د. منى المسلماني.. لـ "لوسيل":

شفاء 102 مريض من الحالات المتوسطة والشديدة بعلاج البلازما

لوسيل

حوار: وسام السعايدة

قالت د. منى المسلماني، المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية إن عدد المرضى الذين تمت معالجتهم بواسطة بلازما الدم المناعية لغاية الآن بلغ 102 مريض، فيما بلغ عدد المتبرعين 96 متبرعا من المرضى المتعافين، وأن نسبة الشفاء تتراوح ما بين 60 - 70% في الوقت الحالي.

وأضافت في حوار مع لوسيل أن هناك بنكا خاصا ببلازما الدم وبنكا خاصا ببلازما المتعافين، ويتم حفظ بلازما المتعافين في درجة حرارة 80 درجة مئوية تحت الصفر، وذلك لحفظ الأجسام المضادة بشكل جيد. كما يوجد بنكان لحفظ بلازما المتعافين أحدهما في مستشفى القلب والآخر في مستشفى حزم مبيريك العام.

وفيما يتعلق بحجم الكمية التي يستطيع أن يتبرع بها الشخص، قالت د. المسلماني إنها تختلف على حسب وزن المتبرع وتتراوح بين 500 مل أو 600 مل، كما أنه يمكن التبرع مرتين في الأسبوع وألا يتعدى 24 مرة في السنة.

وحول الآثار الجانبية للعلاج ببلازما الدم قالت د. المسلماني إنه تم الإبلاغ عن بعض الآثار الجانبية المحتملة مثل الحمى وردود فعل تحسسية وتفاعلات ناتجة عن نقل الدم بشكل عام وإصابة الرئة الحادة وخطر نادر جدا لانتقال الأمراض المعدية عبر البلازما المتبرع بها (مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي ب أو سي) مع العلم بأنه يتم فحص البلازما بصورة دقيقة قبل إعطائها للمريض للتأكد من خلوها من أي أمراض معدية.. وإلى نص الحوار:

- ما هي نسبة الشفاء من كورونا ببلازما الدم؟

نسبة الشفاء تتراوح ما بين 60 - 70% في الوقت الحالي، ولتحقيق نتائج أفضل نحتاج إلى دراسات إكلينيكية وأكاديمية لإثبات فعاليتها وليس مجرد ملاحظات أو دراسات بحثية ونحن بصدد دراسة إكلينيكية وأكاديمية لإدخال أعداد كبيرة من المرضى وذلك لإثبات مدى نجاح هذا العلاج في مرضى الكورونا.

- كم عدد المرضى الذين تمت معالجتهم بواسطة بلازما الدم المناعية؟ وكم بلغ عدد المتبرعين لغاية اليوم تقريبا؟

102 مريض تمت معالجتهم بواسطة بلازما الدم المناعية، وبلغ عدد المتبرعين 96 متبرعا من المرضى المتعافين.

- هل هناك بنوك خاصة ببلازما الدم؟ وهل يتم حفظها بنفس طريقة حفظ وحدات الدم الأخرى؟

نعم يوجد هناك بنك خاص ببلازما الدم وبنك خاص ببلازما المتعافين، ويتم حفظ بلازما المتعافين في درجة حرارة 80 درجة مئوية تحت الصفر وذلك لحفظ الأجسام المضادة بشكل جيد.

كما يوجد لدينا بنكان لحفظ بلازما المتعافين أحدهما في مستشفى القلب والآخر في مستشفى حزم مبيريك العام. أما بالنسبة لحفظ بلازما الدم يتم حفظها تحت درجة حرارة من 1 - 6 درجات مئوية.

- ما حجم الكمية التي يستطيع أن يتبرع بها الشخص؟

تختلف على حسب وزن المتبرع وتتراوح بين 500 مل أو 600 مل.

- كم مرة يستطيع الشخص أن يتبرع ببلازما الدم؟

يمكن التبرع مرتين في الأسبوع وألا يتعدى 24 مرة في السنة.

- هل هناك فرق بين بلازما الدم للشخص السليم وبلازما الدم للشخص المتعافي من كورونا؟ وأيهما أفضل للمرضى؟

الدم يتكون من الجزء السائل والذي يسمى البلازما ومن جزء خلوي يشمل خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية، حيث تحتوي البلازما على الماء والبروتينات والكربوهيدرات ومكونات أخرى.

