alsharq

أحمد بن راشد بن سعيّد

عدد المقالات 189

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

ترمب: لماذا نجحت الدعاية السلطويّة؟

08 فبراير 2017 , 12:56ص

هيمنت الدعاية على خطاب الرئيس الأميركي ترمب قبل انتخابه وبعد تنصيبه رئيساً، ويكشف أداء ترمب عن أنماط دعائية كلاسيكية حقّقت نجاحاً مثيراً للدهشة. من أبرز تلك الأنماط التي استخدمها وهو يحث الخطى إلى البيت الأبيض، التخويف. في إحدى خطاباته حذّر من المسلمين قائلاً: «ثمّة كراهية عظيمة تجاه الأميركيين تحملها قطاعات عريضة من المسلمين. 25% يوافقون على أن العنف ضد الأميركيين هنا في أميركا مُبرّر. الشريعة تُجيز قتل غير المسلمين، وقطع الرؤوس...سوف تشاهدون أبراج تجارة أكثر. سوف يسوء الأمر أكثر يا جماعة». التخويف تكتيك عاطفي شديد التأثير يدفع الناس إلى التركيز فقط على ما يثير خوفهم، ويشكّل حاجزاً بينهم وبين التفكير النقدي، ويقودهم فقط إلى البحث عمّا يحميهم من الخطر. النّاس الذين يتملّكهم الخوف لا يستطيعون وضع المزاعم المقدَّمة لهم موضع المساءلة. ماذا عن اللاجئين السوريين؟ ترمب حذّر مراراً خلال الحملة من استقبالهم في أميركا بحجة أنّهم «دواعش» محتملون، ووعد بأنه في حال فوزه سيطردهم من البلاد. الأمر نفسه ينطبق على المكسيك التي لا ترسل «أحسن ما عندها» بحسب ترمب، بل ترسل المجرمين ومهرّبي المخدرات الذين يسلبون الأميركيين فرص العمل. الحل؟ بناء «جدار» على الحدود يمنع تدفّق المهاجرين منهم. تخويف مستمر يُقابل بحلول سحريّة يميل الناس إلى تقبّلها بدافع التخلّص من الخطر والرغبة في الأمان. جاسون ستانلي، أستاذ الفلسفة بجامعة ييل، جادل في مقال له في النيويورك تايمز عنوانه: «ما وراء الكذب: الحقيقة السلطويّة لدونَلد ترمب»، أنّ ظاهرة ترمب الاتصاليّة مختلفة عن غيرها، قائلاً إنّه «انهمك في تكتيكات خطابيّة غير مسبوقة في التاريخ الانتخابي الأميركي الحديث». ترمب، في نظر ستانلي، ممارس للدعاية السلطويّة، وهي نمط من الاتصال يختلق فيه زعيم ما رواية من نسج الخيال، يقدّم من خلالها تفسيراً للناس الذين يعانون مشكلات ما، مؤدّاه أنّ لهذه المشكلات أسباباً سهلة، وحلولاً أسهل. تلك المشكلات ناجمة، بحسب رواية الزعيم، عن تواطؤ جماعة أو جماعات مع نخبة فاسدة. الحل طبعاً أسهل، وهو انتخاب مؤلف هذه الرواية الذي سيقضي على النخب والجماعات في آن. تكرار الرواية ضروريّ بالطبع لصناعة القبول. إذا وقع الناس في حبّ القصص الخياليّة التي تزعم أنّ معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية ناتجة عن النخب الفاسدة المتآمرة مع المهاجرين والمسلمين والأميركيين الأفارقة، فستختفي إمكانية أي نقاش عقلاني، أو تقييم منطقي للحقائق. في عالم الدعاية السلطويّة، كتبت الباحثة السياسية الراحلة حنة آرنت في كتابها «جذور الشموليّة»: «لا تؤمن الجماهير المعاصرة بأي شيء مرئي، بل تؤمن بواقع تجربتها». إذا اعتنق الناس الرواية الخياليّة، فإنهم سيستمعون فقط إلى ما يعزّز مضمون هذه الرواية، وسيطردون عن أذهانهم ما يعارضها من غير تفكير، تماماً كما صنع ترمب نفسه خلال المناظرات بعبارته التي كرّرها كثيراً: «خطأ»! تبدو تشخيصات ترمب، قبل الحملة وبعد الفوز، متّسقة، وقابلة للفهم: «إنهم المهاجرون»، والعلاج يبدو أكثر إثارة للضحك: «ابن جداراً»! يقول ستانلي إنّ هدف الدعاية الشموليّة هو «تصميم نظام متناسق يسهل استيعابه، نظام يشكّل ويقدّم في الوقت عينه تفسيراً للشكاوى من جماعات أجنبيّة عدّة»، ولهذا لا بدّ أن يلجأ هذا النظام إلى تشويه الواقع. العالم الذي يرسمه ترمب عالم من الأكاذيب: الجريمة بلغت أعلى معدّلاتها، الاقتصاد في انحدار، الجيش ينهار، وثمّة مؤامرة عالميّة خلف ذلك كلّه، كما لو كنت تستمع إلى أحد سفّاحي المشرق، وتبدو هذه المزاعم في حصانة من الدحض بالحقائق، لكنّها تغري بالمتابعة، وتستميل المشاعر، وتجعل تعقيدات العالم أقرب إلى الأفهام. الجماهير، بحسب آرنت، مهووسة بالرغبة في الهروب من الواقع» و «الدعاية السلطوية تزدهر في هذا الهروب». إنها دعاية تحظى بقبول الجماهير لأنها تزعم «كشف المستور»، فهي تدّعي وصلاً بالتحرّكات السياسية الغائبة عن الأنظار: دهاليز واشنطن، مكائد وول ستريت، ومداولات الشرطة الاتحادية- موضوعات ممتازة لتلفيق المؤامرات المتخيّلة، ولا ريب أنّ البطل الجدير بالانتخاب هو ذلك الذي يكشف تلك الحقائق المغيّبة. دعاية ترمب مستمرة بعد انتخابه في تبرير سياساته وقراراته. لكنّ اللافت أنّها لا تمر من دون مقاومة شعبيّة من أطياف مجتمعيّة شتّى. الديموقراطية تحتاج دائماً إلى حراسة.

