


عدد المقالات 111
هناك فئة لا يتم الانتباه لها يكفيها هالة التقديس والاحترام المحيطة بها، كأنها تزيح عنها صفة الآدمية وتضعها إما فوق الاحتياجات الطبيعية لغرائز البشر، أو بمرتبة المرضى الضعاف العجزة، إنها الأمهات والآباء أو الجدود والجدات. تغير الزمن وتغيرت الصورة النمطية أيضاً عن هؤلاء الكبار، فبدأ العجزة والطاعنون بالسن بالانقراض، ودخل خانتهم المتعلمون المتحضرون ومن عاشوا بصحبة الكتب والمعرفة، ومن حلقت أرواحهم بما أفرزته الحضارة والمدنية ليعيشوا آخر أيامهم محصورين بزاوية ضيقة من تجاوز الزمن واهتمام الأسرة والمجتمع. قد يكون لديهم أبناء وأحفاد، لكن صعوبة التواصل بين الأجيال باعدت بينهم أكثر وأكثر بفواصل فلكية، بتطور التكنولوجيا والاتصالات المذهل، الذي وصل زمننا هذا إلى عزل الأفراد حتى بين الجيل نفسه. كل طفل ويافع وشاب ورجل أو امرأة بيدهم جهاز يفصلهم عن المحيط حولهم ويشبكهم بمن بالخارج، فمن لكبار السن الذين لم يلحقوا تطور هذه الأجهزة ولم تتوالف أيديهم وأذهانهم عليها..؟؟ نفس الجلسة أمام التلفزيون أو الاستلقاء بجوار الراديو، تمر الساعات الأيام الشهور السنين، لا تتغير الجلسة ولا يتقدم الجالس إلا بالعمر والتوغل أكثر في الملل والسأم والانسحاب لذكريات الماضي، ولا عجب أن ذاكرة كبار السن تحتفظ بذكريات طفولتهم وشبابهم وتنسى أحداث الأمس أو الذي قبله..!! الكبار في السن لا يحتاجون أن يوفر لهم من يرعاهم الماء والطعام وخادمة تجالسهم، إنهم يحتاجون أيضاً للزاد النفسي، وليس في التلفزيون والراديو، لكن بالصحبة والخروج، وقد تبلدت أجسادهم وتآكلت جلودهم من الجلوس والنوم. في رأسي صورة رأيتها في دنفر/ أميركا لباص يحمل عجائز وشيبان توقف لدى مطعم بيتزا ونزل منه الجمع، وإذا هم متزينون بالملابس العصرية الوقورة والحلي وأحمر الشفاه على الوجوه المتغضنة يتسامرون ويتضاحكون وقد ضمتهم طاولة كبيرة في المطعم، تناولوا في نهاية الوجبة الآيس كريم المثلج لا يفرقون بنمط حياتهم عن الشباب غيرهم بما يوفر لهم الونس والإحساس بالوقت والأشياء والهوايات والاهتمام بها، إنهم يعيشون حياتهم أيضاً ولم يصبحوا خارج الزمن، لأنهم أدوا وظيفتهم ولم يبق لهم دور سوى انتظار ملاك الموت..!! ومع حلول التقاعد المبكر وارتفاع نسبة العنوسة والطلاق والترمل، ومع اختلاف الأجيال بحكم سرعة تطور وسائل الاتصال وما خلقه من عزله بين الجيل نفسه ليغطس الكبار، وخصوصاً النساء بحكم الموانع الاجتماعية والمنقود والعيب، في بحر الصمت والعجز والاكتئاب والموت وهم أحياء ينبضون، مما يعني انسحابهن تحت جناح الوحدة أكثر من الرجال الذين قد يتسنى لهم الزواج مرة أخرى أو السفر. لو بيدي لكسرت الحاجز الذي يمنعهن من السفر والخروج، ولضربت بيد من حديد على من يحبسهن بدعوى الخوف من كلام الناس أو مجاراة الأعراف، لم تعد هناك البيوت التي تجعل الجدة المتحكمة في قرار أولادها وأحفادها، أو التي تمنح شيبتها حكم أسرته ليحس هؤلاء بتأثيرهم وقيمتهم، بل أصبحوا آخر من يعلم ويعرف، هذا إذا تكرموا عليهم بسرد ما يجري من تطورات. فعلى المجتمع الالتفات إليهم، والنظر لهم برؤية واقعية تجسد واقعهم كبشر، وليس فقط منحهم وشاحاً، كونهم البركة والتقدير، وحبتين على الرأس، وإغفال تام لوجودهم واحتياجاتهم وحقوقهم.
