كشفت مؤسسة جولدمان ساكس أن أي ارتفاع في أسعار البترول سيؤدي إلى عودة قطاع النفط الصخري الأمريكي إلى الانتعاش، ومن ثم إضافة كميات أخرى إلى فائض العرض الذي يوجد الآن في الأسواق على نحو من شأنه أن يحد من فرص ارتفاع الأسعار لاحقا، حيث صعدت أسعار النفط بما يصل إلى 2% بنهاية الأسبوع الماضي وسجل الخام الأمريكي مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية إن السوق وصلت فيما يبدو إلى القاع.
وبالرغم من أن بنك جولدمان ساكس قال إن صعود الأسعار بنسبة 50% في أقل من شهر هو اتجاه سابق لأوانه ، فقد برر التقرير الحديث الصادر عن البنك أن الارتفاع في أداء الأسواق المالية خلال الأيام الماضية راجع إلى تصريحات المسؤولين الصينيين بشأن اقتراب موعد الإعلان عن دعم مالي حكومي لقطاع السلع المصنعة الصينية لمواجهة التباطؤ في الصادرات.
وكانت وكالة الطاقة الدولية (مقرها باريس) التي تنسق سياسات الطاقة للدول الصناعية قد قالت إن إنتاج الخام في الولايات المتحدة ولدى المنتجين الآخرين غير الأعضاء في منظمة أوبك يبدأ في التراجع بمعدلات سريعة، في حين أن الزيادات في الإمدادات من إيران أقل من أن تشكل مفاجأة.
من جانبه أبقى جولدمان ساكس على توقعاته المتشائمة قائلا في مذكرة إلى العملاء إن الأسعار قد تهبط بشكل حاد في الأسابيع المقبلة مع تسجيل مخزونات الخام في الولايات المتحدة مستويات قياسية مرتفعة بما يعوض انخفاضات في إنتاج البلاد.
وقال البنك إن أسعار النفط بحاجة إلى أن تنخفض بدرجة تكفي لضمان هبوط الإمدادات بمرور الوقت، متوقعا متوسطا قدره 39 دولارا للبرميل من خام القياس العالمي مزيج برنت في 2016 بانخفاض عن تقديره السابق البالغ 45 دولارا.
ولقيت السوق دعما أيضا من بيانات من شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية أشارت إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية قيد التشغيل في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني عشر على التوالي ليصل العدد إلى أدنى مستوى منذ عام 2009.
وفي السياق ذاته هبط إنتاج النفط اليومي في ولاية نورث داكوتا الأمريكية بنسبة 3% في يناير، حسبما أظهرت بيانات من إدارة الموارد المعدنية بالولاية مع اضطرار المنتجين لتقليص الإنتاج للشهر الثاني على التوالي بسبب أسعار الخام المنخفضة، فيما تراجع عدد منصات الحفر النفطية قيد التشغيل في الولاية إلى 33 منصة، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2007.