


عدد المقالات 611
في واحدة من تصريحاته الطائفية الفاضحة، وما أكثرها على أية حال، قال نوري المالكي أمام تجمع عشائري أقيم في قضاء الهندية مسقط رأسه شرقي كربلاء، إن «ما يحصل في العراق ليس إلا ثورة طائفية للسنّة ضد الشيعة». والأسئلة التي تطرح نفسه هنا، وفي سياق هذه المعارك المجنونة التي تجتاح المنطقة هو: هل حقا ما قاله المالكي صحيح؟ ثم ماذا عن الحرب في اليمن.. هل هي حرب طائفية من الشافعية ضد الزيود مثلا؟ وهل ما يجري في سوريا يمثل حربا طائفية من الغالبية السنّية ضد العلويين والأقليات الأخرى؟ وهل ما يجري في لبنان هو حرب من السنّة ضد الشيعة؟ الجواب بكل بساطة هو (لا) كبيرة وصارخة لولا أن موسم الهذيان الذي يتلبس السياسة الإيرانية وأتباعها في المنطقة لا يترك مجالا للعقل والمنطق، ويعمل على تجييش جحافل الشيعة على نحو غرائزي، وبالطبع كي يخوضوا حروبا مجنونة وصراعات عدمية ضد جيرانهم في الأوطان، وهو منطق ترفضه قلة عاقلة من بينهم تتعرض بدورها لحرب تشويه. هل نسي المالكي أن العرب السنّة قد قبلوا بحصة أقل بكثير من الشيعة في عراق ما بعد الاحتلال، وذهبوا إلى انتخابات 2010، وكلهم أمل في تسوية الموقف والبحث عن الأمن والأمان في عراق موحد تقوده حكومة شيعية؟ هل نسي أنه هو لا غيره مَنْ ألجأهم من جديد إلى السلاح بعدما قمع اعتصامهم السلمي المطالب بوقف التهميش والإقصاء، في وقت كان تنظيم الدولة يفقد حاضنته الشعبية، ويتراجع إلى تنظيم سري مسلح لا أكثر؟! هل فعل ذلك لأجل مصلحة العراق والعراقيين؟ وهل صبّ ما فعل في مصلحة الشيعة أنفسهم؟ أم كان ينفذ أجندة إيرانية عنوانها الهيمنة على العراق سياسيا واقتصاديا وثقافيا، الأمر الذي كان يستفز حتى عشائر شيعية عربية في الجنوب والوسط، بل يستفز قادة شيعة من العيار الثقيل؟! فاصل: تصريح مقتدى الصدر عن المالكي عام 2014: «إن حكومة المالكي المدعوم من طهران وواشنطن لم تعد تسمع لأي أحد، حتى صوت المرجع وفتواه، وصوت الشريك وشكواه، مدعومة من الشرق والغرب بما يستغرب له كل حكيم وعاقل». «صارت السياسة بابا للظلم والاستهتار والتظلم والامتهان، ليتربع ديكتاتور وطاغوت، فيتسلط على الأموال فينهبها، وعلى الرقاب فيقصفها، وعلى المدن فيحاربها، وعلى الطوائف فيفرقها، وعلى الضمائر فيشتريها». «إن العراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود لطالما انتظرناها لتحررنا من دكتاتورية، لتتمسك هي الأخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع». انتهى الفاصل. ما ورد آنفا يؤكد أن الأجندة الإيرانية هي ما أوصل العراق إلى ما هو عليه. نأتي إلى سوريا. ألم يفاجئ الشعب السوري العالم أجمع بثورة ضد دكتاتور فاسد؟ هل كانت هذه ثورة سنيّة ضد الشيعة، أم حتى ضد العلويين الذين هم في الأصل كفار وفق المذهب الجعفري؟ أم كانت ثورة ضد الدكتاتورية والفساد؟ وما شأن إيران كي تخوض المعركة ضد الغالبية وتدفع كلفتها بالكامل، وتورط حتى العلويين في مقتلة بشعة، لم تترك بيتا إلا ورفعت فيه رايات الحداد؟ ماذا عن اليمن؟ هل كان الزيود مهددين من قبل الشافعية السنّة؟ وهل كانت هذه النغمة موجودة أصلا؟ ألم يتوحد الجميع في الثورة ضد الطاغية الفاسد؟ لماذا دفعت إيران أقلية صغيرة كي تقطع مئات الكيلومترات من صعدة إلى صنعاء، وطبعا بعدما جرى تسليحها وتدريبها طوال سنوات لكي تسيطر على البلد؟! ماذا عن لبنان؟ من قال إن السنّة كانوا سيهددون الشيعة لو سقط بشار الأسد، وهم الذين أصبحوا نافذين في البلد، ولهم حضورهم، فضلا عن سلاحهم؟ ولماذا يحدث ذلك، ولمصلحة من؟! إن ما تهدد فعلا هو مشروع تمدد مجنون يستخدم المذهب في تحقيق مآربه، ويستند إلى أساطير وثارات تاريخية، ومن دفع الثمن ويدفعه، إلى جانب الشعب الإيراني الذي تم تبديد ثرواته، هم الشيعة، وإلى جانبهم جيرانهم السنّة، وحتى الأقليات الأخرى، والتي كان ربيع العرب يبشرها بدولة مواطنة قبل أن تضع إيران العصا في دواليبه بإجهاض ثورة سوريا. ولأنها حرب مع مشروع توسع مجنون ولا أفق له، فإن وقفها لن يتمّ قبل أن يتجرّع أصحابها كأس السم، وبالطبع بعد أن يبلغ النزيف منهم مبلغا لا يمكنهم احتماله. أما الطرف المعتدى عليه، فلا مجال أمامه غير خوض هذه المعركة مهما كانت التكاليف. •  @yzaatreh
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...