15.08 مليار رينجت خسائر ماليزيا في قطاع الصلب

لوسيل

القاهرة – محمد الطيب

تعاني ماليزيا من نقص حاد في قطاع الصلب,بعد أن شهد إفراطا في الإمدادات خلال أشهر قليلة ماضية، ما تسبب في ارتفاع أسعاره، ويرجع هذا النقص إلى انخفاض واردات الصلب من الصين بفعل زيادة الطلب عليها وفقا لخبراء صناعة الصلب.

وأرجع الخبراء ذلك إلى إلغاء المصدرين الصينيين عقودهم السابقة من أجل الحصول على أسعار مرتفعة داخليا مما تسبب في هذه المشكلة.
وقال مصدر في صناعة الصلب أن الأسعار ارتفعت بسرعة هائلة لأن المستوردين يجلبون كميات قليلة، ومن ثم يبدو أن هناك نقصا حادا، ومشيرا إلى أن الأسعار تشهد ارتفاعا بماليزيا لهذا السبب، حسبما أفاد موقع صحيفة ستار أون لاين الماليزية.
وفي العام الماضي، تضررت مصانع الصلب في ماليزيا نتيجة إغراق منتجات الصلب الصينية بثمن أقل في الأسواق العالمية, كما تكبدت المصانع خسائر هائلة، ما دفع الكثير منها إلى تخفيض سعتها، وتسريح العمال، وإغلاق بعضها.
والجدير بالذكر، أنه تعثرالكثير من المصانع وأصبحت تعمل بمعدل 30 % من طاقتها بسبب الإفراط المبالغ في المعروض من الحديد المستورد.
وأشار مصدر آخر متخصص في صناعة الصلب لمجلة ستار بيز ويك الماليزية، إن مستهلكي الصلب في ماليزيا، يعانون من ارتفاع تكاليف المشاريع الإنشائية المتخصصة في البناء والتشييد، وقال أنه تم إهمال منتجي الصلب المحليين عندما أغرقت الصين السوق الماليزية بمنتجاتها الأقل من سعر السوق العالمي، لتتوقف هذه الصناعة وتصبح في حالة جمود ليشكو المستهلكون من ارتفاع أسعار هذه السلعةالاستراتيجية التي تمثل عنصرا أساسيا في حركة البناء والتشييد في البلاد.
وأضاف المصدر أن البلاد تعاني نقصا في قطاع الصلب، لأن المنتجين المحليين غير قادرين على زيادة الإنتاج، إذ إنه يحتاج إلى بعض الوقت، وليس لديهم مخزون من المواد الخام، بعد أن قامت بعض المصانع بتسريح عمالتها.
ورغم أن سعة إنتاج الصلب في ماليزيا قادرة على تلبية السوق المحلي ، إلا أن المنتجين يرون أنهم يحتاجون إلى وقت كاف لمواجهة العجز في الأسواق، غير أن محللي السوق يتوقعون ألا يستغرق النقص زمنا طويلا، وتوقعوا أن تستمر هذه الأزمة حتى يوليو القادم، ومن ثم العودة إلى الزيادة في المطروح.
ومن جهة أخرى، اكتشفت 16 شركة مدرجة في البورصة الماليزية أن المنافسة الشديدة، وضغوط أسعار الصلب، والتكاليف المحلية عوامل تعرقل الإنتاج أمام الشركات المحلية وأن تستمر هذه المرحلة الصعبة في العام القادم.
وذكرت الشركات المذكورة أن الإيرادات الإجمالية للمصانع هبطت من 16.32 مليار رينجت ماليزي في عام 2011 إلى 15.08 مليار رينجت عام 2014، مضيفة أن بعضها تكبدت خسائر تشغيلية خلال العام الماضي.
وقال كيفين ليم، أحد المسؤولين بقطاع الصلب في ماليزيا، إنه يجب على المصانع التي حققت أرباحا أن تكون حذرة، لأن أغلبية الأرباح الهامشية المسجلة قد تخفضها الضرائب وأسعار الفائدة، مما يعرضها لأي تحول في الإيرادات والتكاليف،مشيرا إلى أهمية اهتمام شركات الصلب المحلية بالتعامل مع قضية ارتفاع التكاليف المحلية التي تساهم في التهام أرباحها الهامشية.