جمعتهما المصالح السياسية المشتركة

موسكو ترفع سقف تعاونها الاقتصادي مع طهران

لوسيل

الدوحة - لوسيل


صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن طهران تمثل الشريك الاقتصادي والتجاري الأكثر أهمية لموسكو ، كما أضاف أن البلدين قد وضعا حزمة تجارية جديدة تتراوح قيمتها من 35- 40 مليار دولار في ديسمبر 2015، وكانت روسيا نظمت بعد منتصف ديسمبر الماضي بطهران أكبر معرض ومؤتمر للأعمال في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين.
وحضر المؤتمر ممثلون من أكثر من ثمانين شركة روسية رائدة في مجالات الدفاع، والطاقة، والصناعات الأخرى.
ووصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس الأول إلى طهران في زيارة مفاجئة يلتقي خلالها الرئيس حسن روحاني ونظيره الإيراني حسين دهقان.
وتأتي زيارة شويغو بعد 5 أيام فقط من زيارة دهقان إلى موسكو.
وسيبحث الوزير الروسي مع المسؤولين الإيرانيين الوضع الإقليمي بحسب التلفزيون الرسمي.
وتكشف دراسة لمعهد واشنطن أن من أهم الأسباب التي دفعت روسيا إلى زيادة التعاون الاقتصادي والعسكري مع إيران هو افتقارها لشركاء يمكنها الاختيار فيما بينهم، حيث أدى التدخل العسكري لبوتين في أوكرانيا عام 2014 إلى فقدان روسيا الكثير من شركائها التجاريين الأساسيين بما فيهم الاتحاد الأورربي، والولايات المتحدة، واليابان، وكندا، والنرويج، وأستراليا، وهو ما تسبب في حدوث ركود اقتصادي وانخفاض حاد في أسعار النفط في روسيا.
من جانبه أكد وزير الزراعة الروسي، بعد لقائه نظيره الإيراني مؤخرا، على المصالح الاقتصادية الجديدة بين البلدين، حيث أشار إلى أن روسيا بحاجة إلى توفير خدمات لوجستية حديثة لنقل البضائع الإيرانية إلى بلاده، وإنشاء ممر آمن على الحدود الروسية لمرور تلك البضائع وتخفيف الإجراءات الجمركية وتسريعها . من جهة أخرى، بدأ رجال الأعمال الإيرانيون يحصلون على نفس الامتيازات والإعفاءات الجمركية التي يتمتع بها أعضاء الاتحاد الجمركي الأوراسي المدعوم من الكرملين.
ووفقاً لما أوردته وسائل الإعلام، كان الاتفاق الذي أبرمته شركة روساتوم الروسية مع الجانب الإيراني لإنشاء محطة طاقة نووية فى بوشهر في إيران، أحد أبرز الصفقات التي تم إبرامها أثناء المؤتمر المشار إليه والتي بلغت قيمتها 11 مليار دولار.
كما أن الحزمة الاقتصادية التي عرضتها موسكو تتضمن أيضاً معدات أقمار صناعية ومائة طائرة سوخوي للنقل المدني بقيمة 21 مليار دولار.
ووفق دراسة للمحلل الاقتصادي بمعهد واشنطن، حسين ياناهوف، فإن التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا يُكذّب أي ادعاء بوجود خلافات أو احتكاكات بين البلدين.
وكما تشير الدراسة تسعى روسيا حالياً إلى تحويل صداقتها السياسية مع طهران إلى فوائد اقتصادية . حيث صرح أندريا باكليتسكلي الخبير في الشؤون الإيرانية والباحث في مركزالدراسات السياسية في موسكو ، إلى ثمة شعور في روسيا بأننا كنا أصدقاءكم طوال هذا الوقت، والآن عليكم بالمقابل أن تعطونا شيئاً . البعض يرى أيضاً.
كما يرى خبير روسي مخضرم في الشأن الإيراني، رجب سفاروف، أن روسيا قد فوتت الفرصة لإقامة شراكة اقتصادية متينة مع إيران، وقال قبل رفع العقوبات، كان بإمكان روسيا أن تكون الملكة الفعلية في إيران .
بيانات روسية أشارت إلى أن حجم التجارة بين البلدين كان متواضعاً حتى عام 2014، ولم يتخط الإجمالي بينهما سقف 1.68 مليار دولار، أي 0.2% من حجم التجارة الخارجية لروسيا.
واليوم، وبعد أن تحررت إيران من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، بدأت موسكو تسعى لزيادة التعاون الاقتصادي معها.