دخلت الدوحة ضمن قائمة المدن الـ 100 الأكثر زيارة من قبل السياح في 2015، وفقا لتقرير نشرته مؤسسة (يورومونيتور) الدولية - ومقرها لندن، مسجلة ارتفاعاً في عدد السياح إلى 2.930 مليون زائر في 2015 بنسبة 3.7% مقارنة بـ 2014.
وصنف تقرير (يورومونيور) قائمة المدن الأكثر زيارة من قبل السياح في 2015 من حيث عدد السياح الدوليين الواصلين للمدن. مشيراً إلى أن هناك عوامل مثل الهجمات الارهابية والصراعات الجيوسياسية وحالة عدم اليقين الاقتصادي والمخاوف الصحية مثل فيروس (زيكا وميرس) أثرت على عدد الوافدين إلى المدن، الا أن معدل تدفق الزائرين الواصلين للمدن سجل نمواً بنحو 5.5% في 2015 مقارنة بالعام 2014. وبين التقرير كيف تعاملت مدن الشرق الأوسط واوروبا مع الاضطرابات المحيطة بها وكيف كان أداء ريودي جانيرو .
ووفقاً لتقرير (يورومونيتور) فإن الدوحة والتي حلت في المرتبة (64) عالمياً بعدد زوار بلغ 2.93 مليون في 2015، مقارنة بنحو 2.82 مليون زائر في 2014 مسجلة نسبة نمو تقدر بنحو 3.7% مدفوعة بجهود كبيرة للهيئة العامة للسياحة لاستقطاب الزوار من خلال الفعاليات واعداد بنية تحتية تلبي سوق السياحة في المنطقة.
وتعتبر مدينة مكة الأقوى أداء في المنطقة مدفوعاً بنمو كبير في 2015 بعدد السياح الدينيين الذين يتدفقون الي المدينة سنوياً، وللاستفادة من هؤلاء الزوار اشار التقرير الي أن الحكومة السعودية اطلقت برنامج ما بعد العمرة، التي تسمح للحجاج بتحويل تأشيرات العمرة إلى تأشيرات سياحية حتى يتمكنوا من تمديد فترة اقامتهم في المملكة.
وحسب تقرير اداء القطاع السياحي للربع الثالث من العام الجاري الصادر عن الهيئة العامة للسياحة فان توقعات الهيئة تعزز الثقة في قطاع السياحة في المستقبل القريب مدفوعاً بالعديد من الخطوات التي اتخذتها الدولة لتعزيز نمو حركة الزوار إلى الدولة آخرها التعاون ما بين وزارة الداخلية والخطوط الجوية القطرية لتسهيل منح تأشيرات الدخول إلى قطر.
جاذبية الدوحة
موقع (تريب ادفايزور) المتخصص في رصد مؤشرات السياحة، أشار أن وجود أماكن التسوق بالدوحة وتنوعها ما بين الاسواق التقليدية والعصرية تجعل من قطر وجهة سياحية مفضلة للعائلات الخليجية وتجذب السائح والمتسوق في نفس الوقت.
وحدد الموقع عشر مناطق جذب سياحي في قطر من ضمنها (سوق واقف) وهو الأشهر بين المعالم السياحية في قطر، وهو سوق تراثي تقليدي يبرز طبيعة الأسواق في البيئة القطرية ويضم مجموعة كبيرة من المحلات التي تجذب السياح، اضافة لاماكن أخري مثل (فلاجيو) والذي يعد من أكبر المولات في الدوحة يضم العديد من المطاعم والمقاهي ومتاجر الماركات العالمية. اضافة لمناطق جذب كبيرة للسياح من (سيتي سنتر) الدوحة وسوق الصقور والمجمعات التجارية الاخرى والتي تم افتتاحها مؤخراً اضافة للاند مارك والمول وغيرها.
عربياً حلت الدوحة في المرتبة الخامسة من حيث معدلات النمو في عدد الزائرين في 2015 بنسبة 3.7%، بينما تصدرت مدينة مكة القائمة بنحو 17.2%، والرياض 11% ودبي 8% والبحرين 5%. وحدد التقرير ثلاثة معايير للتصنيف قائمة المدن الأكثر سياحة، تم الحصول عليها من بيانات الزوار للمدن من مكاتب الاحصاءات الوطنية والقادمين في المطار والمقيمين في الفنادق واجراء مقابلات مع مكاتب التجارة والسياحة الوطنية والاتحادات التجارية وشركات السفر.
واضافت (يورومونيتور) أن الغرض من القائمة هو تسليط الضوء علي المدن الرائدة المستقاه من نتائج برنامج البحث السنوي الذي تعده المؤسسة. وتشير المؤسسة الي أن السياح الدوليين هم الذين يمكثون في المدينة ما بين 24 ساعة الي 12 شهراً ويقيمون في مساكن جماعية أو خاصة.
