


عدد المقالات 398
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي كانت تُعرف ببساطة بأنها «في الريان»، ثم التحقت بمدرسة الدوحة الإعدادية. ما زالت تتذكر مديراتها حين كانت طالبة، وكنّ من الأخوات العربيات، إذ لم تكن هناك مديرات قطريات في ذلك الوقت. أما والدتها، الأم القطرية المثابرة والداعمة، فكانت الداعمة الأولى لها، تحضر أنشطتها المدرسية وتجلس دائماً في الصفوف الأمامية تشجعها وتفخر بها. في تلك الحقبة، كان معهد المعلمات خيارا متاحا للفتيات بعد المرحلة الإعدادية، فكان البوابة التي أمدت مدارس الدولة بأول كادر قطري نسائي في التعليم. تخرجت الأستاذة فاطمة مع زميلاتها من المعهد عام 1972، ضمن طالبات الدفعة الثالثة، وهي في السابعة عشرة من عمرها، لتبدأ رحلة عطاء طويلة. كانت تتنقل يومياً من الريان إلى الدوحة حيث يقع المعهد، وقد وفّرت وزارة المعارف حافلة لنقلهن، وسط دعم كبير من المجتمع الذي رحّب بتعليم البنات، بل واعتبره مفخرة أن تعمل بناتهم معلمات. بعد تعيينها، لم تتوقف عند شهادة المعهد، بل واصلت دراستها للحصول على الثانوية العامة بنظام ثلاث سنوات، ثم التحقت بجامعة بيروت العربية. كانت تعمل طوال العام وتدرس، ثم تسافر صيفاً إلى لبنان لتقديم الامتحانات. هذا الإصرار كان جزءاً من شخصيتها التي آمنت بأن التعليم ضرورة وأن الشهادة الجامعية ركيزة مهمة. بدأت مسيرتها العملية كإدارية (ضابطة) في الريان الجديد ثم معلمة للتربية الفنية في مدرسة النجاح. ثم بدأت مسارها القيادي وكيلةً ثم مديرةً. تنقلت بين عدة مدارس منها مدرسة أم المؤمنين الابتدائية في البدع، وعادت مديرة في مدرسة النجاح ثم مديرة مدرسة الريان الإعدادية للبنات، وأخيراً مديرة مدرسة الريان القديم الثانوية للبنات. وعلى مدى ما يقارب 35 عاماً، صنعت شبكة من العلاقات المتينة بين الطالبات والمعلمات وأولياء الأمور، كان محورها مصلحة الطالب وتعليمه. كانت الأستاذة فاطمة تتحمل مسؤولية عظيمة، خصوصاً وأن أولياء الأمور كانوا يعرفونها شخصياً ويثقون بها في الحفاظ على بناتهم. لم تكن المهمة سهلة مع أكثر من 500 طالبة في المدرسة – إذ كانت مدرسة الريان الوحيدة آنذاك – لكنها كانت حاضرة منذ الصباح، تتابع بنفسها أسباب التأخير وتقف أمام غرفة الناطور لتتأكد من انضباط الطالبات. ودخول الحصص، كانت صاحبة صوت مسموع وقرار يحظى بالاحترام ويجد التنفيذ. بفضل التزامها وحرصها، اكتسبت سمعة طيبة بين الأهالي الذين اعتبروها سبباً في نجاح بناتهم وفخرهم بهن. واليوم ترى نتاج عطائها في كل مكان، في سيدات تبوأن مواقع مهمة ومناصب مختلفة. تقول دائماً إن ميزة التعليم أن عطاءه مستمر، وإن هذا لم يكن ليتحقق لولا المعلمات المخلصات وتعاون المجتمع. رحلة فاطمة سعيد السلولي سيرة شخصية، وشهادة على مرحلة هامة في مسيرة التعليم في قطر، حين كانت بدايات تمكين المرأة تُخط بخطوات واثقة. أطال الله في عمرها وجزاها خير الجزاء على سنوات العطاء. @maryamhamadi
اعتدتُ أن أبحث عن موضوع الأحد ضمن معايير تراعي اتصاله بالوقت، وانعكاسه على الناس، وارتباطه بالأحداث الجارية. وكثيرًا ما أجد نفسي أمام عدد محدود من المواضيع التي كُتب عنها مرارًا، أو تلك التي لا تحمل...
في كل عام، في الخامس والعشرين من نوفمبر أقرّت الأمم المتحدة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ المرأة، حيث تتم مناقشة هذه القضية، وتقاطعها مع حقوق الإنسان مع الضمير العالمي لحماية المرأة. فوفقاً لموقع الأمم...
في هذا الزمن السريع، زمن التكنولوجيا والانفتاح، تتدافع الأصوات وتزدحم الثقافات في مساحة التأثير، للتركيز على الهوية الأم، ولا يمكن فصل هذه الهوية الأم عن اللغة، وبالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف...
تُعرَّف الاستهلاكية بأنها نمطٌ اجتماعي- اقتصادي يركّز على الشراء بوصفه وسيلة للرفاه وإثبات الذات، أكثر من كونه تلبيةً لحاجة. وهي ليست مجرّد فعلٍ تجاري، بل منظومة قيمية تحوّل الإنسان من كائنٍ منتِج واعٍ إلى مستهلك...
أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...