قال سعادة السيد محمد بن خاطر إبراهيم الخاطر سفير دولة قطر لدى الهند، إن أجواء الشهر الفضيل في الهند تختلف عن قطر من حيث الطقوس والعادات التي تختلف من بلد لآخر.
وأضاف السفير الخاطر في حوار لـ لوسيل أن هناك بعض العادات الرمضانية التي لا تزال قائمة بالهند مثل شخصية المسحراتي التي لا تزال تؤدي دورها حتى الآن. ومن عاداتهم أيضا حمل الأكلات والأطباق إلى المساجد والساحات لوجبة الإفطار.. إلى تفاصيل الحوار:
- بداية سعادة السفير.. ما الذي تود قوله للقطريين والمقيمين هنا بمناسبة شهر رمضان الكريم؟
أود في البداية وبمناسبة حلول شهر رمضان الكريم أن أبارك لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ولصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ولكافة أهل قطر والمقيمين بها بقدوم الشهر الفضيل، وأسأل الله العلي القدير أن يديم نعمة الأمن والأمان وأن يحمي دولة قطر من كل سوء ومكروه ويرفع عنا الوباء أجمعين، وكذلك الشكر موصول لأهلنا وأصدقائنا المواطنين والمقيمين بدولتنا الغالية وأوصي بالحرص على التقيد بالتعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة بشأن الحد من انتشار وباء كورونا كوفيد-19 وكل عمل بتعاون الجميع للقضاء على الوباء.
- كيف تنظرون لأجواء الشهر الفضيل في الهند؟ وما هي العوامل المشتركة بين قطر والهند؟
رغم الحملة باتخاذ الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الوباء إلا أن الأجواء الرمضانية في جمهورية الهند مختلفة عن الأجواء الرمضانية في دولة قطر، حيث يشكل المسلمون في الهند ثاني تجمع إسلامي بعد مسلمي إندونيسيا ويتمتعون بجميع الحقوق بما فيها إقامة الشعائر بحرية وأمان في المناطق التي يتواجد فيها نسبة كبيرة من المسلمين، ولشهر رمضان في الهند طابع خاص، حيث تضاء المساجد ومآذنها وتكثر حلقات القرآن الكريم وتمتلئ المساجد بالمصلين وتتجدد حياة المسلمين في هذا الشهر الفضيل.
ويحافظ الغالبية في الهند على سنة السحور، والمسلمون عامة في الهند يقدسون شهر رمضان ويحرصون على مراعاة حرمته وتسمى الجمعة الأخيرة عند المسلمين في الهند جمعة الوداع. الاستعداد لشهر رمضان لا يختلف في أي مكان، ولا شك أن رمضان في الخارج سيكون مختلفا عن رمضان في قطر والاختلاف يكمن أحيانا في الالتقاء بالأهل والأقارب والأصدقاء.
ومن أكثر الأشياء المفتقدة هي اختلاف روحانيات الشهر الكريم، نفتقد فيها الكثير من العناصر في هذا الشهر الفضيل، ولكن بكل جد ودعاء نحاول على قدر المستطاع أن نتلذذ بما نتمناه من رزق في هذا الشهر خاصة في تواصلنا مع إخواننا المسلمين بالهند. كما تقوم السفارة وكعادتها بتوزيع التمور القطرية وتوزيع سلة إفطار صائم بمناطق مختلفة في جمهورية الهند الكبيرة والعديدة والمترامية الأطراف.
- ما أبرز ما يميز العادات والتقاليد التراثية في شهر رمضان بالهند؟
يحرص المسلمون الهنود خلال الشهر الفضيل على الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم ويمثل شهر رمضان في الهند مناسبة للتكافل الاجتماعي ولتدعيم أواصر الأخوة في المجمتع الهندي، ففي الأيام العادية، تنتشر موائد الإفطار خلال الشهر الفضيل، ويشارك في الإفطار عدد كبير من أتباع الديانات الأخرى أيضاً مثل الهندوس والسيخ والمسيحيين، ويتبارى الجميع في تقديم المساعدات إلى الأسر الفقيرة وتقديم هدايا ومبالغ مالية للمحتاجين.
