تتجه الأنظار غدا إلى المغرب حيث ستنطلق مباريات كأس أفريقيا للأمم 2025، حيث يستهل المنتخب المغربي مشواره في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم على أرضه، غدا الأحد، بمواجهة نظيره منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية للبطولة.
وتعد هذه المواجهة الثانية بين المنتخبين في تاريخ النهائيات القارية، حيث يدخل أسود الأطلس اللقاء وهم في المركز الحادي عشر عالمياً، كأعلى منتخب أفريقي تصنيفاً، بينما يحتل منتخب جزر القمر المركز 108.
وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة، فقد التقى المنتخبان في 4 مناسبات سابقة، دانت فيها السيطرة للمغرب بثلاثة انتصارات مقابل تعادل وحيد، وكان أول لقاء يجمعهما في تصفيات نسخة 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف نظيف وتعادلا إياباً بهدفين لكل منهما، ليكملا مسيرهما معاً نحو النهائيات.
كما تواجه الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2021 بالكاميرون، وانتهى اللقاء حينها بفوز مغربي بهدفين دون رد سجلهما سليم أملاح وزكريا أبو خلال، قبل تجدد المواجهة بينهما في كأس العرب بقطر في ديسمبر الجاري، حيث فاز أسود الأطلس 3 /1.
ويخوض المنتخب المغربي كأس أمم أفريقيا للمرة العشرين في تاريخه، والخامسة على التوالي منذ عام 2017، بينما يسجل منتخب جزر القمر حضوره الثاني فقط بعد ظهوره الأول التاريخي في نسخة الكاميرون، ومن المفارقات أن جزر القمر ستواجه مستضيف البطولة للمرة الثانية على التوالي في مبارياتها بكأس الأمم، بعد أن خاضت آخر مباراة لها في النسخة الماضية أمام المضيف الكاميروني وخسرت بصعوبة بهدفين لهدف في دور الستة عشر.
وبالعودة لنسخة 2021، فقد تأهل الفريقان معاً من المجموعة الثالثة، حيث تصدر المغرب المجموعة وحل جزر القمر ضمن أفضل الثوالث متفوقاً على غانا التي تذيلت الترتيب.
وعلى صعيد الأرقام الخاصة بالمنتخب المغربي، يطمح الأسود لتحقيق انطلاقة قوية في استضافتهم الثانية للبطولة بعد نسخة 1988 التي حلوا فيها بالمركز الثالث، علماً أن بداية مشوار الفريق في تلك النسخة انتهت بالتعادل بهدف لمثله أمام الكونغو الديمقراطية.
ويمتلك المغرب سجلاً حافلاً، حيث توج باللقب عام 1976 وحل وصيفاً عام 2004، ويدخل هذه النسخة بسلسلة من الانتصارات في مبارياته الافتتاحية بآخر 3 نسخ، مع الحفاظ على نظافة شباكه في آخر 5 مباريات افتتاحية خاضها.
وباعتباره أول منتخب أفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، يدخل المغرب البطولة بسجل مرعب في التصفيات، حيث حقق العلامة الكاملة بستة انتصارات مسجلاً 26 هدفاً، وكان إبراهيم دياز هداف التصفيات بسبعة أهداف.
في المقابل، يمثل منتخب جزر القمر طموح الجزر الأفريقية، وهو واحد من 4 منتخبات جزرية تأهلت للنهائيات تاريخياً بجانب الرأس الأخضر ومدغشقر وموريشيوس. وقد قدم منتخب جزر القمر أفضل حملة تصفيات في تاريخه، حيث تأهل دون خسارة من مجموعة ضمت تونس وغامبيا ومدغشقر، مستنداً إلى دفاع صلب لم يستقبل سوى 4 أهداف.
ورغم أن الفريق لم يحافظ على نظافة شباكه في مبارياته الأربع السابقة بالنهائيات، إلا أنه أثبت خطورته في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل 3 أهداف من أصل 4 له في البطولة، ويعتمد الفريق على استقرار تشكيلته التي شارك فيها 25 لاعباً في التصفيات، منهم 4 لاعبين بدأوا جميع المباريات بصفة أساسية.
تفاصيل حفل افتتاح كأس أفريقيا
سيؤدي الأغنية الرسمية الخاصة ببطولة كأس أفريقيا كل من الفنان المغربي (L Artiste) بأسلوبه العصري، والفنانة جيلان بصوتها القوي وحضورها المميز، إلى جانب النجمة الأفريقية العالمية أنجليك كيدجو، التي تمثل أحد أبرز رموز الفن الأفريقي المعاصر.
سيكون هذا العمل الموسيقي مصحوبًا بعرض بصري استعراضي ضخم، يعتمد على الرقصات الجماعية والمؤثرات الضوئية وتقنيات إخراج حديثة، في لوحة فنية تعكس روح المنافسة الرياضية وقيم الوحدة والتنوع التي تميز القارة الأفريقية.
وسيتمحور حفل الافتتاح حول لوحتين فنيتين رئيسيتين، الأولى تستلهم من التراث المغربي الغني، حيث سيتم إبراز تنوع الموروث الثقافي والفني للمملكة بمختلف روافده الجهوية، في مشهد يحتفي بتاريخ المغرب وهويته الحضارية.
أما اللوحة الثانية، فستحمل بعدًا أفريقيًا واضحًا، يجسد معاني التضامن والتعايش، ويبرز كرة القدم كوسيلة للتقارب بين الشعوب الأفريقية.
كما سيشهد الافتتاح أيضًا مشاركة فنانين كبار آخرين، من بينهم الفنان المصري محمد رمضان، والفنان البريطاني الجامايكي (Maitre Gims)، إلى جانب نجم الراب العالمي فرانش مونتانا، في عرض موسيقي يمزج بين الإيقاعات الأفريقية والعالمية، ويعكس انفتاح البطولة على جمهور دولي واسع.
وعلى مستوى التحضير الفني، جرى إعداد عدة أعمال موازية للبطولة تحت إشراف المنتج المغربي العالمي (RedOne)، الذي أشرف على صياغة هوية موسيقية متكاملة ترافق مختلف محطات المنافسة، من حفل الافتتاح إلى الفعاليات المصاحبة، بما يضمن انسجامًا فنيًا يعزز صورة البطولة.
بهذا التصور الشامل، يسعى المغرب إلى تقديم افتتاح استثنائي لكأس أمم أفريقيا، يجعل من لحظة الانطلاق احتفالًا ثقافيًا وفنيًا كبيرًا، يعكس توازنًا بين الأصالة والحداثة، ويقدّم للعالم صورة بلد متجذر في هويته، ومنفتح على عمقه الأفريقي وامتداده العالمي.