: اختُتمت اليوم أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي قطر 2025، التي استضافها مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات بتنظيم من شركة إنسبايرد مايندز وبالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بعد يومين حافِلَيْن بالنقاشات المتخصصة والعروض التقنية وورش العمل التي جمعت نخبة واسعة من قادة التكنولوجيا العالميين وروّاد الأعمال وصنّاع السياسات والخبراء من مختلف دول العالم. وقد شهدت القمة حضوراً تجاوز 8000 مشاركاً، إلى جانب مشاركة نحو 100 متحدث دولي ومحلي.
وحظي جناح قطر للذكاء الاصطناعي بإقبال واسع حيث شكّل أحد أبرز محطات القمة، وقدم عرضاً متكاملاً لأكثر من 20 مشروعاً وطنياً مبتكراً طوّرته 14 جهة حكومية وخاصة. وقدم الجناح صورة شاملة عن قدرة المؤسسات الوطنية على تطوير حلول ذكاء اصطناعي عملية تخدم قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية والعدالة والإعلام والخدمات الحكومية، بما يعكس الرؤية المتقدمة لوزارة الاتصالات في دعم الابتكار التطبيقي في الدولة.
وشهدت القمة توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية بلغ مجموعها 13 اتفاقية، شملت التعاون في مجالات البنى التحتية السحابية وبناء القدرات وتطوير الحلول التعليمية الذكية والذكاء الاصطناعي التوليدي، إضافة إلى مشاريع نوعية في الحوكمة الرقمية والشمول الرقمي. وأسهمت هذه
الاتفاقيات في توسيع شبكة الشراكات الدولية للدولة، وتعزيز جاهزية المؤسسات لمرحلة جديدة من التحول الرقمي القائم على البيانات والنماذج المتقدمة.
وضمن المعرض المصاحب للقمة، شاركت 62 جهة عارضة من كبرى شركات التكنولوجيا العالمية والجهات الوطنية، قدّمت أحدث الحلول في مجالات البنى التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي التوليدي وتحليلات البيانات، إلى جانب مشاركة جامعة قطر والنيابة العامة. وقد عكس هذا التنوع قدرة القمة على جمع القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية ضمن منصة واحدة تستعرض أحدث الابتكارات الرقمية.
كما شكّلت القمة منصة مهمة للشركات الناشئة، إذ شهدت مشاركة 38 شركة ناشئة قدمت حلولاً مبتكرة تستند إلى الذكاء الاصطناعي، واستفادت من مساحة تفاعلية جمعتها بالمستثمرين والمؤسسات الحكومية وروّاد القطاع الخاص. وقد عبّر العديد من المؤسسين عن تقديرهم لفرصة المشاركة في هذه القمة التي أتاحت لهم عرض أفكارهم وتوسيع شبكاتهم، الأمر الذي يعزز مكانة قطر كبيئة داعمة لريادة الأعمال التكنولوجية.
ولعبت الجامعات دوراً بارزاً في أعمال القمة من خلال مشاركة أكثر من 300 طالب وباحث في الجلسات التقنية والمسارات الخاصة بالمهارات الرقمية والمواهب المستقبلية. وشكّل حضورهم إضافة نوعية، حيث قدّموا مشاريع بحثية وأفكاراً تطبيقية تؤكد تنامي الاهتمام الأكاديمي في الدولة بمجالات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
كما شهدت القمة سلسلة من الاجتماعات الثنائية بين الجهات الحكومية والمؤسسات التكنولوجية العالمية، ناقشت خلالها فرص التعاون في مجالات البنى التحتية الرقمية، وتعزيز جاهزية المؤسسات للذكاء الاصطناعي، وتطوير نماذج متقدمة موجهة للخدمات الحكومية. وأسهمت هذه الاجتماعات في فتح آفاق جديدة للتعاون المستقبلي مع عدد من الشركات الدولية الرائدة.