جاءت مذكرة التفاهم الأولية التي وقعتها كل من شركتي قطر للبترول، وخطوط أنابيب نقل البترول التركية (بوتاش)، لإمداد تركيا بالغاز الطبيعي المسال، مطلع ديسمبر الماضي، لتعزز من توجهات الدولة الهادفة إلى فتح أسواق جديدة لمنتجاتها الغازية.
وأتت خطوة تركيا في توقيع تلك المذكرة لاستيراد الغاز القطري، على خلفية توتر العلاقات بينها وبين روسيا، إثر إسقاط المقاتلة الحربية سوخوي 24 ، في نوفمبر الماضي، لدى انتهاكها المجال الجوي التركي.
وبحسب موقع روسيا اليوم، فإن واردات تركيا من الغاز الروسي تبلغ نحو 27.3 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وهو ما يعادل نحو 55% من إجمالي وارداتها الغازية.
ويرى الخبراء أن التوجه التركي ناحية استيراد الغاز القطري يصب في مصلحة كلا الطرفين، ويسهم في فتح أسواق جديدة للمنتج القطري في الدول المجاورة لتركيا.
وبحسب التقرير السنوي للاتحاد الدولي للغاز، الذي نشر في سبتمبر الماضي، احتلت قطر المرتبة الأولى في العالم عام 2014 بتصدير الغاز الطبيعي المسال للمرة التاسعة على التوالي، وبلغ حجم التصدير لديها 76.8 مليون طن متري، في حين بلغت الإمدادات العالمية للغاز الطبيعي المسال 241 مليون طن.
وتوقع بحث أجرته مجموعة شركات زورلو التركية للطاقة، في ديسمبر الماضي، عن توقعات مستقبل الطاقة في ظل النمو السكاني والاقتصادي الذي تشهده تركيا، أن تزداد حاجة أنقرة للغاز الطبيعي، من نحو 50 مليار متر مكعب حالياً إلى 72 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.
ويؤكد الخبراء أن تركيا ستكون بوابة رئيسية لوصول الغاز القطري إلى السوق الأوروبي، خاصة دول البلقان.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، ستشكل واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي نحو 77% من استهلاكه في 2025، في مقابل 63% بالوقت الحالي.
ويرى الخبراء أن الطلب على الغاز القطري يشهد تنامياً خلال الأعوام الأخيرة، نظراً لكون قطر مصدرا آمنا ودائما لإمداداته، التي عادة ما تكون عبر عقود طويلة الأمد.
وتستهدف قطر، التي تمتلك احتياطياً من الغاز الطبيعي يبلغ 900 تريليون متر مكعب، فتح أسواق جديدة لمنتجاتها الغازية.
وتوفر قطر نحو 20 % من احتياجات المملكة المتحدة (بريطانيا) من الغاز الطبيعي، وبلغت الصادرات القطرية إليها أواخر العام الماضي نحو 9.146 مليار متر مكعب.
وفي سبتمبر قبل الماضي، وقعت تركيا وقطر اتفاقية تستورد أنقرة بموجبها نحو 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من قطر، التي تعد أكثر دول العالم تصديرًا للغاز الطبيعي المسال، وبلغ إمدادها العام قبل الماضي نحو ثلث الإمداد العالمي.
وفي مطلع العام الماضي، تمكنت الشركة القطرية للغاز المسال المحدودة من توريد أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى تايلاند وفق اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد، وسلمت أول شحنة لبدء تشغيل محطات استقبال الغاز في كل من باكستان والأردن خلال شهري مارس ومايو الماضيين.
ووقعت الشركة في فبراير الجاري، اتفاقية طويلة الأجل لتوريد 3.75 مليون طن متري سنوياً من الغاز الطبيعي المسال إلى شركة نفط الباكستانية المحدودة لمدة 15 عاما، بداية من شهر مارس المقبل.
رئيس مجلس الوزراء: إصدار رخص البناء بتقنيات الذكاء الاصطناعي خطوة رائدة في التحول الرقمي الحكومي