وتتطلع قطر لجعل السياحة محركاً رئيسياً لنموها الاقتصادي واستقطاب ما يزيد على 7 ملايين زائر سنوياً بحلول 2030، كجزء من استراتيجيتها للتنويع الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد الكلي علي قطاع الطاقة الذي ظل سنوات طويلة وحدة المحرك الاساس لهذا النمو.
وأشارت تقارير سابقة لمساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الاجمالي القطري بنحو 4.7% في 2015، كما وفرت المرافق السياحية نحو 76 الف وظيفة، وهو أحد أكثر القطاعات مرونة في الاقتصاد العالمي، ويشير خبراء إلى أن مطار حمد الدولي يلعب دوراً كبيراً في تحفيز حركة السياحة الي قطر في ظل الطاقة الاستيعابية الكبيرة التي يتمتع بها المطار ما يجعل بدوره السفر إلى الدوحة أكثر سهولة.
ومؤخراً ساهمت فعاليات ومهرجانات كثيرة في جعل قطر وجهة سياحية رائدة مثل معرض قطر الدولي للسيارات، ومعرض الدوحة للمجوهرات والساعات، والعديد من المهرجانات الدورية مثل مهرجان قطر الدولي للأغذية، ومهرجان ربيع سوق واقف، والمهرجان الدولي للصقور والصيد، والفعاليات الترفيهية الحية للعائلات، بالإضافة إلى مهرجان الصيف حيث تدخل جميعها في مجال بناء قدرات القطاع وتنويع وتطوير مجموعة المنتجات والخدمات السياحية في قطر.
عالمياً
عالمياً تصدرت هونج قائمة (يورومونيور) بنحو 26.68 مليون زائر في 2015 مسجلة تراجعاً بنحو -3.9% مقارنة بـ 2014 حيث وصل المدينة نحو 27.7 مليون زائر ، بينما حلت مدينة بانكوك التايلندية بنحو 18.7 مليون زائر في 2015 مسجلة نمواً كبيراً بنحو 10% مقارنة بـ 2014 نحو 17.03 مليون زائر.
وبالرغم من تصدر هونغ كونج المدن عالمياً تعاني تراجعاً في عدد الزوار فيها، وتواجه المدينة صعوبات متزايدة في المحافظة علي جاذبيتها خاصة وسط المسافرين الصينيين الأصغر سناً. في الوقت الذي استفادت مدينة بانكوك التايلاندية من انخفاض شعبية مدينة هونج كونج مسجلة نموا بنسبة 10% في عدد الوافدين وقفزت المدينة لتحتل المركز الثاني عالمياً.
أوروبا
وأوضح تقرير (يورومونيتور) تصدر لندن القائمة في اوروبا والثالث عالمياً في نمو عدد الزوار الدوليين بنسبة نمو 7% مدفوعاً باستضافة بريطانيا بطولة كأس العالم للرغبي في سبتمبر 2015. وقال التقرير إن باريس عانت في 2016 بسبب هجمات تشاري ابدو وباتكلان في 2015.
واستطاعت مدينة اسطنبول التركية أن تثبت مناعة إلى حد كبير تجاه انخفاض عدد السياح الروسيين بسبب ضعف الروبل الروسي، وسجلت الشواطئ السياحية التركية نمواً. كما تضم المدينة الكثير من المناطق التاريخية والثقافية، مثل ميدان تقسيم وشارع الاستقلال وميناء المدينة ومتحف آية صوفيا والحمامات التركية التقليدية.
أمريكا
وفي أمريكا احتلت نيويورك الوجهة الاولي للمسافرين الدوليين في الأمريكتين مدفوعة بقوة الدولار الامريكي مقابل العملات الاخري، ولا تزال المدينة تعرض نمواً طفيفاً واستطاعت أن تبقي على مكانتها ضمن أقوي 10 مدن بالعالم. وتعتبر نيوريورك عاصمة المال والأعمال ما زالت قبلة السياح في العالم الذي يتوافدون بالملايين عليها من مختلف أنحاء العالم، ومن أهم معالمها السياحية تمثال الحرية بالإضافة إلى سنترال بارك ومتحف المتروبوليتان للفنون ومكتبة نيويورك العامة ومنطقة برودواي وتايمز سكوير ومبنى إمباير ستايت والنصب التذكاري لأحداث سبتمبر 2001، وول ستريت وجسر بروكلين.
وفي المكسيك تتمتع مدينة كانكون بشعبية هائلة الا أن التقرير أشار إلى تراجع في عدد الزوار بالرغم من تشجيع الحكومة المكسيكية لنشر فوائد السياحة بجمع انحاء البلاد.