وأغلب المسلمين في الهند يحافظون على لبس الطاقية خصوصا في شهر رمضان ومن العادات الطريفة والظريفة لبعض المسلمين في الهند توزيع الحلوى والمرطبات وثمار الجوز الهندي على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح، وشخصية المسحراتي لا تزال تؤدي دورها حتى الآن. ومن عاداتهم أيضا حمل الأكلات والأطباق إلى المساجد والساحات لوجبة الإفطار، وبمجرد رؤية هلال العيد في نهاية شهر رمضان تذهب النساء إلى الأسواق لشراء أساور ملونة وزخارف تناسب ملابسهن للعيد كما يزينون أيديهم بالحناء استعداداً لاستقبال العيد في أبهى الصور.
- ما الذي تفتقده في رمضان وأنت خارج قطر؟
أفتقد الكثير من العادات والطقوس الرمضانية القطرية في الهند، لأن شهر رمضان يعتبر في بلادنا فرصة للالتقاء والتواصل الاجتماعي مع الآخرين حيث يجمع شمل الأسرة كما يطلق على شهر رمضان المبارك في قطر شهر التسامح والوئام ، خاصة الالتقاء في مأدبة الغبقات والتي تقدم فيها المأكولات بعد صلاة التراويح، إذ يجتمع الأهل والأقارب في أحد المنازل لتناول هذه الوجبة الخاصة بالشهر الفضيل، وهذه الأشياء شبه مفقودة في نيودلهي وقد تكون مفقودة بالدوحة أيضا في هذا الشهر نظرا لحرص المواطنين والمقيمين على التقيد بالتوجيهات والإجراءات الصحية الآمنة للحد من انتشار جائحة كورونا.
- برأيك هل غيرت جائحة كورونا أجواء رمضان؟
بكل تأكيد، جائحة كورونا غيرت أجواء رمضان الكريم حيث إن هذا العام والعام الماضي كان صعباً على الجميع حيث تأثر العالم بجائحة كورونا كوفيد-19 كان لتضافر الجهود أهمية بالغة للعمل معاً للحد من انتشار هذا الوباء ونتطلع مع إطلاق لقاحات كوفيد-19 بأمل إلى الأمام ويبدو أن نهاية الوباء قد اقتربت بإذن الله نظراً للحملة التي تشنها دول العالم وتضافر الجهود وخاصة بين بلدينا قطر والهند.
وأشكر الجميع مواطنين ومقيمين وخاصة الجالية الهندية على الوعي والتعامل الممتاز للحد من انتشار هذا الوباء، وأن الجميع في دولة قطر مواطنا ومقيما ولا سيما الجالية الهندية واثقة بكل ما تقوم به السلطات القطرية واتخذت دولة قطر خططا واضحة ومدروسة منذ بداية الوباء من أجل رعاية كل من يقطن أراضيها ولضمان الحد من انتشاره.
- كيف تبدأ يومك في شهر رمضان؟
أبدأ يومي في شهر رمضان الفضيل كأي إنسان مسلم بأداء الواجبات ولا تختلف أيامي في هذا الشهر الفضيل من غيره إلا في الأمور المتعلقة بواجبات وخصوصيات هذا الشهر المبارك والروحانيات الخاصة به ومن أهمها القيام بالسحور والإفطار في أوقاتها وتلاوة ما تيسر لي من القرآن وأداء السنن والنوافل والتسبيحات، أما الأمور المتعلقة بمهام عملي بالسفارة فقد حدث فيها تغيير فيما يتعلق باللقاء مع المسؤولين بوزارة الخارجية الهندية وأصحاب السعادة السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الهند والذي يتم الآن عن طريق الاتصال الهاتفي وغير ذلك ضمن التعليمات الوقائية للحد من انتشار جائحة كورونا، وفي نفس الوقت أحاول التمتع بجميع ما يأتي به شهر رمضان المبارك من البساطة والروحانية والجمال.
