تحت رعاية معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية تنطلق اليوم ولمدة ثلاثة أيام فعاليات المعرض الزراعي القطري الدولي الخامس الذي تنظمه وزارة البلدية والبيئة في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، على مساحة 12 ألف متر مربع، وتشارك فيه أكثر من 100 شركة وجهة محلية ودولية.
ويجيء احتضان الوزارة للمعرض لينسجم مع دعمها للإنتاج الزراعي والغذائي، وحرصها على تحقيق رؤية الدولة لعام 2030 وتوجهاتها لتأمين اكتفاء ذاتي من الغذاء في العديد من المنتجات الزراعية والغذائية، وفرت كامل متطلبات النجاح من أجنحة مجانية للمشاركين على سبيل دعم الزراعة المحلية.
وبمناسبة انطلاق فعاليات المعرض بشَّرَ سعادة وزير البلدية والبيئة محمد عبد الله الرميحي المواطنين بتحقيق اكتفاء ذاتي من الخضروات ومجالات أخرى في الزراعة وفق رؤية 2030، ويتحفظ مستثمرون على ما أشار إليه سعادة الوزير، مؤكدين أن تحقيق الاكتفاء من الأمن الغذائي يتطلب المزيد من الجهود لبناء مناخ استثماري سليم على أساس وضوح الرؤية ورسوخ البيئة التشريعية وتوفر الإمكانات التقنية والبشرية والحوافز المالية، وهو أمر يطرحه رجال أعمال على طاولة بحث المسؤولين وصناع القرار، ويتوقع أن يطرحونه ضمن ورش ومناقشات المعرض.
ونظم المعرض الزراعي على امتداد الأربعة أعوام الماضية وفي كل عام يشهد مزيدا من التطور يواكب حجم النمو الذي يشهده القطاع الزراعي في الدولة، وكما أكد رجال أعمال لـ لوسيل فإن تطور المعرض واتساع نسبة المشاركة فيه على الصعيد الإقليمي والعالمي والمحلي يرتبط بمقدار النهضة الزراعية التي تشهدها قطر.
خيارات متعددة
يقول رجل الأعمال القطري علي أحمد سعد منصور الكعبي صاحب مزرعة العالمية لـ لوسيل إنه شارك لأول مرة في المعرض الماضي ويشارك العام الحالي للمرة الثانية ويتوقع إقبالا على المعرض الحالي من قبل الشركات الدولية والمحلية أفضل من العام الماضي لكون أن الاهتمام بالزراعة وإنتاج الغذاء بات كبيرا بقطر ودول المنطقة، وأكد أن المعرض يوفر التقنيات ويؤمن لأصحاب المزارع فوائد وخيارات متعددة وسبل التعاقد مع الآخرين، وأن الشركات الكبيرة التي تمت دعوتها للمشاركة بالمعرض الزراعي من قبل عندما كانت توجه إليها الدعوة وتعي أن سوق قطر الزراعية ضعيفة وتتردد نتيجة لذلك في المشاركة، لكن الآن أدركوا التوجه نحو التنمية الزراعية الشاملة بالدولة.
وأضاف: من خلال مشاركتنا العام الماضي نجحنا في إيصال معلومات للمواطنين والمقيمين بجودة المنتج الوطني .
وأشار إلى أن انعقاد المعرض إلى جانب أنه تثقيف للمشاركين والزوار فإننا نتمكن من خلاله كشركة زراعية من إبرام عقود وتركيب بيوت محمية، وأن شركتنا من خلال معرض العام الماضي تمكنت من تركيب أكثر من 500 بيت محمي خلال عام وشهور.
وخلص: انتهزتها فرصة ودعوت أكثر من 100 مشارك من دول مجلس التعاون الخليجي لعقد ملتقى للزراعات المائية على هامش المعرض في إحدى قاعات مجمع كتارا الثقافي الذي رحب بالملتقى، والذي نتبادل من خلاله المعلومات والتجارب والمصالح أيضا ، وتساهم الزراعات المائية بشكل فعال في ترشيد استهلاك المياه.
