التجربة مثيرة والحديث عنها أكثر إثارة، فهي تجربة، على حد قوله، أمان من غدر الزمان.
إنها تجربة الفنان الكوميدي غانم السليطي في عالم المال، فهو أول النجوم الذين اقتحموا عالم التجارة، إلى جوار عملهم الفني من خلال الشراكة في إحدى الشركات المتخصصة في مجال المواد الغذائية، المتخصصة في بيع الذرة، والتي تمتلك العديد من العربات المنتشرة في مولات الدوحة والمجمعات، ومؤخرا افتتح أول فروع سلسلة كوفي شوب الذي أطلق عليه اسم ابن الخباز ، واختار له مكانا رائعا في اللؤلؤة ليجذب الصفوة من رجال الأعمال والفن والمجتمع.
وقال: التجارة ليست عيبا في الوقت نفسه، مشاهير السينما العالمية في أمريكا وأوروبا دخلوا مجال البزنس وحققوا فيه نجاحات كبيرة.. سلفستر ستالوني له سلسلة مطاعم شهيرة في كل أنحاء العالم.. آلان ديلون له عطر باسمه..
صوفيا لورين نفس الحكاية وغيرهم وغيرهم.. وفي مصر والخليج الأمثلة كثيرة جدا..
فنانون لهم تجارتهم الخاصة ومشاريعهم الخاصة في كل مجالات الحياة: التزامات الفنان أكثر من التزامات الآخرين، فله مظهره الخاص..
و برستيجه الخاص ونجوميته تحتم عليه أن يظهر دائما بشكل معين وهذا كله بالفلوس .
يقول غانم السليطي عن تجربة اقتحامه عالم المال: بصراحة ليس بداخلي رجل أعمال ولم أحرص في حياتي على ممارسة البزنس، لأنني من نوعية الناس الذين لا يصادقون المال ولكن الظروف هي التي جعلتني أتجه إلى عالم التجارة وأنا تنطبق عليَّ مقولة مجبر أخاك لتجارة ، فالإرادة الإلهية هي التي تسبب الأسباب، إرادة الله عز وجل، والتجارة مهمة للفنان لتحميه من تقلبات الزمن، والله سبحانه وتعالى فتح لي باب رزق جديدا من خلال تجارة بيع الذرة في الوقت الذي أغلقت أبواب أخرى وكان ذلك عام 2004.
وعن مشروعه الجديد الكوفي شوب ، قال: الفكرة جاءت من قبل الشركة التي أتعامل معها منذ عام 2004 وهي الشركة التي تبنت مشروعي الأول في مجال بيع الذرة وهو المشروع الذي أنقذني بتوفيق من الله، بأن أعيش بكرامتي ولذاتي ولرأيي الفني حتى لا يتم تقديم تنازلات تُضعف فني وإبداعاتي.
واستطرد السليطي قائلا: الحقيقة، العلاقة أصبحت مع هذه الشركة ليست تجارية، بل تعدت إلى صداقة وأخوة وتبادل آراء وعندما عرضوا عليَّ مشروع الكوفي شوب بعد مناقشات ودراسة وافقت على المشروع، وبحمد الله أنجزناه تحت مسمى baker s boy ابن الخباز، وهو منتج ماليزي منتشر في أغلب دول آسيا والخليج، وبإذن الله، من المتوقع أن أقوم بافتتاح فرعين جديدين في نهاية 2016.
يقول الفنان غانم السليطي عن هذه التجربة: أولا هي ليست بدعة.. وليست عيبا في الوقت نفسه.. فالتجارة مهنة الأذكياء والريادة والقيادة ومهنة الأنبياء وهي أيضا مهنة جميلة راقية ممتعة، تتعامل مع كل الظروف والأجناس، مشاهير السينما العالمية في أمريكا وأوروبا دخلوا مجال البزنس وحققوا فيه نجاحات كبيرة.
وفي مصر والخليج الأمثلة كثيرة جدا.. فنانون لهم تجارتهم الخاصة ومشاريعهم الخاصة في كل مجالات الحياة... نحن الآن في مجتمع اقتصادي مفتوح، والحرية متاحة لأن تتعدد نشاطاتك طالما أنها قانونية، وفي إطار السياسة العامة للدولة.