الإشاعات والقيل والقال وتبادل أخبار الناس وتحليلها، وإصدار الأحكام والنقد، وإصدار التفسيرات والتعليلات وما يصح ولا يصح وما يجب وما لا يجب، كلها وسائل العاجز الهارب من مشكلاته الخاصة الباحث عن ملجأ لإحباطاته وفشله، وكطريقة...
فجع المجتمع منذ عدة سنوات قليلة بظهور ظاهرة الطلاق المبكر التي لم تكن موجودة في السابق، وهي أزمة لا تشي باختلاف جيل الأزواج الأبناء فقط، بل بتغير حدود الآباء والأمهات بين الأمس واليوم، مما يعني...
في «تويتر» هناك عالم افتراضي، ذلك العالم الذي يتوق إليه الإنسان حينما يعبر عن ذاته كأنما يخاطب نفسه، ليكون هو بلا رتوش ليعيش حياته كما يتصورها، ويريدها أن تكون، وإن كان حتى هذا العالم الافتراضي...
في 1999 كانت الاستعدادات لانتخابات المجلس البلدي تسير بتوائم مع الشعور الذي يولده سماع عزف النشيد الوطني، أي ممتلئة بالحماس والترقب والعنفوان، مناظرات تبثها القناة التلفزيونية المحلية التي لا تنافسها الفضائيات، في حين تمتلئ الصحف...
في البداية ليكون الوطن معافى يجب وضع الموظف الصحيح في المكان الصحيح، خصوصاً في المراكز القيادية فهي الرأس، وهي التي تنصب الموظفين وتعزل وتكافئ وتعاقب وتدير وتخطط أو تجمد وتقتل. والحرص بأن تكون القيادات مواطنة،...
نسمع بالحوبة عندما يظلم أحدهم شخصاً ما ثم يتعرض لأزمة تقلب كيانه فيربط الناس بين الحادثتين، تذكرت هذا عندما أصابت أحدهم أزمة صحية خطيرة جعلته بين قوسين وأدنى من العيش الملغوم بالألم والمخاطر، وعندما علم...
17 طلب ترخيص لافتتاح مستوصفات خاصة على مكتب مسؤولي المجلس الأعلى للصحة، في الوقت الذي يعلن فيه عن اعتماده مشروع قانون التأمين الصحي الاجتماعي، وإحالته إلى الجهات المختصة لإصداره، وإنشاء شركة مملوكة للمجلس لإدارة التأمين...
نفتح الجرائد وفيها كم هائل من المشاكل والانتقادات والتحقيقات والآراء كل منها يطال جهة ما، وتعاد نفسها كل شهر وربما كل عام من مصادر وأماكن وجهات مختلفة ويبقى الوضع كما هو!! هل يقرأ المسؤولون..؟ وإذا...
غيم في السماء لكنه ليس غمامة مطر ولا سحابات محملة بالانتعاش والهطل، إنه ركود ثقيل في السماء يحجب الرؤية ويقشع الشمس ويملأ الجو بالركود والمرض. غبار كثيف يملأ البلاد ويعدم الرؤية ويعل النفوس قبل الصدور...
العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، هكذا يكون العدل وحقوق الناس قيمة لا يمكن التفاوض فيها والتفريط في معطياتها بالنيابة عنهم. مثلما تدين تدان، ومن عاب ابتلي، واستغلال النفوذ لتصفية الخصومات الشخصية والتحامل وتصيد وتضخيم...
تم الإعلان عن تدشين أول مكتب متخصص لدعم منظمات المجتمع الدولي بالبلاد، يبدأ عمله خلال الشهر القادم، اعتماداً على كفالة الدستور لتأسيس تلك المؤسسات، وإصدار الدولة للتشريعات والقوانين التي تنظم عمل مؤسسات المجتمع المدني. بكثير...
محبو البحر والكورنيش داخل العاصمة وجدوا في كتارا ضالتهم، بشواطئه الخلابة وساحته العملاقة، حيث تتناثر مطاعمه المترفة على جوانبها، وبامتداده العريض الشاسع وإطلالته على العاصمة بأبراجها وضواحيها. لكن كتارا ليس الكورنيش تماماً، فهو مزيج من...