فيها المعارضة الداخلية والتزاماتها الأخلاقية تجاه التطورات السورية، ولعل السبب في هذا الانحراف من قبل المعارضة الخارجية عن مهمّات واقعية متزنة هو أن غالبية هذه المعارضة متشوقة إلى روح القيادة والشعور بأنّها قائد فعليّ وهذا يصعب تحقيق مثل هذا المنال من قبل الشارع السوري الذي يحتاج إلى قيادة من الداخل تقود وتضبط الحراك وتحقق الفرز الحقيقي بين الموالي والمعارض. تجدر الإشارة إلى أنّ الخلاف بين المعارضة الداخلية والخارجية قائم منذ 2005 عندما أعلن بعض الشخصيات في الخارج الأمانة الخاصة بها بالخارج الأمر الذي دفع جماعة «إعلان دمشق» بالداخل بإعلان موقف عدم التبني لما يصدر من الخارج من بيانات ومواقف غير منسجمة مع التطورات السياسية وعلاقة السلطة بالمعارضة، وطالبت الأحزاب المنضوية في «إعلان دمشق» من ممثليها في الخارج الالتزام بما يصدر من الداخل وعدم الانزلاق نحو التطرّف والمبالغة في الشعارات ما أدى في النهاية إلى بقاء حالة التشرذم وطغيان مناخها على كل مشهد المعارضة ومن يدري ربما ستمدد مدة طلاق الخارج والداخل إلى أمد بعيد! ينشر بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية» www.minbaralhurriyya.org

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...