وتحتوي بلازما الدم من الأشخاص المتعافين على أجسام مضادة تتكون من بروتينات ينتجها جسم المتعافي لمحاربة الفيروس ويساعد إعطاء هذه البلازما الغنية بالأجسام المضادة للمريض المصاب على زيادة الاستجابة المناعية للعدوى من الفيروس وتعزيز مقاومتهم وتعافيهم من الفيروس.

وتعتبر بلازما المتعافين علاجا لمرضى الكورونا لوجود الأجسام المضادة لمحاربة الفيروس وذلك بخلاف بلازما الأشخاص الذين لم يتعرضوا للمرض حيث تخلو من الأجسام المضادة.

- هل ظهر هناك آثار جانبية عند إعطاء المرضى بلازما الدم؟

تعتبر عمليات نقل البلازما آمنة بشكل عام ويتحملها معظم المرضى بشكل جيد ولكن تم الإبلاغ عن بعض الآثار الجانبية المحتملة مثل الحمى

وردود فعل تحسسية وتفاعلات ناتجة عن نقل الدم بشكل عام وإصابة الرئة الحادة وخطر نادر جدا لانتقال الأمراض المعدية عبر البلازما المتبرع بها (مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي ب أو سي) مع العلم أنه يتم فحص البلازما بصورة دقيقة قبل إعطائها للمريض للتأكد من خلوها من أي أمراض معدية.

- ما هي الآلية التي تقومون بها بخصوص التبرع لضمان سلامة العينات التي يتم التبرع بها؟

يتم استخدام البلازما للمتعافين كعلاج للحالات المصابة بكورونا كوفيد- 19 في مركز الأمراض الانتقالية عبر آلية معينة، حيث يتم فحص المتبرع والتأكد من خلوه من الأمراض المعدية مثل التهابات الكبد الوبائي (ب وسي) وأمراض نقص المناعة، ويتم استخدام البلازما من المرضى المتعافين وإعطاؤها عن طريق الوريد للمرضى المصابين ويكون ذلك في الحالات الحرجة والحالات متوسطة الحدة في العناية المركزة.

- هل هناك أجهزة مخصصة لعملية استخلاص البلازما من الدم؟

تم تزويد مركز الأمراض الانتقالية بأحدث الأجهزة التي تعمل على فصل البلازما عن الدم مباشرة ثم تقوم بالوقت نفسه بإعادة المكونات الأخرى للشخص المتبرع والعملية تتم في غضون 45 دقيقة. ويحتوي المركز كذلك على أجهزة حفظ البلازما في درجة 80 درجة مئوية تحت الصفر مما يضمن صلاحيتها لأطول فترة ممكنة.

- لماذا تعطى بلازما الدم فقط للحالات المتقدمة في المرض؟

هناك كثير من البحوث التي تجرى في العالم لتحديد ما إذا كانت البلازما يمكن أن تحسن فرصة الشفاء للأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة، وكذلك إذا كانت تساعد في منع الأشخاص الذين يعانون من إصابات خفيفة أو متوسطة من الحد من المرض وعدم تدهور حالتهم الصحية.

ولكن في دولة قطر قمنا بإعطاء المرضى بلازما المتعافين في المرحلة متوسطة الحدة من المرض لمنع تدهور الحالة إلى شديدة الحرج وكذلك قمنا بإعطاء مرضى العناية المركزة شديدة الحرج.

لكن لا ينصح بإعطاء مرضى العناية المركزة للحالات شديدة الحرج ممن يعانون فشلا في أعضاء وأجهزة الجسم مثل الفشل الكلوي والقلبي أو الفشل الرئوي.

- كيف تم تقسيم الحالات المصابة بـ كوفيد- 19 ؟

مركز الأمراض الانتقالية، ومنذ بدء جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19) قام بتقسيم الحالات إلى حالات لا عرضية وهي التي لا يوجد لديها أعراض، وحالات خفيفة الحدة ومتوسطة الحدة وشديدة الحدة، ويتم استقبال الحالات في مراكز الرعاية الصحية ومركز الأمراض الانتقالية، حيث يتم تقييمها من خلال إجراء عدة فحوصات منها السريري والمخبري وأشعة الصدر، وبناء على نتائج الفحوصات يتم اتخاذ القرار المناسب لكل حالة فمنها من يذهب إلى العزل أو الحجر أو الدخول فورا إلى المستشفى، والدخول للمستشفى يكون للحالات متوسطة وشديدة الحدة وهي التي تستدعي الدخول إلى العناية المركزة.

