


عدد المقالات 115
عرضت إحدى القنوات الأميركية قبل سنوات برنامجاً -لا أتذكر اسمه- عن حالات حقيقية لأزواج قرروا الانفصال.. ما زلت أتذكر ذلك الرجل الأميركي عندما قال: «لن أجعل طفلتي ذات الست سنوات تنشأ في بيئة منعدم فيها الحب، هي دائماً تسألني لماذا لا أقوم بتقبيل والدتها مثل آباء أصدقائها، لذا الانفصال هو الحل». ما جعل صورة تلك الرجل وكلماته تعود إلى ذاكرتي، هو ما قرأته عبر «فيس بوك» على صفحة صديقتي الروائية الليبية رزان نعيم مغربي، والتي ربطتني بصداقة مع شقيقتها الرائعة ليلى وزوجها طه كروي، الذي نشر رسالة خاصة وصلته من إحدى الأخوات الفيسبوكيات، أوصلت من خلالها ملاحظتها بإظهار طه لمحبته وتقديره عبر كتاباته لزوجته ليلى، قائلة: «هل تلاحظ أنك تتبجل وتتظاهر بمحبتك لزوجتك بشكل مبالغ فيه، أليست زوجتك بقربك وتستطيع أن تقول لها ما تريد؟ خاصة ونحن في مجتمع ليبي لا يقبل هذه الابتداعات».. لن أورد لكم رد الأخ طه كروي عليها، لكنه أوضح لها –باختصار- أنه لا ينافق ولا يجامل ولا يتظاهر، ولا يعنيه الناس لأنه لا يفعل ولا يكتب أي شيء إلا بما تمليه عليه قناعاته. أوردت الحكاية الأولى، وربطتها بالثانية لأقول أولاً، إننا في مجتمعاتنا العربية مصابون بالتصحّر العاطفي، في الحالة الأولى أراد الزوجان الانفصال حتى لا تتأثر طفلتهما بانعدام الحب بينهما، ولأن الطفلة يجب أن تشاهد هذا الحب واقعاً دون تمثيل.. وفي الحالة الثانية يستكثر المجتمع العربي رؤية رجل عاشق ومحب لزوجته أن يتغزّل بها، وينظر هذا المجتمع أن حالة الحب هي من أنواع (العيب) الذي يجب أن يختبئ ويتوارى عن عيون الناس ومسامعهم، وإن ظهر أمام الناس، فيعتبر حالة شاذة أو تظاهراً أو استعراضاً! حقيقة عندما أقرأ عن حالة فكرية في مجتمع عربي (ما) أجد أننا كعرب متشابهين تماماً من الناحية العاطفية، السائد والذي لا يخجل –بعضهم- من إظهاره على الملأ هو الكره أو السخرية أو الاستهزاء، فالرجل العربي الذي يسخر من زوجته، أو الذي يتفاخر برغبته في الزواج عليها وممارسة التعدد، هو في داخل العيون العربية المنتمية لهذا الفكر هو رجل فارس بل ومغوار، لأن هذه التصرفات ضد زوجته تثير الإعجاب لدى هذه الفئة، أما الرجل العاشق المحب فهو ناقص كما ينظر له الفكر الناقص! كثيرة هي المعادلات الحياتية والعاطفية التي تسير على العكس في حياتنا كعرب، القضية عميقة للغاية، وتحتاج إلى سبر أغوار متخصصين من خارج الحدود العربية، ليتمكنوا من قياس درجة هذه المشاعر التي سارت عكس الاتجاه الطبيعي للعاطفة البشرية.. فمن يُحب لا بد أن يسعد بهذا الحب ويُعلنه ويستمتع بشعوره عندما يكون على مرأى البشر، فهل هناك أجمل من الحب، وأجمل من أن يراه العالم كله؟ هذه الأفكار العربية العكسية، هي من تقتل شجاعة الزوجين في إعلان انفصالهما، لأن حياتهما خالية من الحب، لذا تستمر الحياة بلا حب، وتظل فكرة المشاعر السلبية هي السائدة في بيوت أعياها الجفاف، ومشاعر تموت دون أن يشعر صاحبها أنه هو من يقتلها!
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...