اتهمت الصين بالتسبب في تدمير أرباح صناعة الصلب في الدول الأخرى، من خلال دعمها للصناعة المحلية، واليوم مصانع الصلب في كثير من دول العالم مهددة بالإغلاق، ولكن كيف تقوم الصين بهذا الدور؟.
وفقا لتقرير نشرته جريدة الفاينانشال تايمز البريطانية، فإن الصين تلعب دورا كبيرا في تدهور صناعة الصلب في العالم، حيث إنها المنتج الأكبر والمستهلك الأكبر للصلب في العالم، فالصين تنتج 803 ملايين طن من الصلب الخام نصف الإنتاج العالمي العام الماضي حسب الاتحاد العالمي للصلب وصدرت 112 مليون طن، حسب اتحاد الحديد والصلب الصيني.
وقد دفع ازدهار قطاع البناء خلال فترات النمو الصيني الكبير صناعة الصلب العالمية، حيث وصل الاستهلاك الصيني من الصلب عام 2014 إلى 6 أضعاف الولايات المتحدة، وهي ثاني أكبر المستهلكين في العالم.
وانخفض الطلب الصيني على الصلب، دفع الأسعار إلى أدنى مستوياتها خلال العشر سنوات الأخيرة، كما ارتفع إنتاج الصلب الخام في الصين خلال الشهر الماضي بوتيرة تتجاوز توقعات المحللين، مع تعافي الطلب والأسعار حول العالم، فيما أعلنت هيئة الإحصاءات الوطنية في الصين، نهاية الأسبوع الماضي أن إنتاج الصلب قد ارتفع بنسبة 2.9% إلى 70.65 مليون طن في مارس الماضي على أساس سنوي.
وتدعم الصين قطاع الطاقة لديها، الذي يغذي صناعة الصلب كثيفة الاستهلاك بالطاقة الرخيصة، كما تدعم الحكومة الشركات مباشرة، مثل شركة باوتاو وهي من أكبر المصنعين للحديد والصلب، حيث حصلت على 580 مليون ريمبيني (89 مليون دولار) من الدعم الحكومي خلال عام 2015، حسب توماس جوتييريز، محلل في شركة كالانيش للسلع.
وتختلف كمية الدعم حسب الشركة، فمجموعة هيباي للحديد والصلب ثاني أكبر منتج للحديد والصلب من حيث الحجم قالت إنها حصلت على دعم حكومي بقيمة 7.19 مليون ريمبيني خلال التقرير السنوي من 2014، كما قالت إنها حصلت على دعم حكومي بقيمة 50 مليون ريمبيني، سمي القسم الأكبر من هذا الدعم جوائز بيئية ، وهذا الدعم لم يشكل إلا 0.1% من أرباح الشركة التي بلغت 50 مليار ريمبيني.
كما تفرض الصين رسوما على تصدير الصلب، حيث تفرض 20% ضرائب على الأسياخ الطويلة، إلا أن الحكومة قللت من هذه الرسوم بداية العام، ويرى خبراء أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز صادرات الصين من الصلب، الأمر الذي يزيد من الأزمة العالمية.