يواجه البيت الأبيض معضلة بروتوكولية حول لقب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في حال فوز زوجته مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا فازت هيلاري بالرئاسة ستكون هناك حالة غير مسبوقة ، حيث لم يسبق أن دخل رجل البيت الأبيض بصفته زوج رئيسة، ولم يسبق لرئيس أسبق أن كان زوجا لرئيسة.
ويرى بعض الخبراء أن السيد الأول قد يكون لقبا يفرض نفسه في هذه الحال بدلا من الرجل الأول أو الزوج الأول أو أي لقب آخر.
وقالت خبيرة البروتوكول ليزا غروتس لدينا ست نساء حاكمات في الولايات المتحدة، وأزواجهن يدعون بصورة غير رسمية السيد الأول، لكن المسألة تزداد تعقيدا بالنسبة للزوجين كلينتون لأن بيل كان رئيسا بين 1993 و 2001 ويحق له الاحتفاظ باللقب مدى الحياة.
وأضافت أنه في حال فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات غدا، فإن مكتب البروتوكول الرئاسي سيعمل مع عائلة كلينتون ليقرروا اي اسم جديد سيطلق على مكتب السيدة الأولى الذي من المحتمل أن يشغله بيل كلينتون في حال فوز زوجته هيلاري بالرئاسة.
وقالت آليدا بلاك من جمعية تاريخ البيت الأبيض واجهنا الوضع نفسه مع عائلة بوش التي خدمت الرئاسة مرتين بين جورج دبليو بوش الرئيس الـ43 ووالده جورج بوش الرئيس الـ41 .
كان لدينا الرئيس بوش والرئيس السابق بوش، هكذا كان يشار إليهما حين كانا يلتقيان .
وقالت إنه بوسع هيلاري كلينتون أن تكلف زوجها بمهام غير رسمية ومن دون أجر، مثلما فعل بيل كلينتون معها خلال ولايته الأولى.
ويعد دور شريك الرئيس غير رسمي، ولا توجد مادة في الدستور تجبر الرئيس على أن يكون له شريك، لكن تم إشغال المنصب من قبل زوجات الرؤساء.
وفي الماضي استطاع عدد من زوجات رؤساء الولايات المتحدة خدمة بلادهن بطرق شتى ومن أبرزهن ميشيل أوباما واليانور روزفلت.
فاستطاعت ميشيل أوباما السيدة الأولى الحالية النجاح في استغلال مركزها لأعمال خيرية مختلفة منذ تولي زوجها منصب الرئاسة عام 2008. واستفاد المجتمع الأمريكي من أعمالها، حيث ركزت ميشيل على ملف الصحة من خلال دعم الرياضة وتوعية المجتمع بأهمية نوعية الاطعمة المتداولة في السوق لمكافحة السمنة خصوصا لدى الصغار.
وعملت ميشيل أيضا على دعم عائلات الجنود الأمريكيين وتحفيز المجتمع الأمريكي على العمل الوطني في كافة المجالات.
ومن جانب آخر عاشت اليانور روزفلت بصفة السيدة الأولى خلال سنوات 1933 حتى 1945. ولم تكتف اليانور بممارسة الأعمال المحلية فقط ولكن أصرت أن تثبت أن للسيدة الأولى أهمية في السياسات الخارجية الأمريكية. وأدارت اليانور مؤتمرات صحفية شملت شؤون المرأة والطفل وحقوق الانسان. وخلال الحرب العالمية الثانية عملت في إطار الأمم المتحدة، حيث ساعدت على تأسيس منظمة رعاية الأطفال /اليونيسيف/، وساهمت في تحرير الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. رغم انتقاد بعض الأشخاص لأسلوب ادارتها لمنصبها غير الرسمي لكن لا يمكن إنكار أنها شكلت ما يتضمنه هذا المنصب.
وبدورها أعلنت هيلاري أن زوجها سيكون مكلفا بتحفيز الاقتصاد بسبب خبرته، حيث إن سنوات رئاسته اتسمت بميزانية متوازنة واستحدثت مليون وظيفة.
ووعد بيل كلينتون أنه في حال فوز زوجته، سيخرج من مجلس إدارة مؤسسة كلينتون التي أنشأها بعد مغادرته البيت الأبيض، وسيتوقف عن جمع أموال لها منعا لارتكاب مخالفة قانونية.