


عدد المقالات 611
يحتار الناس في اختيار الوصف الأمثل للجيوش الإلكترونية التي يجري توظيفها من قبل بعض الجهات لتحقيق أهداف معينة، بحسب الجهة التي توظّفهم، إن كان «الذباب الإلكتروني»، أم «الشبيحة»، قياساً على شبيحة بشار الأسد الذين وظّفهم ضد ثورة الشعب السوري، أم «البلطجية» في مصطلح آخر، لكن النتيجة واحدة في كل الأحوال. لمصطلح «الذباب الإلكتروني» ميزة التوصيف، ذلك أن الذباب يزعج الناس بطنينه، ومجمل حضوره، لكنه لا يغير الحقائق الموضوعية الراسخة على الأرض، وفي الوعي الجمعي للجماهير. والحال أن النتيجة الأهم والأبرز للجيوش الإلكترونية التي تشوّه الأجواء في مواقع التواصل، هي إقناع من يوظفونها أن معهم رأي عام يؤيدهم، وأن عليهم المضي في برنامجهم، في قياس على منظومة «الملأ» التاريخية التي تحرّض المسؤول على الناس، أو تبالغ في مدح سياساته مهما بلغت عبثيتها. وفي كل الأحوال فنحن إزاء قوم يهينون عقولهم وضمائرهم في آن. هناك بالتأكيد قناعة لدى البعض أن الذباب، أو «التشبيح» الإلكتروني قادر على تغيير قناعات الناس من جهة، وقادر على بث الرعب في أوصال المستهدفين من جهة أخرى، ومعهم الناس أيضاً. هناك بالطبع مؤشر مهم للهراء الإلكتروني معروف الهوية، والقادم من بلاد لا حرية تعبير فيها، ذلك أن يشير بدوره إلى بوصلة سياسية قادمة. فحين ينوي نظام ما على الجهر بالتطبيع مع الصهاينة، فسيطلب من موظفيه نشر هذه القناعة والدفاع عنها، وربما هجاء فلسطين والفلسطينيين في السياق. لكن واقع الحال يقول إنه لا التشبيح الإلكتروني قادر على تغيير قناعات الناس، ولا أصحاب المبادئ والأفكار يغيرونها غالباً خوفاً من الذباب أو التشبيح، ربما باستثناءات جد محدودة. كما أن الدفاع عن المسارات العبثية لن يمنحها المصداقية، فكيف حين يكون دفاعاً سخيفاً لا ينطوي على أي منطق متماسك. في هذه الأمة من مخزون الوعي ما يجعلها عصية على تشويه قناعاتها وقيمها من خلال هذا اللون من السلوك البائس، ومن يختزن في وعيه كل تلك النماذج التاريخية الرائعة في الحق والصدق والنزاهة والبطولة، لن يغيّرها بسبب هراء يتدفق من هنا وهناك، وغالباً عبر شتائم وبذاءات، وليس عبر كلام مقنع. والحال أنه ليس من العسير على من يتابع مواقع التواصل بشكل دائم أن يميز بين الآراء الحرة، وبين الآراء الموجّهة، وبمرور الوقت يستطيع تمييزها بسهولة، حتى لو غلّفت رأيها بكلام هادئ، أو بنشر فيديوهات، أو أخبار، أو تغريدات، إلى غير ذلك من الوسائل المعروفة. لا يعني ذلك أن كل الآراء البائسة، أو المتصهينة، أو المنحازة للظلم والقتل هي من اللون المشار إليه، ذلك أن هناك في مواقع التواصل؛ وكما في المجتمعات والشوارع أشكالاً مختلفة من الآراء، وليس من الصعب العثور على أقوام يتبنون خطاباً بائساً من تلقاء أنفسهم، تبعاً لحسابات أيديولوجية أو طائفية أو حزبية أو عرقية، أو حتى نتاج تشوّه الوعي لدى بعض آخر، أو كنتاج لخلل في النظر إلى الأولويات السياسية، فضلاً عن الخلافات الدينية التقليدية التي تزدحم بها مواقع التواصل، والتي يستخدم البعض للتعبير عنها، بعض بذاءات الشبيحة أيضاً. كل ذلك يفرض على الأحرار والمنحازين إلى الحق والعدل، ألا يسجلوا أي تراجع أمام هذا اللون من التشبيح، وأن يردوا على ما يمكن أن يزيّف الحقائق من خطابهم، إن توفر، في الوقت ذاته الذي لا يسمحون لهم فيه بنشر بذاءاتهم وكراهيتهم عبر حساباتهم، لا سيما أن مواقع التواصل توفّر فرصاً لمنع ذلك. مع ضرورة التذكير بأن من العبث اعتبار التشبيح شكلاً من أشكال التعبير عن الرأي الذي يستحق الاحترام، فضلاً عن وضعه في المقام ذاته مع الآراء الحرة المدافعة عن قضايا الأمة. هذا بالطبع شيء، وتكرار نشر بعض الآراء السخيفة من أشخاص نكرات شيء آخر، ولعل الأفضل هو تجاهل الأخيرة حتى لا يجري تطبيع عقول الناس عليها.
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...