أظهرت أجهزة قياس نشاط المصانع في يناير أن معظم الاقتصادات الآسيوية مازالت في المنطقة التوسعية بما في ذلك ماليزيا وكوريا الجنوبية وهونج كونج، ولكن الشركات المصنعة لم تسلم من الأضرار حيث ألقى الارتفاع السريع في تكاليف المدخلات بظلاله على ربحيتها.
ووفقا لما ذكره موقع آسيا نيكي سجل مؤشر نيكي لمديري المشتريات بالقطاع الصناعي قراءة 50 عن شهر يناير ليقف بين خط الازدهار أو الكساد للمرة الأولى خلال أربعة أشهر، ويشير المقياس فوق 50.0 إلى التوسع في حين أن أي شيء أقل من ذلك يشير إلى الانكماش.
رغم ذلك أظهرت قراءة أسعار المدخلات ارتفاعها إلى أعلى معدلاتها خلال 16 شهرا لتصل إلى 57.5، في حين تراجعت أسعار الإنتاج لتصل إلى 52.2، لتصل الفجوة إلى 5.3 نقطة في أوسع نطاق منذ بدء الدراسة في يناير 2016.
شهدت ميانمار والتي حققت أفضل مؤشر لمديري المشتريات خلال 12 شهرا، تضخما كبيرا في التكاليف لتصل إلى 69.9، تليها ماليزيا 63.6. أما فيما يتعلق بخارج رابطة كتلة دول جنوب شرق آسيا شهدت تايوان أقوى ضغط في التكاليف مع ارتفاع قياس سعر المدخلات إلى 73.7.
على الجانب الآخر ارتفع مؤشر نيكي للسلع الأساسية والذي يقيس أسعار الجملة لنحو 42 من المواد، إلى أعلى مستوياته خلال 18 شهرا عند 171.743 في يناير، وارتفعت أسعار المطاط الطبيعي بنسبة 34.1% على أساس شهري، وارتفع البنزين بنسبة 18.8% والنحاس ومنتجات سبائك النحاس ارتفعت بنسبة 8.4%، وارتفع الرصاص بنسبة 4.7%.
في المقابل تدهورت ظروف التصنيع الكورية الجنوبية للشهر الخامس على التوالي، حيث واصل تراجع الأوامر الجديدة، وعزا بعض المنتجين ذلك إلى تراجع ثقة المستهلكين والاقتصاد المحلي غير مستقر في ظل الفراغ السياسي الذي تركه عزل الرئيس بارك جيون هاي، كما جاء ارتفاع أعباء التكلفة التي نمت بشكل كبير في أسرع وتيرة لها في ست سنوات بسبب أسعار الصرف غير المواتية ليزيد من حجم الصعوبات.
في الوقت نفسه واصل النشاط الصناعي في تايوان التفوق على جميع الاقتصادات الآسيوية في مؤشر نيكي الشامل في يناير، حيث استفادت الشركات المصنعة بالجزيرة من دورة الإلكترونيات الاستهلاكية المواتية مع استعداد عملاء سامسونج للإلكترونيات وأبل لإطلاق المنتجات الرئيسية الجديدة في الربعين الثاني والثالث على التوالي.
ولمواكبة التحسن المستمر في الطلبيات الجديدة أضاف المنتجون التايوانيون الشهر الماضي العمال في ثاني أسرع زيادة منذ أبريل 2011.