الدكتورة حنان الشمري استشاري طب الأسرة:

التسمم الغذائي أكثر الأمراض المنتشرة خلال العيد

لوسيل

الدوحة - لوسيل

أيام قليلة ويهل علينا عيد الأضحى المبارك، حيث تمتلئ الموائد بما لذّ وطاب من الوجبات التقليدية والمأكولات والحلويات، الأمر الذي يدفع الكثيرين للتخلي عن نظامهم الغذائي المعتاد أثناء الزيارات وارتياد المطاعم وتلبية العزائم. وأيضا ارتياد البعض لوجهات السفر لقضاء عطلة العيد.. ويعتبر التسمم الغذائي من أكثر الامراض شيوعا وخصوصا في عيد الأضحى، حيث تكون الذبيحة والأكلات الشعبية هى الأكلات الرئيسية وأيضا هناك العديد من النشاطات والفعاليات التي تخطط لها العائلات للاحتفال بالعيد والاقبال على الطعام الجاهز وكثرة الزيارات العائلية والمصافحات مما يؤدي لتعرض البعض للتسمم الغذائى عند عدم غسل اليد جيدا قبل الأكل أثناء الزيارات والتصافح وتناول الطعام أو الشراب الملوث من المطاعم.

وفي هذا الجانب تتحدث الدكتورة حنان الشمري استشارية طب الاسرة في مركز المطار الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ان التسمم الغذائي من أكثر الامراض التي تصاحب أيام الأعياد ومن اهم أسبابه تناول الأطعمة المكشوفة او الافراط في تناول الاكل والخلط بين الوجبات، ومن أهم الأسباب التي تساعد في زيادة حدوث التسمم الغذائي هو عدم طهي الطعام جيدا فلا يتم القضاء على البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي مثل السالمونيلا والبكتيريا العنقودية والايكولاي وبعض أنواع الفيروسات والتي تعتبر من اهم مسببات التسمم الغذائي.

ويكون هذا السبب موجودا خاصة في أطباق اللحوم غير المطبوخة جيدا أو البيض النيء و السلطات أو الفواكه الجاهزة التي لم يتم حفظها في درجات الحرارة الصحيحة.

فقد تكون السموم موجودة على الطعام في وقت الشراء ولكنها تنمو إلى مستويات ضارة نتيجة لسوء حفظها وطبخها.

كما يتميز العيد بكثرة العزائم والولائم فيتم طهي كميات كبيرة من الطعام ويتم تركها في درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة وخصوصا في فترة الصيف الحالية حيث تعتبر بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا.

بالإضافة الى حفظ وتخزين الطعام بشكل غير جيد وخصوصا الأطعمة التي تحتاج الى درجات تبريد منخفضة أقل من 5 درجة مئوية والذي يؤدي الى حدوث التسمم وانتقال السموم والبكتيريا بطريقة مباشرة الى الجسم.

ويمكن أن يحدث التسمم الغذائي بطريقة غير مباشرة مثل تلوث الأسطح المحيطة بالطعام كالمواد المستخدمة في تحضير الطعام وانتقال الفيروسات والبكتيريا إلى الطعام بعد ملامسة الأنف أو الفم خصوصا لشخص مصاب بنفس العدوى والذي كثيرا ما يحدث أثناء الزيارات والتصافح وأيضا أثناء تناول الطعام دون غسل اليدين قبلها.

وبما أن عيد الأضحى من هذا العام يصادف في فترة الصيف فإن رطوبة الجو والحرارة العالية توفران بيئة مناسبة لنمو البكتيريا وتكاثرها وخصوصا عند تقديم الأطعمة والحلويات المحضرة بطريقة غير صحية أو خاطئة.

معظم حالات التسمم الغذائي تتعافى بشكل تدريجي ولكن تقول الدكتورة حنان الشمري استشاري طب الاسرة ان هناك مضاعفات للتسمم الغذائي، وفي بعض الحالات قد يسبب الجفاف الشديد وقد يتطلب العلاج في المستشفى بالسوائل عن طريق الوريد ولكن في حالات نادرة يمكن أن يؤدي التسمم الغذائي إلى مشاكل صحية طويلة الأجل وحتى الوفاة بشكل خاص لكبار السن والأطفال والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بحيث انه من الممكن أن يؤثر على الوظائف الحيوية للجسم والإجهاض أو الولادة المبكرة بالنسبة للحوامل.

ومن أكثر الأشخاص المعرضين للتسمم الغذائي هم كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما والاطفال لضعف الجهاز المناعي لديهم والنساء الحوامل والاشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة من خلال حالات صحية مزمنة مثل السكري.

ومن المهم ان نتبع العادات الصحية والسليمة للغذاء في العيد ومراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض التسمم، وهناك نصائح تفيد الجميع بهذا الجانب مثل الحفاظ على نظافة الأيدي جيدا خصوصا بعد المصافحة أثناء الزيارات العائلية وقبل الأكل وبعده.

والتأكد من نظافة الأكواب والصحون التي يتم تقديمها أثناء العزائم والزيارات وأيضا الحرص على نظافة الأسطح المخصصة لتحضير الطعام وتقديمه، كذلك تجنب ترك الأطعمة بعد الزيارات مكشوفة وتغليفها بإحكام والحرص على غسل الفواكه والخضار بالماء جيدا.

ومن المهم أيضا طهي الطعام جيدا وخصوصا اللحوم وذلك لقتل الجراثيم التي تسبب التسمم، والانتباه لمدة صلاحية الأطعمة والمنتجات عند شرائها وخصوصًا المنتجات المعلبة.

كذلك عدم ترك الطعام لمدة تزيد على ساعتين في درجة حرارة الغرفة ونقل الأطعمة المتبقية إلى الثلاجة مباشرة بعد الانتهاء من تناول الوجبة.

ويجب أن يتم التأكد من كيفية تحضير الطعام الذي يقدم للضيوف أثناء الولائم يكون في درجة حرارة مناسبة، فالطعام الحار لابد أن يقدم في حرارات تحفظ حرارته حاراً (درجة حرارة فوق ٦٠مْ) وأن الطعام البارد يقدم بارداً ( عند ٤ مْ).

كل ذلك كي نحافظ على صحة وسلامة الضيوف من الإصابة بالتسمم الغذائي. فالتعامل السليم وإعداد الطعام مهمان لمنع وتجنب التسمم الغذائي.

وتضيف الدكتورة حنان الشمري ان علاج التسمم الغذائي يرتكز في العودة إلى تناول الطعام بشكل تدريجي والتركيز على الأطعمة سهلة الهضم والتي لا تسبب العبء للجهاز الهضمي، ويجب التركيز على تناول وجبات صغيرة مغذية على أن تكون الوجبات قليلة الدهون والسكريات.

ويفضل شرب كميات كافية من الماء للمساعدة في تعويض النقص في السوائل والأملاح، وأيضا ينصح بتناول الفواكه والخضراوات النظيفة والطازجة سهلة الهضم والتي تحتوي على العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية المفيدة.

وأخيرا فان من الأطعمة التي تساعد في التعافي التخفيف من الإسهال: الموز وذلك لأنه من الفواكه الغنية بعنصر البوتاسيوم الذي يساعد في استعادة توازن الأملاح المفقودة في الجسم نتيجة لفقد السوائل، وأيضا يعد الأرز خفيفًا على المعدة وغنيا بالنشويات التي تساعد في التخلص من الإسهال.