سوق واقف قبلة الجماهير العالمية ومكان لقاء الأمسيات

إقبال جماهير المونديال على اقتناء المشغولات التراثية القطرية

لوسيل

وسام السعايدة

يعد سوق واقف من أهم الأماكن التراثية في دولة قطر، ويجمع بين العراقة والأصالة وبين المدنية الحديثة، وهو أشهر معلم سياحي وتراثي يقصده السياح والمواطنون، ويشتهر ببيع المشغولات التراثية ومحلات الحرف اليدوية التي قد لا تجدها خارجه.

ويعتبر سوق واقف حاليا قبلة الجماهير العالمية التي جاءت الى دولة قطر لحضور مونديال كأس العالم 2022، حيث تكاد لا تجد لك محط قدم في مختلف أنحاء السوق الذي يعتبر حاليا خلية نحل، لا سيما أن الحركة الكثيفة للجماهير تستمر حتى ساعات الصباح الباكر.

ويقصد جماهير المونديال سوق واقف وتزداد الحركة في السوق عقب انتهاء المباريات، حيث يقوم مشجعو الفرق بالاحتفال داخل السوق من خلال إقامة حفلات خاصة بهم يشاهدها كل من تواجد هناك.

وتشهد كافة محلات السوق ازدحاما شديدا من قبل الجماهير لشراء بعض احتياجاتهم من ملابس المشجعين والتحف والمشغولات التراثية القطرية وكذلك الهدايا التذكارية للبطولة والتي تتخذ أشكالا مختلفة وجميلة.

ورصدت لوسيل في جولة لها في أزقة السوق إقبال جمهور المشجعين من مختلف الجنسيات على شراء المشغولات التراثية القطرية على وجه الخصوص، حيث أبدوا إعجابَهم بالتراثِ والحِرف والمشغولات واللوحات القطرية القديمة، مثل السدو وبيوت الشَعر والمنتجات المصنوعة من سعفِ النخيل (الخوص) والأعمال اليدوية كالسيوف والخناجر والأواني النحاسية، بالإضافةِ إلى بعضِ الأعمال التراثية الأخرى كمُجسمات المراكبِ وسفن الغوص ومعدات الصيد القديمة التي تُعيد إلى الأذهان ماضي الغوص وصيد اللؤلؤ وهي جميعها من أقدم المهن التي امتهنها سكانُ دول الخليج قبلَ حدوث الطفرة النفطية في العُقود الأخيرة.

وأكَّد الضيوف بالإضافة إلى الاستمتاعِ بمباريات كأس العالم - للتعرفِ عن كثب على الكثير من جوانب الثقافة والتراث القطري والخليجي.

كما شاهدنا خلال الجولة الإقبال على شراء الحِرف اليدوية والتراثية القطرية ومن بينها المنتجات المصنوعة من الصدف، وكذلك مُجسمات المراكب وسفن الغوص ومعدات الصيد القديمة التي استهوتهم كثيرًا، والتعرف على الحياة القديمة للإنسان القطري الذي ما زال مُتمسكًا بالإبقاء على تلك الحرف التراثية رغم النهضة الكبيرة التي شهدتها قطر.

وتحاكي الحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي يزخر بها مركز الحرف في سوق واقف العديد من رمزيات التراث القطري وأصالته.

شهدت محلات السدو وهو الصوف الذي يصنع منه البساط البدوي يدويا أو بواسطة آلة النول، وسرج الخيل وبيوت الشعر، بالإضافة إلى الربابة والآلات الموسيقية البدوية إقبالا كبيرا من قبل الجماهير.

وقال أصحاب محلات إن هناك إقبالا من قبل الجماهير على شراء الهدايا التذكارية لكأس العالم بالإضفة إلى المشغولات التراثية القطرية، مشيرين إلى أن حركة الجماهير في سوق واقف تساهم في دعم الحركة التجارية.

ويساهم سوق واقف في تنمية الحرف والصناعات اليدوية لدى الأشخاص والمهتمين وتحقيق تنوع ثقافي وثراء اقتصادي، بحيث تعكس الحرف اليدوية دائما الهوية الثقافية والأصالة الوطنية وتتيح فرصة للتعرف على تلك الأعمال ومشاهدتها على الطبيعة.

كما شهد قسمُ المشغولات بالحي الثقافي كتارا إقبالًا كبيرًا من مُشجعي المونديال الذين حرصوا على التعرف على أهم المشغولات اليدوية خاصة التراثية أو التي تم تزيينها بألوان العنابي.

ويوفر القسم العديد من المُجسمات التي تُعبر عن تاريخ أهل البلاد سواء القلاع وبعض التحف والحصون إلى جانب الأدوات التي كان يستخدمها الأجداد مثل الدلة وغيرها كالخناجر.

ويحرصُ زوارُ البلاد على شراء الهدايا التذكارية قبل سفرهم للاحتفاظ بها كذكرى عن رحلتهم إلى قطر فضلًا عن إهداء أقربائهم عند العودة إلى بلدانهم، لا سيما أن العديد من مُشجعي المونديال يعتبر السفر إلى قطر هي الزيارة الأولى لإحدى دول الخليج العربي أو دول الشرق الأوسط.