رسالة اعتذار من صهاينة الخليج

نحن الموقّعين أدناه نعتذر إلى الإنسانيّة عن تاريخنا؛ عن ثقافتنا المفخّخة بالعنف؛ عن سيرة أجدادنا الملّطخة بالدماء. نعتذر عن ما كانوا يسمّونه «الفتوح الإسلامية»، وما كانت سوى عمليات غزو واسترقاق، وإجبار للسكان الأصليين على دفع...

السكوت علامة العار

في البدء كانوا مجاهدين، ثم صاروا فدائيين، ثم مقاومين، وتدريجاً أصبحوا مسلّحين، فكان طبيعياً أن يصبحوا في نهاية اليوم، «إرهابيين»، ثم يُسدل الستار على الفاجعة، ولمّا تنته. يصبح الإسرائيلي ضحية، وتصبح أفعاله دفاعاً عن النفس...

اليمن: الانفصال انقلاب آخر

اليمن تاريخياً بلد واحد غير مقسّم، والتقسيم إضعاف لهذا البلد، وتشتيت لشعبه، وفتح أبوابه لتدخّلات عسكرية وقواعد أجنبية واضطرابات وحروب قد تكون أسوأ من وضعه إبّان الانفصال القديم في الستينيات والسبعينيات. وبينما يتّجه العالم إلى...

ابن الغلامي والكرتون!

حدّث سهم بن كنانة، قال: كان في القرن الخامس عشر بجزيرة العرب، رجل يزعم أنّه واحد دهره في الأدب، وأنّه أدرك من أسرار البيان، ما لم يدركه إنسٌ ولا جان، وقد اشتُهر بابن الغلامي، أو...

لن أتوقّف عن الصّمت!

علّمونا ونحن صغار أنّ «الصمت من ذهب»، وكان جدّي لأمّي يكرّر لي البيت: يموت الفتى من عثرةٍ من لسانِهِ/وليس يموت المرءُ من عثرة الرّجْلِ، وقديماً قال جدّنا أكثم بن صيفي: «الصمت حُكمٌ وقليلٌ فاعله». كبرنا،...

إذا كان الاستفتاء انقلاباً فالحياة هي الموت!

قبل الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا، وأثناءه وبعده، لم تتوقف جريدة الحياة اللندنية عن الهجوم على الحكومة التركية. كانت هذه الصحيفة معروفة إلى عهد قريب بحرصها على عدم إبراز أيديولوجيتها، وباستقطابها كتّاب رأي ليسوا...

تركيا: الرجل لم يعد مريضاً!

كان يا ما كان، في آخر الزّمان، أنّ رجلاً كان مريضاً فتعافى، فغضبت عجوزٌ كانت ذات يوم سبباً في إمراضه حتى مزّقته إرباً إرباً، وطفقت تولول وتشقّ جيبها، وتدعو بالثبور، وعظائم الأمور، فلم تكن تتوقّع...

كوني حرّة: كم من باطل أزهقته كلمة!

حدّث سهم بن كنانة، قال: في أواخر القرن الرابع عشر، قبل أن تُولد الفضائيات وتنتشر، ظهرت في جريدة اسمها «اليوم»، قصيدة أثارت كثيراً من اللوم، وكانت متحرّرة القوافي، واسم كاتبها حميد غريافي، وقد جاء في...

الأمير تميم: خطاب العقل في مواجهة الذين لا يعقلون

تسعى الخطابة السياسية عادةً إلى توحيد المواقف، وردم الفجوات، والتركيز على القواسم المشتركة. هذا هو لبّ الخطابة وفلسفتها عبر التاريخ: الدعوة إلى «التعاون»، وإحياء الروح الجماعيّة، وتغليب المصلحة العامة على الخلافات البينيّة. لكنّ ذلك لا...

الموصل: الموت على أيدي «المحرِّرين»!

كنّا نعرف أنّ «تحرير» الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من قبضة تنظيم داعش سيكون دامياً، وكنّا نترقّب فقط مشاهد القتل الجماعي لأهل تلك المدينة بحجة تحريرهم من الإرهاب. لكن لم نكن نتوقع أنّ المجازرستثير في...

اليوم العالمي للنّوم!

حدّث سهم بن كنانة، قال: اعتراني ذات يوم السأم، وشعرت بأنواع الألم، وجفا عينيّ الكرى، وعادت صحّتي القهقرى، فراودتني الرغبة في الخروج، والاستئناس بين المروج، ودُللتُ على قرية تُسمّى «سراج»، شعارها «لدينا كلّ ما تحتاج»،...

أقوى من النسيان: التشنّج الأوروبي من الاستفتاء التركي

كان الرئيس التركي، أردوغان، محقّا في اتهامه عدداً من دول الاتحاد الأوروبي بالارتهان للفاشية والنازيّة إثر إلغاء ألمانيا عدداً من التجمّعات الانتخابيّة التي كان من المقرّر أن يحضرها وزراء أتراك في مدن ألمانيّة، ومنع هولندا...