


عدد المقالات 611
قد يقول البعض، إن المبادئ التي أعلنها نتنياهو قبل أيام بشأن الضفة الغربية، لا تعدو أن تكون ضرباً من الدعاية الانتخابية، لكن من يعرف هذا الكائن، وتابعه طوال سنوات حكمه، وتابع كذلك السياسات الرسمية الإسرائيلية طوال عقود، بخاصة بعد اتفاق أوسلو 1993، سيدرك أنه لم يأتِ بجديد، وأن ما قاله حديثاً هو ذاته القديم، وهو لا يبتعد أبداً عما قاله شارون من قبل، بل حتى إيهود أولمرت المحسوب على الوسط، وليس اليمين. في تصريحاته الجديدة، كان نتنياهو واضحاً وصريحاً، مع قدر من التلخيص غير المخلّ بمواقفه، حيث قال بالنص، وهنا ننقل عن صحيفة «إسرائيل اليوم» الأكثر قرباً منه: «هناك عدة مبادئ توجهني بالنسبة لـ «يهودا والسامرة» -الضفة الغربية- أولاً: هذه بلادنا ووطننا. ثانياً: نحن سنواصل تطويرها وبناءها. ثالثاً: في أي خطة سياسية لن يتم اقتلاع أي بلدة ولا مستوطن واحد، انظروا ماذا فعلنا في هضبة الجولان وماذا فعلنا في القدس، والقادم سيأتي لاحقاً». هذه هي مبادئ نتنياهو، فهذه «بلاده» كما يقول، وليست فلسطينية، والحديث هنا عن الضفة الغربية ومن ضمنها القدس، وليس عن المناطق المحتلة عام 1948، فتلك خرجت من التداول السياسي كقضية جدلية، أقله بالنسبة للأوساط الرسمية العربية، خلافاً للأوساط الشعبية العربية والإسلامية التي لن تعترف بأي شبر من فلسطين للغزاة. حين يرى نتنياهو أن هذه الأرض له، وأنه سيواصل تطويرها وبناءها، وأنه لن يقتلع منها أي مستوطن، فعلى ماذا يتفاوض العرب، وما الفرص السياسية التي يتحدث عنها مراهقو السياسة العرب، وبعضهم بمناصب عليا تُحسب على السياسة والدبلوماسية؟! ماذا ينتظرون بعد ذلك من صفقة القرن، وما الشق السياسي منها الذي يتحدثون عنه بعد كلام نتنياهو آنف الذكر، خاصة حين نتذكر أن من صاغوا خطة ترمب، ليسوا سوى تلاميذ في مدرسته، وفي مقدمتهم كوشنر وجرينبلات؟! نتنياهو في هذا التصريح وفي عشرات التصريحات المماثلة منذ سنوات بعيدة، لا يترك مجالاً للشك في طبيعة التسوية التي يتحدث عنها هو ومن يتبعونه في واشنطن، وهي التسوية التي كانت مضامينها قد كُشفت من قبل، في كامب ديفيد صيف العام 2000، وفي مفاوضات عباس وأولمرت بعد تولي الأول رئاسة السلطة بعد عرفات رحمه الله. القضية في منتهى الوضوح، هي أن ما يعرضه نتنياهو على الفلسطينيين، وتبعاً له الأميركان، لا يعدو أن يكون تحسيناً لوضع الحكم الذاتي الراهن، وهذا بالضبط ما جاءت «ورشة البحرين» لأجله. لا تنازل أبداً عن الأرض، وإنما نقل لإدارة السكان الفلسطينيين لجهة تتحمل أعباء إدارتهم وخدماتهم، وهي السلطة في البداية، مع مشروع لنقل القضية إلى الأردن، أعني كمسؤولية عن السكان من دون سيادة على أي جزء من الأرض، والنتيجة هي التوطين والوطن البديل، لا سيما أن الأجزاء التي سيتم الحديث عنها، وهي مناطق (أ)، و(ب)، بحسب تصنيفات اتفاق أوسلو، لا تستوعب السكان الفلسطينيين، وهذا هو سر ضمّ الأردن ولبنان ومصر إلى لعبة التحسينات الاقتصادية التي تم الحديث عنها في البحرين، وسيأتي كوشنر إلى المنطقة نهاية هذا الشهر لاستكمال بحثها. الكارثة في المشهد الراهن تتمثل في أن ما يتحدث عنه نتنياهو هو الواقع القائم عملياً، لكن ما يطلبه هو أن يغدو ذلك برعاية دولية ودعم عربي، بل وتمويل عربي، ما يعني تصفية للقضية الفلسطينية، لكن الكارثة التي تختلف كثيراً عن الأولى هي أن عدم وجود توقيع نهائي لا يعني نهاية الخطر، لأن بقاء السلطة على وضعها الراهن، وفتح أبواب التطبيع يعني تصفية من لون آخر. الوضع الرسمي العربي الذي سمح للصهاينة أن يحلموا بتصفية القضية برعاية بعض الأنظمة، هو وضع كارثي بكل تأكيد، لكن وجود السلطة هو الذي منحهم الأمل قبل كل شيء، ولولا وجود هذه السلطة الخادمة لهم، لكان عليهم أن يتحمّلوا كلفة الاحتلال كاملة، ولما حلموا بما يحلمون به الآن. إنه «أوسلو»، مفتاح الكوارث على القضية، ومن دون الانقلاب عليه سيبقى الخطر قائماً، سواء تم التوقيع على صفقة الختام، أم بقي الحال على ما هو عليه، فيما يبقى الأمل بشعب عظيم يمكن أن يحقق ذلك الانقلاب، ويجرَّ عجائز السلطة إلى خيار ثوري، أو الانسحاب وترك الشعب يتدبر أمره مع الاحتلال ومشروعه.
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...