


عدد المقالات 122
إن شرارة صغيرة لا تلقي لها بالاً، يمكنها فعل الكثير من الرعب والأهوال وما هو غير متوقع. وهذا أمر منطقي بديهي، فإن بقايا سيجارة يرميها مدخن مهمل في محل للأقمشة مثلاً، يمكنها أن تحول المحل إلى نار ذات لهب، وتضيع ملايين الريالات، وربما تقع الكثير من الإصابات وقديما قالوا: معظم النار من مستصغر الشرر. ليس حديثنا عن النار، أعاذنا الله وإياكم من ناري الدنيا والآخرة.. لكن حديثنا عن الأفكار، فإنه مثلما تنشأ النار العظيمة من شرارة صغيرة، فالأمر نفسه مع الأفكار في الأذهان والألباب، فكم من أفكار عظيمة وإبداعات أعظم جاءت من أفكار صغيرة، ربما كانت في الأذهان فترات طويلة، أو في الأدراج بعد أن تخرج من أذهان أصحابها، ثم لا يلقي أحد لها بالاً. العمل العظيم إذن أصله فكرة صغيرة أو خاطرة هامشية طرأت على البال في لحظة صفاء أو حتى لحظة تفكير وانشغال واهتمام بأمر ما. ومع هذه الحقيقة فليس حديثنا أيضاً عن منشأ الأعمال العظيمة، فكلنا يعرف ويدرك هذا، لكن النقطة الجوهرية التي أريد الوصول إليها هي كيفية رعاية الأفكار والخواطر الصغيرة أو الهامشية. تكمن الصعوبة في هاهنا مواقف، إذ إن الفكرة تولد في ذهن هذا وذاك، وربما تجيء عشرات الأفكار إليك إن طلبتها يوماً باعتبارك مسؤولاً في مكان ما، فالصعوبة لا تكمن في توريد الأفكار وإنما في كيفية تبني تلك الأفكار ورعايتها حتى يكون الناتج عملاً عظيماً يمكن أن يفتخر به المرء. كم من أفكار ضاعت وانتهت، كانت أنوية صالحة أو بذوراً طيبة، وكان يمكن أن تنتج عنها أعمال من تلك التي يطلقون عليها بطولية أو وطنية أو قومية فذة، لو أنها وجدت الرعاية والاهتمام والتبني الصادق المخلص من أصحاب القرار وصنّاعه. ولعل هذا هو الفرق بين ما يحدث اليوم في العالم المتقدم والعالم النامي أو المتأخر.. هناك في العالم المتقدم إنتاج غزير للأفكار ترافقه متابعة لها خطوة بخطوة حتى تخرج عنها إنتاجات يفتخر العالم بها، أو على أقل تقدير، تثير الاهتمام والانتباه. العكس هو الحاصل في غالبية الدول من العالم الآخر وعالمنا العربي جزء منه، حيث الأفكار في عالمنا العربي أحياناً تُقتل وهي لم تزل في الذهن حتى من قبل أن يسمعها أحد! بل إن في مثل تلك الأجواء لا يمكن للذهن أن يتفتق عن أفكار أخرى، بل لن يكلِّف نفسه عناء العمل لأجل صناعة أو توليد فكرة لصاحبه، لتستمر التبعية للقوي الفاعل المنتج وهذا هو الحال اليوم، الذي نأمل أن يتغير، وسيتغير بإذن الله.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...