alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

الفرصة الأخيرة !

20 يناير 2020 , 02:29ص

هناك أسباب عديدة لغياب التفاؤل بنجاح ذلك مؤتمر برلين في إيجاد حلّ سياسي للأزمة السياسية في ليبيا، ووضع خريطة طريق لخطوات ذلك الحل؛ اعتماداً على سوابق ووقائع معيشة، لعلّ في مقدمتها مرور جريمة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر دون عقاب دولي، وهي هجومه على العاصمة طرابلس، ومحاولة إسقاط حكومة مُعترَف بها دولياً، رغم أنه بتلك الجريمة أفشل المحاولة الأهم لحوار وطني جامع، من خلال مؤتمر عملت عليه بعثة الأمم المتحدة لشهور، عبر لقاءات عقدتها مع جماعات ليبية مختلفة، تم خلالها الاتفاق على المشاركين من كل المناطق والمدن والقبائل والنخب السياسية، وكان الحوار ليبياً خالصاً، فقط برعاية أممية، وكان يستهدف وضع خريطة طريق تؤدي في نهايتها إلى حلّ سياسي عبر انتخابات برلمانية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة. والمريب في الأمر أن المجتمع الدولي تعامل مع ذلك العدوان، إما بدعم من بعض الجهات المعروفة التي شجّعته على القيام بتلك الجريمة، وجهات أخرى تعاملت بصمت مريب، على أمل أن يحسم حفتر المعركة لصالحه خلال أيام -كما وعد- وتبدأ الدول المعنية بالبحث عن مصالحها في ظل حكم عسكري يسهل التفاهم معه. ولعلّ ما حدث منذ أيام في روسيا، من مغادرة حفتر العاصمة الروسية دون التوقيع على اتفاق تم التوصل إليه عبر وساطة روسية - تركية، نجحت -قبل ساعات من لقاء موسكو- في التوصل إلى وقف للعلميات العسكرية قبل ساعات من وصول الوفدين: حفتر وعقيلة صالح من ناحية، وفايز السراج وخالد المشري من الجهة الأخرى. ورغم أن مشروع الاتفاق تم إرساله إلى الطرفين قبل المباحثات بيومين، وهي تمثّل فرصة معقولة لدراسته وتحديد موقف منه؛ فإنه طلب مهلة لمزيد من البحث لساعات، تنتهي صباح الثلاثاء الماضي، إلى أن غادر العاصمة الروسية دون توقيع، رغم توقيع الطرف الآخر. وتردّد أن الجانبين تقدّما بإضافات إلى الاتفاق، ومنها طلب السراج عودة قوات حفتر إلى مواقع ما قبل الهجوم على طرابلس في أبريل الماضي، بينما تحفّظ حفتر على مشاركة تركيا في الإشراف على وقف إطلاق النار، والأهم هنا أنه طالب بجدول زمني لفكّ "الميليشيات" العسكرية الداعمة لحكومة "الوفاق"، وفقاً لتسريبات جماعة حفتر. ومثل هذا الأمر يحتاج إلى مناقشة لأنه يحمل مغالطة شديدة يتم الترويج لها، رغم أن هناك حقائق يعرفها القاصي والداني -وخاصة الدول المعنية- بأن هناك انقساماً في الجيش الليبي بين جزء داعم لحكومة السراج وآخر منضمّ إلى حفتر وهناك معلومات جديدة كشفت عنها دراسة غربية، أجراها مشروع "Small Arms Survey" (مسح الأسلحة الصغيرة) -وهو مشرع بحثي مستقل مقره جنيف- عن الوضع العسكري في ليبيا بعد شهور من انطلاق عملية حفتر، وكانت من بين الخلاصات التي توصّل إليها، فيما يتعلق بهوية المقاتلين في الجبهتين، وأشارت إلى أن غالبية القوات التي تقاتل ضد حفتر من المجتمعات التي دعمت الثورة ضد القذافي، في حين أن قوات حفتر من الجنوب والغرب تنحدر من المجتمعات التي كانت موالية للقذافي، كما أن القوات التي تحارب حفتر تتألف في معظمها من متطوعين وليست ميليشيا دائمة، ويشكّل الإسلاميون السياسيون عنصراً لا يُذكر من بينهم، بينما يشكّل السلفيون المتشددون عنصراً أساسياً في قوات حفتر. وعلى المستوى نفسه، كشف مسؤولون في الأمم المتحدة ومراقبون أن قوات حفتر لا تحمل سمات الجيش المحترف الذي تبدو عليه؛ إذ تضمّ عنصراً ميليشياوياً كبيراً غير نظامي يشكّل ما بين 40 % إلى 60 % من إجمالي عدد الجيش، وأيضاً مقاتلين من تشاد والسودان، مع وجود وحدات من المشاة والمدرعات والقوات الجوية والشرطة العسكرية النظامية، مما يعني أن لا صحة للأكذوبة التي يروّجها حفتر عن القوات الداعمة لحكومة "الوفاق". ولعلّ مؤتمر برلين يمثّل الفرصة الأخيرة للتوصل إلى السلام في ليبيا، ويحتاج إلى توافق دولي حول الحل، ووقف العمليات العسكرية كأساس للذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، وفقاً لدستور متفق عليه، تُشرف عليه الأمم المتحدة، وهو المشروع الذي تأخر كثيراً وأجهضه حفتر نفسه.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...