حركة نشطة شهدتها أسواق قطاع غزة المحاصر من البيع والشراء بعد صرف منحة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لرواتب موظفي غزة، خاصة أن صرف الرواتب تزامن مع قرب العام الدراسي الجديد وعيد الأضحى المبارك.
ذلك جعل الحركة التجارية تنتعش بعد ركودها نظراً لأنها المرة الأولى منذ سنوات يحصل بها الموظف الغزي على راتب كامل بعدما كان يحصل في السابق على نسبة 40% فقط من راتبه.
إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي الدكتور معين رجب لـ لوسيل : إن منحة سمو الأمير لرواتب موظفي غزة جاءت اختراقاً للحصار الظالم على قطاع غزة . وأضاف: ننظر للمنحة القطرية على أنها أحدثت انتعاشاً ورضا من جانب المواطن والموظف وأحدثت انتعاشاً في الأسواق وخففت المعاناة لدى الغالبية من الموظفين الذين حرموا من الحصول على راتب كامل مُنذ العديد من السنوات وحتى الآن . وبين أن عملية الإنفاق في الأسواق تعني توجيه أموال الرواتب من الموظفين إلى الأسواق بشراء احتياجاتهم الأساسية والضرورية وسداد الديون المستحقة عليهم.
وذكر أن ذلك يعني أن المنحة القطرية تجعل الموظفين يحدث لهم متنفس يستطيعون من خلاله تغطية جزء من نفقاتهم، وسداد جزء من ديونهم وهذه النفقات تتجه إلى السوق مباشرة فتعمل على إنعاشه.
وزاد: حينما يشتري الموظفون احتياجاتهم من خلال المحلات التجارية خاصة أننا في موسمي المدارس وعيد الأضحى، ذلك يجعل المحلات تتمكن من تصريف جزء من البضائع المكدسة لديهم، وتمكين التجار الذين استوردوا احتياجات لمواسم المدرسة والعيد لتسويق جزء من هذه السلع، بالتالي هذا كله يحدث انتعاشا . ويشار إلى أنه تم صرف منحة سمو الأمير والبالغة 31 مليون دولار لموظفي غزة والمقدر عددهم بما يقارب 20 ألف موظف تتراوح رواتبهم من خلال المنحة ما بين 700-2400 دولار أمريكي.
في السياق ذاته، قال بائع في سوق الزاوية بمدينة غزة خليل عبد القادر لـ لوسيل : الحمد لله أجد حركة نشطة في السوق بعد صرف منحة الرواتب، الأمر الذي جعلنا نعمل بعد أن كُنا نشعر بقلق من حالة الركود التي انتابتنا في الفترة السابقة .
ولفت إلى أن أمر حصول الموظف على راتبه لا يعنيه وعائلته فحسب، بل يعني القطاع بكافة مكوناته من خلال عملية الشراء والبيع، والتي يكون لها مردود إيجابي على الحركة التجارية.
وقالت المواطنة الغزية سهاد إبراهيم وهي تتسوق لأطفالها المستلزمات المدرسية لمراسلة لوسيل : لقد حصلت قبل أيام قليلة على راتب كامل من منحة سمو الأمير، ذلك جعلني أستطيع أن أذهب للسوق وأشتري لأطفالي الزي المدرسي، والحقائب والدفاتر والأقلام وغيرها . وبَيَّنَت أن ذلك أدخل الفرحة في أفئدة أطفالها، وذكرت بالوقت ذاته أنها ستعمل على شراء أهم الأشياء، نظراً لأن الراتب لشهر واحد فقط وستعود مجددا للحصول على جزء من الراتب في الشهور المقبلة.