نحو 94 % من الحالات المصابة بفيروس كورونا هي من الحالات التي لا تظهر عليهم أعراض أو تكون الأعراض خفيفة لديهم، و5% يدخلون المستشفى و1% فقط هم من يحتاجون العناية المركزة. ومعظم الحالات لا تستدعي دخول المستشفى وهي الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض أو تكون خفيفة جدا، وطبعا نقدم العلاج اللازم لتلك الحالات مع أهمية العزل أو الحجر الصحي.

طريقة علاج كوفيد- 19 بواسطة البلازما

تتلخص طريقة العلاج في أخذ بلازما المرضى الذين تماثلوا للشفاء من (كوفيد- 19) ومن ثم حقنها في المرضى الذين لا يزالون تحت تأثير الفيروس. وبينما تقاوم أجسام المرضى المصابين بفيروس كورونا (كوفيد- 19)، تنتج أجسامهم الأجسام المضادة لمهاجمة الفيروس والتي تفرزها الخلايا المناعية والمعروفة باسم الخلايا الليمفاوية (ب)، وتوجد هذه الخلايا في البلازما - الجزء السائل من الدم - الذي يساعد في تجلط الدم ويزيد المناعة.

عندما يتعافى المريض، تبقى الأجسام المضادة في جسمه ليستطيع محاربة الفيروس في حال أصيب به مجددا. ويمكن استخدام البلازما من الشخص المتعافي لعلاج شخصين آخرين وتظهر نتائج الحقن من المرة الأولى، ويمكن لأي شخص متعاف من (كوفيد- 19) أن يتبرع.

واعتمدت دولة قطر برتوكولا وسياسة علاجية اعتمدت على معلومات قديمة من وباء السارس في 2003 ووباء ميرس كورونا في 2012 وهي فيروسات شبيهة نوعا ما بكوفيد- 19، وتم استخدام أدوية عدة مثل هيدروكسوكلوركوين و الازيفرومايسين و الكالترا ، وهي تثبط نمو الفيروس داخل الخلية الحية وغيرها من الأدوية التي تمنع الإفراز المفرط للمواد التي تفرزها الخلايا المناعية لمنع أي ضرر في الرئتين.

البلازما المناعية في سطور

هي مكون من مكونات الدم، تستطيع التعرف على الفيروسات المهاجمة للجهاز المناعي، وتبدأ ببلورة أجسام مضادة، وخلال فترة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين تطور البلازما مناعة لها ضد الأجسام الدخيلة وتقوم بإفراز أجسام مضادة تستطيع مقاومة الفيروس والقضاء عليه، وتبقى الأجسام المضادة في جسد الشخص المتعافي ثلاثة أسابيع يمكن خلالها استخلاص البلازما ثلاث مرات بواقع مرة كل أسبوع.

تتكون البلازما من خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية والماء والبروتينات والكربوهيدرات والأجسام المضادة.

يستطيع المتعافي الواحد المساهمة في علاج 3 مصابين من خلال التبرع 3 مرات، ومن أهم شروط التبرع التأكد أكثر من مرة من سلبية عينات المريض المتعافي وعدم إصابته بأي من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر الدم وأن يكون المتعافى بصحة جيدة ولا يعاني من الأنيميا أو قصور في القلب أو أي مرض، وتكون الأولوية في حقن البلازما للحالات الخطيرة أو أصحاب المناعة الضعيفة لتعزيز قوة الجهاز المناعي لديهم.

طريقة العلاج بالبلازما المناعية ليست جديدة، وجُربت لأكثر من 100 عام على العديد من الأمراض، آخرها إيبولا وسارس وإنفلونزا الخنازير.

وهناك طريقتان للتبرع، الأولى تتمثل في التبرع بالدم الكامل، ثم يفصل المختبر مكونات الدم، بما في ذلك البلازما حسب الحاجة. والثانية تكون من خلال سحب الدم من الوريد إلى جهاز للطرد المركزي ثم يقوم الجهاز بفصل البلازما عن مكونات الدم.

ويستطيع التبرع بالبلازما الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و69 عاما وأصحاب الوزن أقل من 110 كجم.