alsharq

ياسر الزعاترة

عدد المقالات 611

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

العنف الأعمى من الكويت إلى تونس

29 يونيو 2015 , 04:09ص

لا يجب التردد أبداً في القول إن ما جرى في الكويت وتونس أول أمس السبت كان إجراما بكل ما في الكلمة من معنى، ولن تسعفه أية مبررات مهما كانت، فضلا عن أن تكون مبررات واهية لا يسعفها عقل ولا منطق سياسي. نعلم أن من نفذوا تلك العمليات، بما فيها العملية في فرنسا، وهي تندرج في ذات الإطار أيضا، لن يستمعوا إلينا، فلهم فقهاؤهم بكل تأكيد، وهم يستمعون إليهم حتى لو وقف العالم كله ضدهم. ومن يرى أن منظري السلفية الجهادية، بمن فيهم أيمن الظواهري قد غيروا وبدلوا وأصبحوا «صحوات»، فلن يُستغرب منه أن يرفض ما عداهم من العلماء. تبدأ القضية من مسألة سبب القتال، ذلك أن الكفر عند جماهير علماء الأمة في القديم والحديث ليس الكفر، وإنما العدوان «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا». نقول ذلك لأننا نعلم رأيهم المتداول في الشيعة، فضلا عن الآخرين الذين قتلوا في تونس وفرنسا. أما السبب السياسي المتداول، من حيث مشاركة الكويت وفرنسا والدول التي ينتمي إليها السياح في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، فليس مبررا لاستهداف مسجد لم يتخذ قرار المشاركة في التحالف (حتى لو أيده رواده أو بعضهم)، تماما كما أن أولئك السياح لا صلة لهم بالأمر، وربما لم يسمعوا من الأصل بتلك المشاركة، فضلا عن أنهم قوم دخلوا البلاد بعقد أمان. نضيع الوقت في البحث عن المبررات، ومن ثم الرد عليها، لكننا نذكّر عسى أن تنفع الذكرى، ونذكّر، وهذا هو الأهم، بالصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين التي تتركها مثل هذه الأعمال، ويبدو أن هذا البعد لم يعد مهما بالنسبة للبعض أيضا (برأيه أنه لا يغير الكثير)، كما نذكر بضرورة إعمال قاعدة المصالح والمفاسد في كل ما يتعلق بالسياسة والعمل العام، مع أن هذه الأخيرة خلافية أيضا. من فجّر نفسه في المسجد، ومن قُتل لكي يقتل أبرياء في تونس، ومن على هذه الشاكلة، لا شك أنه مخلص لفكرته، لكنه وقع أسير رؤية خاطئة، تحفزها ظروف موضوعية هي السبب الأهم قبل الأفكار، لأن الأفكار المتشددة كانت ولا تزال موجودة في بطون الكتب عند كل المذاهب، وما ترتكبه الميليشيات الشيعية من فظاعات في سوريا والعراق ليس بلا فتاوى بكل تأكيد، سواءً أعلنت أم لم تعلن. انتهينا من إدانة الجرائم، والرد على منطقها على أمل وقفها، كي لا يقول أحد إننا نبرر، إذ لا شيء يبررها بحال، لكن ذلك لا يعفينا أبداً من تتبع الظاهرة والحديث عن أسبابها، لأن الأمانة تقتضي ذلك، لاسيَّما أننا مقتنعون بأنه من دون غياب الظروف الموضوعية التي أنتجتها، فإنها ستتواصل بهذا القدر أو ذاك، مهما بالغنا وغيرنا في الوعظ. قلنا ونكرر دائما إن العنف المسلح ليس ظاهرة فكرية، وإن ما تفعله الأفكار هو توفير المبررات والدوافع، وما ينتجه هو ظروف موضوعية حقيقية، وليست خيالية، ما تلبث أن توفر لها مددا من الشبان وحاضنة شعبية. اليوم، وفي هذه الموجة من السلاح والتفجير تحديدا، يمكن القول إن إيران هي سببها الأكبر؟ كيف؟ بعد اندلاع الربيع العربي، اقتنع الناس أن السلمية يمكن أن تفعل الكثير، ولم يؤثر السياق الليبي على هذه القناعة، وكتب أسامة بن لادن ما يشبه النعي لفكرة حمل السلاح، وطالب أتباعه بالعمل في الدعوة، والانسجام مع الحكومات التي تنشأ بعد الربيع العربي، فيما كانت القاعدة في العراق (الدولة الإسلامية) قد أصبحت مجرد تنظيم سري مسلح مطارد بعد أن قاتلتها الصحوات، بينما كان العرب السنة قد ذهبوا نحو المسار السياسي. ما أحيا الظاهرة من جديد، وفي مقدمتها تنظيم الدولة هي: أولا، طائفية المالكي وإقصاؤه للعرب السنّة، وهذه دعمتها ووجهتها إيران، وثانيا، دموية بشار الأسد ردا على ثورة سلمية، وثالثها، ما جرى في اليمن، بدعم أقلية اعتدت على الشعب بالتعاون مع طاغية ثار الناس ضده. والأسوأ من ذلك كله أن إيران ورّطت الشيعة العرب بتأييد هذا الجنون، فزاد الشرخ في علاقتهم بجوارهم، وجرى تدمير التعايش. لقد أصبحت الغالبية السنّية في وضع صعب، وبدأت تتحدث عن نفسها كطائفة مهانة، وهي لم تكن كذلك في يوم من الأيام، حيث كانت الأمة التي تحتضن الجميع، وهؤلاء الشبان هم تعبير عن هذا الشعور. هذه هي الحقيقة التي تنبغي مواجهتها، ما يعني أن هذه الفوضى لن تتوقف قبل أن يتوقف العدوان الإيراني، لكن ذلك كله لا يعني التسامح مع تجلياتها السيئة (هناك مقاومة مشروعة وجهاد صائب)، تماما كما لا ينبغي السكوت على جرائم الطرف الآخر، بأنظمته وميليشياته. وحتى تتعب إيران من هذا النزيف وتتجرّع كأس السم وتأتي إلى تسوية معقولة، فسيبقى الوضع على بؤسه الراهن. وربنا يستر. •  @yzaatreh

عن كتاب «قراءة استراتيجية في السيرة النبوية»

هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...

ما هو أسوأ من مخطط الضمّ

ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...

فقراء العرب بعد «كورونا» والأسئلة الصعبة

أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...

ترمب في شهور الهذيان.. ماذا سيفعل؟

منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...

عن «كورونا» الذي حشرنا في خيار لا بديل عنه

الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...

بين ساسة التطبيع وصبيانه.. والصهينة أحياناً

بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...

مشروع التصفية الذي لم يوقفه «كورونا»

في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...

أيهما يتفوّق: «كورونا» المرض أم «كورونا» الاقتصاد؟

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...

عن أسئلة «كورونا» وفتاواه

منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...

عن الرأسمالي الجشع والمواطن الفقير في زمن «كورونا»

ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...

«كورونا» والدول الشمولية.. ماذا فعلت الصين؟

في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...

عن «فتح» من جديد.. أين الآخرون؟

نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...