

عدد المقالات 9
في الدوحة، حيث تتقاطع حداثة المدن مع دفء الشرق، وحيث تقف الملاعب الشاهقة كتحف معمارية تحرس الحلم الرياضي العربي، عاشت الجماهير بطولة كأس العرب في صورة تكاد تجمع بين الخيال والواقع. ملاعب لا تقل بهاءً عن ملاعب العالم الكبرى، بُنيت بكرم دولة أرادت أن تُشيّد مساحة للفرح، وأن تُعلن أنّ الرياضة لغة تتجاوز الحدود. وقد أثبتت قطر، مرة بعد أخرى، أنها قادرة على أن تكون عاصمة للحدث العالمي؛ بدءاً من كأس العالم 2022، مروراً ببطولات القارات والعرب، ووصولاً إلى احتضان منافسات الناشئين وكبرى المباريات الدولية. إنه إنجاز عمراني ورياضي يُحسب لها، ويقف شامخاً كوثيقة تؤكد أن الإرادة قادرة على صنع المستحيل. غير أنّ السؤال الذي يرافق هذا المشهد الباذخ هو: هل جاءت المنتخبات العربية بما يليق بهذه المسارح الكروية المهيبة؟ للأسف، بدا المشهد الفني أقل كثيراً من حجم المكان. فكثير من المنتخبات المشاركة لم تُظهر ما يُشعر المتابع بأنها جديرة بالتصفيق، ولا حتى بالوصول إلى الأدوار التي بلغتها. كنا نأمل أن نشهد «كرة عربية جديدة»، كرة تنبض بملمس فني، وتُجسّد تطوراً طال انتظاره، بعض المنتخبات قدّمت حضوراً مقبولاً، لكن الأغلبية لم تستطع أن تتجاوز الحد الأدنى من الأداء؛ وكأنها ما زالت خارج بوابة كرة القدم الحديثة، تتلمّس طريقها بحذر وارتباك. وبقيت المستويات الفنيّة تدور في فلك «المتوسط الناقص»، دون أن نشاهد لمحات تُدهش الجماهير أو تجعلها تشعر بأن مستقبل الكرة العربية يُكتب أمامها. لم نرَ تلك اللحظة التي تخطف الأنفاس، ولا تلك الجملة الفنية التي تثير الدهشة، ولا ذلك الانسجام الذي يُشعر المشاهد بأن الفريق يلعب من قلبه قبل قدمه. كان كل شيء يحدث كواجبٍ يُؤدَّى، لا كتجربة تحرّض الخيال أو تستفز الشغف.
في مشهد إعلامي رياضي تتنافس فيه القنوات وتتشابك فيه الأصوات حتى يكاد المتابع يفقد وضوح الصورة، يبرز برنامج يُعدّه ويقدّمه الزميل خالد جاسم كأحد أهم العلامات الفارقة التي استطاعت أن تمنح الكرة العربية صوتها الحقيقي....
ما سبق أن قدّمته الدوحة للرياضة القارية والعالمية يتجاوز حدود التوقّع، بل يُلامس تلك الطبقات الخفية من الحلم التي كانت تبدو، حتى زمن قريب، بعيدة المنال. فالمدينة التي نهضت من صمت الرمال بثقة لا تخطئها...
في بلادٍ أُنهِكَت بالحروب وتقاطعت فوق أرضها فصول الفقد، تولد كرة القدم السورية اليوم من رماد واقعٍ هشّ، كأنها محاولة حياةٍ تفتّحت وسط قسوةٍ لا ترحم. ومع كل خطوة تخطوها في بطولة كأس العرب الجارية...
في الدوحة، حيث تتلامس الأحلام مع الحقيقة كما يتلامس الماء مع حوافّ الضوء، تنهض المدينة كلّ صباح وكأنها ترمّم سماءها بالبهجة. تبدو الصورة هنا أكثر إشراقاً مما يتوقّعه قلبٌ لم يختبر بعدُ هذا القدر من...
الكرة السورية اليوم، أفَلَ بريقها، وأصابها الفتور اللافت، والتراخي والترهل المحبط، إن لم نقل التراجع المخيف، ابتداءً من مسابقة الدوري العام للدرجة الأولى، وما رافقها من حالات أساءت إلى سمعة الكرة السورية، وانتهاء ببطولة دوري...
ليس بكثير على دولة بحجم قطر أن تبهرنا بالعمل والاجتهاد الذي تحول إلى خلية نحل بجهد أبنائها وأهلها الطيبين، وعلى رأسهم أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي لم يعرف الاستكانة...
خسارة المنتخب السوري في لقائه قبل الأخير في أمم آسيا أمام المنتخب الأسترالي بهدف وحيد، كانت القشّة التي قصمت ظهر البعير، وإن كان ما زال في الأفق يلوح بعض التفاؤل في حال فوز الفريق على...
استضافة الدوحة النسخة الـ 18 من النهائيات الآسيوية التي تشارك فيها عشرة منتخبات عربية، بينها 3 أبطال سابقين، قطر حاملة اللقب في آخر دورة 2019، والمملكة العربية السعودية بطل المسابقة لـ 3 مرات آخرها في...