الهايدروبونكس
وبمناسبة ملتقى زراعات الهايدروبونكس يقول رجال أعمال وخبراء إن ترشيد مياه الري بقطر والمنطقة لا يزال محدودا، ويرى البعض منهم أن 90% من المزارع المحلية تروى بالأسلوب التقليدي، وهو ما يستنزف الثروة المائية الوطنية ويتسبب في إرهاق لها.
سألت لوسيل المهندس يوسف الخليفي مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة عن حقيقة تلك النسبة فرد أنها أقل ولم يحددها. وقال المهندس محمد إبراهيم عطية المشرف على مزرعة عدن لـ لوسيل : المزرعة 70 دونما، منها 30 دونما تعمل بنظام زراعة الصوب، و40 دونما تروى بالنظام التقليدي وتزرع زراعة تقليدية تمثل 60% من مساحة المزرعة، مؤكدا أنه سنويا يحاول إضافة المزيد من الصوب للمزرعة.
وحتى الآن لم تنشر وزارة البلدية والبيئة بيانات أو أرقاما عن جهودها التي بدأت منذ أعوام ماضية من أجل ترشيد المياه وتحديث نظم الري، وهي جهود يرى مزارعون وأصحاب مزارع وشركات تعمل في ذات المجال أنها متواضعة وتعتمد على نظم ري محوري وبالتنقيط والرش وهي نظم لا توفر الكثير من المياه ولا تحد من عمليات الاستنزاف الجائر لها.
الصوب المبردة
ويقول إبراهيم عطية مدير إحدى المزارع بالخور لـ لوسيل إنه يشارك من خلال وزارة البلدية في المعرض عبر عرض العديد من المنتجات وأشار إلى أنه شارك خلال المعرض الماضي ولفت انتباهه ضعف المشاركة الدولية متمنيا أن يشهد العام الجاري زخماً أكبر في ظل الاهتمام الرسمي بالإنتاج الزراعي.
وقال: يفترض أن توجه الدعوات للمعرض قبيل انطلاق فعالياته بوقت كاف حتى يتم الاستعداد من قبل المشاركين فيه بشكل جيد، مشددا على أن كافة المهتمين بالقطاع الزراعي يشعرون الآن بوجود توجه جاد من قبل سعادة محمد بن عبد الله الرميحي وزير البلدية والبيئة للنهوض بهذا القطاع الزراعي، بعد أن ظل هذا القطاع يعاني التجاهل لفترات طويلة، معربا عن أمله بأن يترجم هذا الشعور إلى إنجازات عملية على أرض الواقع تبدو بوادرها مشجعة الآن.
ويقول رجل الأعمال ناصر أحمد المدير التنفيذي لمشروع أجريكو إن المعرض بادرة طيبة من قبل الدولة التي تتحمل كلفته، والكل يعرف أن المعارض مكلفة، بيد أن الجهات المعنية تمنح لرجال الأعمال وأصحاب المزارع القطريين أجنحة مجانية بالمعرض ضمن جهودها لدعم المنتج المحلي، وذلك يمثل باب خير للجميع.
ويضيف: المعرض ينمو ويكبر ويتسع كل عام، وهذا العام سيكون أكبر وسيكون المشاركون فيه أكبر.
وحول طبيعة مشاركته قال: نعرض من خلال جناحنا في المعرض خبرتنا خلال الـ 5 أعوام الماضية من تقنيات البيوت المحمية المبردة التي تنتج الخضار والفاكهة طول العام .
وحول أسعارها قال: تتوقف معدلات الأسعار على المساحة والمناخ ، بيد أنه أشار إلى أن كلفته أفضل من البيوت المحمية التي تصنع في أي منطقة في العالم، وقيمة تلك الكلفة تصل إلى نصف تكلفة البيوت المحمية المعروضة في أوروبا . وأشار إلى أنه سوف يصمم موديلا للبيوت المحمية التي تنتج طوال العام ويعرضه على جمهور المعرض، إلى جانب إنتاج البيوت المحمية وإنتاج الفطر والورقيات التي تنتج على الإضاءة.
واختتم: الهدف من المشاركة له أبعاد توعوية لشركته وللمستهلك وللمنافسين .