الكواري: مشاريع كأس العالم فرصة لشراكات حقيقية مع بريطانيا

14.5 مليون ريال إيرادات السياحة الرياضية في 2022

لوسيل

لوسيل

وحتى يتضح دور المشاريع الاستثمارية الرياضية في تعزيز المجالات الأخرى مثل السياحة، أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة في نوفمبر الماضي عن نتائج دراسة أجرتها حول الاستثمار في مشاريع السياحة الرياضية، وهي دراسة تهدف إلى تزويد المستثمرين ورجال الأعمال بنظرة عامة عن الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع الرياضي، والأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عن تأسيس هذا النوع من الأعمال.


وتوقعت الدراسة أن ينمو سوق وكالات السفر نتيجة لنمو السياحة الرياضية بمعدل نمو سنوي مركب 8%.


الدراسة التي أعدتها وزارة الاقتصاد والتجارة بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، واللجنة الأولمبية، ومؤسسة أسباير زوون، والهيئة العامة للسياحة، تأتي في إطار تطوير قطاع الأعمال الرياضية وزيادة أعداد الشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع رواد الأعمال وإعطاء دور أكبر للقطاع الخاص في الاقتصاد، وذلك ضمن عدد من الدراسات التي أعدتها وزارة الاقتصاد والتجارة خلال مشروع التجمع الاقتصادي للقطاع الرياضي ، والذي يهدف إلى جمع الشركات والمستثمرين والمراكز البحثية في القطاع الاقتصادي.

72 مليار ريال
ويعتبر عضو غرفة تجارة وصناعة قطر، خالد جبر الكواري، أن المنتدى أيضا يعد فرصة لعقد شراكات حقيقية ما بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم البريطانيين في مجال مشاريع كأس العالم، إذ تحتاج دولة قطر إلى الخبرات الهندسية والمقاولات لدى بريطانيا، لافتا إلى أن هناك فرصا عديدة أمام رجال الأعمال البريطانيين في مشاريع كأس العالم في قطاع المقاولات والضيافة وإدارة المنشآت الرياضية، والتي تعد فرصا استثمارية.


وأوضح أن هناك فرصا استثمارية مرتبطة بكأس العالم تقدر بنحو 72 مليار ريال خلال السنوات المقبلة، موزعة على عدد من القطاعات، منها 47 مليار ريال في قطاع المقاولات.


هنالك العديد من المبادرات التي تصاحب الإعداد لمشاريع كأس العالم، مثل معهد جسور الذي أطلقته اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ويعمل على تطوير الجيل القادم من المهنيين، وهو مركز متميز في قطاع الرياضة وتنظيم الفعاليات، ومن المنتظر أن يقدم خريجو المعهد الذين تلقوا تعليمهم على يد خبراء عالميين مساهمة كبيرة في تنويع الاقتصاد القطري وتجسيد تأثير التعليم على المجتمع المحلي.


ورفع رجل الأعمال صقر آل حرم، الشريك والمؤسس للوكالة الدولية للعقارات، وهو أحد أعضاء الوفد الذي يضم عددًا من المستثمرين ورجال الأعمال الذي يتواجد بلندن في منتدى الأعمال والاستثمار، من درجة تفاؤله بأن يخرج المنتدى بتعاون أكبر في دخول بريطانيا في الاستثمارات الرياضية، وبشكل خاص مشاركتها في مشاريع كأس العالم قطر 2022، مشيرًا إلى أن قطر تحتاج إلى الخبرات البريطانية في مجال البنية التحتية والمواصلات وغيرها من المشروعات المصاحبة لكأس العالم. أكثر من ذلك يتوقع أن تكون هناك المزيد من الاستثمارات في قطاع التعليم، خاصة أن بريطانيا تعد رائدة ولها باع طويل في التعليم حول العالم، فنجد أن معظم الجامعات البريطانية تتصدر التصنيف الدولي للجامعات حول العالم.


