قال الدكتور حسن يوسف علي عميد كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية بمعهد الدوحة، وأستاذ الاقتصاد الفخري بجامعة ولاية أوهايو ان التأثير السريع لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي على الاقتصاد العالمي يأتي من عدم التأكد والشكوك حول ماذا سيحدث للاقتصاد البريطاني وكيف ستتعامل أوروبا ودول العالم المختلفة - ومنها قطر - مع استثماراتها وتعاملاتها التجارية في المستقبل وكيف ستدير الحكومة البريطانية الجديدة بعد استقالة كاميرون دفة الاقتصاد.
وأضاف: تكمن المشكلة في ان تقويم النفط يتم بالدولار، ومع ارتفاع الدولار ينخفض الطلب على النفط وينخفض سعر النفط وقتيا، والملاحظ أن الدول المتعاملة مع بريطانيا من داخل وخارج أوروبا أصابتها موجة من حالة عدم اليقين، وهو ما سيؤثر سلبا على اقتصاداتها ومن ثم وارداتها من النفط.
وتوقع حسن أن يكون الانخفاض الحالي لأسعار النفط .. انخفاضا وقتيا الى أن يستقر الوضع وتزول حالة عدم اليقين من قبل الدول التي ترتبط ببريطانيا باتفاقيات تجارية واستثمارات وغيرها، وعندها يعود سعر النفط ليتحدد بالطلب والعرض ويعود سعره للاستقرار أو الارتفاع الطفيف إلى حيز الستينات كما كان متوقعا قبل خروج بريطانيا.
وبين الدكتور حسن يوسف ان الاقتصاد البريطاني قد يسوء فيما لو تبين خلال الأسابيع أو الشهور القادمة أن بريطانيا أخطأت وأن الحكومة القادمة لا تستطيع إدارة الأمور بحنكة وأن اقتصاد بريطانيا واسواقها المالية تتعرض لهزة، حينئذ يمكن أن يتعرض الاقتصاد العالمي كله لأزمة انخفاض معدلات نمو وكساد شبيهة بأزمة الكساد العالمي 2008 وينخفض سعر النفط الى حدود دنيا جديدة ولفترات ليست قصيرة قد تزيد على السنتين كما حدث من قبل.
من جانبه يرى سمير سعيفان الباحث في المركز العربي ان الانطباع الاول لخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي لن يحمل أية آثار سلبية طويلة المدى على أسعار الطاقة والنفط بشكل خاص، باستثناء ما اسماه بـ الخضة التي ستتعرض لها اسعار النفط، وهي خضة وقتية على حد تعبيره.
واضاف ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لن يكون له تأثير على اسعار الطاقة، ذلك ان عمليات الانتاج والعرض والطلب لن تتأثر في كلا الجانبين نتيجة عملية الانفصال، مشيرا الى ان بريطانيا ليست مستهلكا رئيسيا للنفط، فيأتي تصنيفها في المرتبة الـ 15 عالميا من حيث الاستهلاك.
وبين سعيفان أنه في حال كانت هناك انعكاسات سلبية على الاداء الاقتصادي في الاتحاد الاوروبي وبريطانيا من خلال تراجع عمليات النمو، فإن التأثير في هذه الحالة سينعكس سلبا على اسعار الطاقة العالمية لانخفاض الطلب بسبب تراجع النمو، وهو أمر غير متوقع.
وتوقع أن تتأثر معدلات التنمية الاقتصادية بصفة عامة في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي، منوها ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يحتاج إلى سنتين على اقل تقدير لتنفيذ الاستفتاء، لان الانضمام الى الاتحاد هو اتفاق بين حكومات لذا يحتاج الى وقت للتنفيذ. وقال إن تجارة بريطانيا مع الاتحاد الاوروبي تشكل ما نسبته 40% مؤكدا ان قرار بريطانيا الخروج الاتحاد الاوروبي لن يكون له تأثير على اسعار الطاقة على المديين المتوسط والطويل.