حكاية مشروع الكوفي شوب مشروع غير مخطط له من قبل، لكنه وليد الصدفة، وقد دخلته من مبدأ أمان المستقبل.. أنا على ثقة بأن الإنسان لابد أن يعمل دائما للغد، وألا يفكر فقط تحت قدميه، كثيرون يتصورون أن الفنانين مليونيرات، وهو تصور خاطئ..
صحيح هناك في أوروبا فنانون يملكون الملايين، لكن في الوطن العربي والخليج المسألة تختلف كثيرا، الفنان أي فنان مهما بلغت درجة نجوميته يتقاضى عدة آلاف ينفق منها جزءا كبيرا على الشخصية التي يؤديها في هذا العمل أو ذاك،
وما تبقى من أجره لا يكاد أن يكفي مصروفاته ذات الطابع الخاص.
ويقول غانم: إذن، حكاية التجارة ليست وجاهة ولا محاولة للثراء الفاحش، ولكنها محاولة لضمان حياة كريمة في حالة ما إذا أصبحت غير قادر على تقديم العمل الهادف الذي يحمل مضمونا، وأيضا أترك لأولادي ما يعينهم على الحياة بعدي، بصراحة أكثر، أنا أرى أن الفن الهادف اليوم لا يوكل عيش بقدر ما هو مهنة رفيعة المستوى تعمل على رقي المشاعر وتعمل أيضا على تغيير المجتمع إلى الأفضل.
وأسأل غانم: لماذا لم تفكر في البزنس الفني، بمعنى خوض تجربة الإنتاج مثلا..
أو إنشاء أستديو للصوت والضوء والتصوير أو أشياء من هذا القبيل؟
ويقول: أنا ممثل.. فنان مبدع دخلت عالم تجارة الفن بعد أن اضطررت لذلك، لكي أمارس عملي الفني، باستقلالية تامة دون تدخل من أي كان، ليعبث بالفكرة والموضوع الذي أطرحه أو الذي أريد تنفيذه وقد جاءت هذه الفكرة بعد أن رفضت إدارة الثقافة والفنون حجز خشبة المسرح لعرض إحدى المسرحيات الخاصة بي عندما تقدمت له بطلب لذلك وجاءت أسباب الرفض بحجة أن العرض الذي تقدمت به لا ينتمي لفرقة مسرحية أهلية أو لشركة فنية، لذلك اضطررت إلى أن أعمل مسرحا تحت إدارتي، فقمت بإنشاء شركة للإنتاج الفني بسجل تجاري ولم أقصد بها تجارة لكن الغرض من وجودها أن تكون قناة مرور لأعمالي المسرحية ولا أفهم في العمليات الحسابية، لأننا نؤمن بالإبداع ولم نمارس الفن من أجل المال ولكن حبا في الفن ذاته، لن أقدم إلا أعمالا فنية، إذن لم يكن أمامي إلا أن ألعب في المضمون.
وأسأل غانم:
لكننا نسمع أن نجوما يتقاضون الملايين عن المسلسل الواحد أو المسرحية؟ ويقول: كم.. واحد اثنان، ثلاثة، أربعة.. حكاية الملايين التي تسأل عنها لم تظهر إلا في السنوات القليلة الماضية وهي نادرة جدا.. وبالأخص في الساحة الخليجية. وأسأله: هل تباشر أعمال الكوفي شوب بنفسك؟
ويقول: ليس إلى هذه الدرجة.. هذه مهمة يقوم بها أناس اخترتهم وهم ذوو خبرة عريضة في هذا المجال.
وأسأله: هل تستضيف زملاءك وأصدقاءك في المقهى؟
ويقول: طبعا، أنا تشرفت بعدد كبير من الزملاء الأفاضل في حفل تدشين الكوفي شوب، ومن خلال جريدتكم الغراء، أتقدم بدعوة مفتوحة لجميع الزملاء، سواء من نجوم الفن أو الأصدقاء، لكن أعتقد أن الفرعين الجديدين مناسبان لهم، نظرا لكونهما داخل الدوحة.
وأسأله: هل هناك نية بأن يخصص في الكوفي شوب مكان خاص لإقامة ندوات فنية وأدبية؟
قال: بصراحة هي فكرة واردة وأعتقد أن من الممكن تنفيذها في المستقبل القريب إذا وجدنا مكانا يصلح لهذا الغرض نستطيع من خلاله أن نقيم منتدى يوازي فعاليات مهرجانات تقام بالدوحة وأن يكون ملتقى للفنانين والأدباء.