وشدد رجل الأعمال على أهمية قطاع السياحة، خاصة أن قطر مقبلة على عدد ضخم من الزائرين خلال الفترة المقبلة، ما يجعل تطوير قطاع السياحة يتصدر أجندة التطوير ورؤية قطر 2030.


ويوصي آل حرم المستثمرين والتجار إلى الاتجاه نحو السياحة، لأنها أحد أهم المداخيل الاقتصادية للدول، وخاصة أننا سوف ننظم كأس العالم، ودوله قطر أصبحت إحدى الدول الرائدة في مجال المؤتمرات الدولية، ما يجعل تطوير القطاع السياحي أحد أهم القطاعات المصاحبة لمشاريع كأس العالم قطر 2022 .


حديث آل حرم تعضده الدراسة التي أعدتها وزارة الاقتصاد والتجارة، والتي تناولت الخطة المالية في فرص المشاريع السياحية الرياضية والتي تشمل الاستثمار والإيرادات، نجدها بينت أن المستثمر الذي يريد استغلال الفرصة كاملة في مشاريع السياحة الرياضية يجب عليه أن يكون قادرا على استثمار ما يقارب 1.5 مليون ريال قطري. حيث إن صافي القيمة الحالية لمثل هذا الاستثمار هي 458 ألف ريال تقريبًا على مدى السنوات العشر (من 2016 إلى 2025). كما أن معدل العائد الداخلي المتوقع لهذه الفرصة هو 11% تقريبًا. كما أن الشركات المحلية ذات القدرة المالية المحدودة يمكنها أيضا الاستثمار في جزء من الفرصة المتاحة، فعند الاستثمار بما قيمته 772 ألف ريال فإن صافي القيمة الحالية لمثل هذا الاستثمار هي 229 ألف ريال.


وفي حال استغلال هذه الفرص بشكل كامل فإن الإيرادات، وحسب الدراسة الرسمية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة، سوف ترتفع من 5.4 مليون ريال تقريبًا في 2016 إلى ما يقارب 11 مليون ريال في 2025، على أن تحقق نحو 14.5 مليون ريال في 2022، بمعدل نمو سنوي مركب 8%. كما أن الشركات ذات القدرة المالية المحدودة يمكنها كذلك التمتع بنمو كبير في الإيرادات.

طفرة سياحية بقطر والخليج
مشاريع كأس العالم لا تتعلق فقط بالرياضة والبطولة بجانب التنمية الاقتصادية لقطر، وإنما من المتوقع أن تشهد البلاد طفرة سياحية كبرى خلال السنوات المقبلة وجعلها من أكبر مناطق الجذب السياحي في المنطقة.


الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي توقع في تصريحات صحفية سابقة إسهام بطولة كرة القدم 2022 بإحداث طفرة سياحية في قطر باعتبارها الدولة المستضيفة، وكذلك في دول الخليج المجاورة لها.


ويرى عدد من الخبراء أن الاهتمام الحالي بالدوحة وقطر بشكل عام كمقصد رياضي مهم لأنواع متعددة من أنشطة السياحة والسفر بالأسواق السياحية العالمية مرشح للتصاعد مع اقتراب موعد بطولة كأس العالم.


إذن مظاهر استضافة المونديال والاستفادة منها سياحيا ستكون ممتدة من قطر إلى الدول العربية المجاورة، وذلك لأن شرائح واسعة من عشاق كرة القدم ستسعى للاستفادة من الفرصة للسفر إلى دول مثل عمان والإمارات والسعودية وغيرها، سعيًا للتعرف على ثقافة وتقاليد هذه الدول ومعالمها السياحية وقضاء بعض الوقت فيها.


ومعروف أن نمو وتطور القطاع السياحي العالمي مستقبلا، مرتبط بثلاثة محددات هي: الأمن والسلامة الممثلة للهاجس الرئيسي لهذا القطاع، وتأثير التقنيات الحديثة على أداء القطاع السياحي، ومدى الاهتمام بالسياحة البيئية المستدامة.