alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

21 مايو 2020 , 03:33ص

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين، وسط حديث من الخبراء والمختصين في البلدين على أن السد يمثّل تهديداً لحياة المصريين ولوجود السودان ذاته، إذا استمر الموقف الإثيوبي على حاله، كما أن مرور أكثر من خمس سنوات لم يكن كافياً لحل الأزمة، على الرغم من تعدّد مستويات الحوار الثلاثي؛ سواء على مستوى القادة وكبار المسؤولين، عبر لجان تفاوض تضمّ وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة الاستخبارات، بالإضافة إلى اللجان الفنية، والاتجاه إلى طلب الوساطة بدخول أميركا طرفاً في الأزمة، وقد أفشلت إثيوبيا المحاولة بعدم حضورها جلسة التوقيع النهائي على الاتفاق الإطاري الذي تمّ التوصل إليه برعاية واشنطن والبنك الدولي، ووقّعته مصر في فبراير الماضي. يُضاف إلى ذلك خروج القضية إلى الإطار الدولي بالخطاب، وليس بالشكوى، التي تقدّمت بها مصر في السادس من شهر مايو الحالي إلى مجلس الأمن، وردّ إثيوبيا عليه الجديد، والأخطر تلك التحركات والتصريحات الإثيوبية المستفزّة حول بدء ملء السد في موعده في يوليو المقبل، أي بعد أقل من شهرين. ومع اقتراب موعد ملء السد، فنحن أمام متغيّرين مهمين؛ الأول هو التغيير الحاصل -وبصورة كلية- في الموقف السوداني، الذي اتخذ مساراً تصحيحياً لسوابق تأرجُح دأبت عليها الخرطوم، والثاني هو موقع دخول مجلس الأمن طرفاً جديداً في معادلة أزمة سد النهضة. الشواهد على التغيير عديدة، آخرها الإعلان الرسمي عبر وزارة الري والموارد المائية السودانية، عن مضمون رسالة من رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إلى نظيره الإثيوبي، برفض مقترح الأخير بشأن المقترح الإثيوبي، بتوقيع اتفاق جزئي حول ملء بحيرة السد في المرحلة الأولى، واعتبر الرد السوداني أن المقترح بهذا الشكل لا يمكن الموافقة عليه؛ نظراً لوجود جوانب فنية وقانونية يجب تضمينها في الاتفاق، وفقاً لآلية التنسيق وتبادل البيانات وسلامة السد والآثار البيئة والاجتماعية، وليس فقط بعملية الملء الأول. وأكد السودان -وفقاً لرسالة حمدوك- أن طريق الوصول إلى اتفاقية شاملة هو الاستئناف الفوري للمفاوضات، خاصة في ظل قناعة سودانية بأن مسار واشنطن قطع نحو 90% من نقاط الخلاف؛ حيث تسعى الخرطوم منذ مارس الماضي، بعد تعثّر التوقيع على الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه عبر الوساطة الأميركية والبنك الدولي، والذي وقّعت عليه مصر، وتحفّظ السودان على التوقيع بحجة أن توقيع طرفين على اتفاق ثلاثي يدفع الطرف الثالث إلى التحرك بشكل منفرد، خاصة أن إثيوبيا لم تشارك أصلاً في الاجتماع المقرر. كما يظهر حجم التغيير في الموقف السوداني إذا تمت مقارنته بتحفّظ الخرطوم على قرار وزراء الخارجية العرب -في مارس الماضي- بدعم الموقف المصري والسوداني، مخافة أن يكون ذلك دافعاً لتكتّل إفريقي يناصر إثيوبيا. وتتنوّع أسباب التغيير السريع خلال الفترة الأخيرة، والتي لم تتجاوز شهرين؛ منها الحيوية التي شهدها المجتمع السوداني ونخبه السياسية، التي ضغطت باتجاه صياغة موقف رسمي واضح يستند إلى دراسات موضوعية، ووصل الأمر إلى أن المجتمع المدني قام بخطوات مهمة في هذا المضمار، لدرجة تشكيل كيان أطلق على نفسه «مجموعة مخاطر سدّ النهضة»، وهي عبارة عن عدّة قوى مدنية يجمعها ميثاق شرف لمناهضة مخاطر السد على السودان، ومقاومة ما تراه المجموعة مؤامرة ضد دولتي المصبّ، ودخلت على الخط الأحزاب السياسية، وآخرها الحزب الاتحادي -وهو أحد الأحزاب التاريخية في السودان، الذي دعا الحكومة الانتقالية إلى مراعاة التوافق عند اتخاذ أي قرار وبعد تشاور مجتمعي- مع أخذ مخاوف الخبراء من أن انهيار السد سيؤدي إلى تدمير السودان مأخذ الجد، خاصة بعد أن تم السماح لهم بالتعبير بحرية عن آرائهم، بعد إزاحتهم من المشهد في زمن البشير، الذي أدار الملف بشكل سياسي. وهناك شواهد أيضا على إنهاء حالة غياب التنسيق في المواقف بين الحكومة -والتي كانت تميل إلى حدّ ما إلى إثيوبيا- والمكوّن العسكري في المجلس الرئاسي. هكذا دخلت الأزمة مساراً مختلفاً بعد هذا التقارب في المواقف المصرية السودانية.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...

السودان.. مواقف ملتبسة!

تطورات أزمة سد النهضة متلاحقة، ويبدو من سرعاتها أنها لم تتأثّر بحالة الجمود السائد في العديد من الملفات السياسية في الإقليم والعالم. وخلال الأيام الماضية يمكن رصد الزيارة السريعة التي قام بها وزير الري المصري...