- هل هناك اختلاف تشعر به بين رمضان في الدوحة ورمضان في الهند؟
لا شك في أن رمضان في بلد معروف بتعدد الديانات والتقاليد المختلفة مثل الهند يختلف تماما عن تمضية هذا الشهر الفضيل في قطر بكل أجوائها الطيبة وتقاليدها التراثية التي تربينا عليه منذ نعومة أظافرنا والتي تقدم كل ما يحتاج إليه الصائم والقائم من الروحانيات والتمتع بجميع عناصر هذا الشهر الكريم ولكننا وبغض النظر عن اختلاف العادات والتقاليد المنتشرة بين المسلمين في الهند نركز ونحاول تذوق ما يمكننا من القدر اليسير من الأجواء الرمضانية مع المسلمين في جمهورية الهند الذين يقضون شهر رمضان بطرقهم وتقاليدهم المختلفة تماما عما نجدها في الدوحة وأن نتأقلم مع إخواننا المسلمين الهنود بروحانية هذا الشهر الفضيل الذي يختلف عن السابق جراء الحد من انتشار الوباء والالتزام بالتعليمات والشروط الواجب اتباعها.
- ما هي أهم العادات الرمضانية للمسلمين في الهند؟
المسلمون الهنود لهم من العادات والتقاليد الرمضانية الخاصة، فهم يستعدون لاستقبال شهر رمضان الكريم من نهايات شهر شعبان، حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية وبدء الزيارات الأسرية بالإضافة إلى أن المطاعم التي يملكها المسلمون تغلق أبوابها طوال نهار أيام الشهر الفضيل، والمسلمون في الهند يزينون مساجدهم خلال هذا الشهر الفضيل، ويرتدون القبعة طوال فترات الصيام خلال شهر رمضان، ويعتادون في الشهر المبارك على حمل الأطباق والذهاب إلى المساجد أو الساحات لتناول وجبة الإفطار، إلا أن الجائحة قد غيرت الكثير من هذه العادات ولم يعد بمقدورهم الالتزام بها، كما أن المسحراتى فى الهند يلقب بـ سهرى والذي في نهاية الشهر يحصل على الأموال والهدايا المختلفة المقدمة له كنوع من الشكر.
- ماذا عن أبرز الأطباق والمأكولات التي تتصدّر المائدة الرمضانية في الهند؟
أفضل الأطباق من الموروث الشعبي لدينا هي الهريس والثريد واللقيمات وأبرز الأطباق والمأكولات في شهر رمضان في الهند تشمل الأرز بمختلف أشكاله بما فيها أرز البرياني والأرز بالسكر وسامبوسا والخبز الجاباتي وكل هذه الأطباق مع الفلفل الحار. أما المشروبات فيتصدرها مشروب روح أفزا (الورد) وعصير الليمون واللبن الممزوج بكمية كبيرة من الماء المعروف محلياً بـ ليمون شربت وفي ولاية كيرالا المشروب المكون من الأرز والحلبة ومسحوق الكركم وجوز الهند لوجبة الإفطار.
- برأيك ما الطقوس الرمضانية التي ستظل الأجيال تتوارثها؟
هناك العديد من الطقوس الرمضانية لا تزال باقية بين الشعب القطري ومنها كما ذكرت سابقاً الغبقات التي يتوارثها الجيل الحالي وهناك ليلة القرنقعوه وهي احتفال تقيمه الأسر القطرية تكريما للأطفال من الأولاد والبنات مكافأة لهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان ولتشجيعهم على الاستمرار والمواظبة على صيام النصف الباقي منه، إلا أنه يلزم الحرص على التقيد بالتعليمات والإجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء خلال هذا الشهر الفضيل.
- ما هي أنوع الأطباق الرمضانية التي تعرفت عليها من خلال إقامتك في نيودلهي؟
يعتبر طبق البرياني من أهم الأطباق الرمضانية في الهند، وتعرفت خلال إقامتي على أنواع مختلفة للبرياني، كما تعرفت من الوجبات الخفيفة على سامبوسا وباكورا والخبز الجاباتي. أما المشروبات فيتصدرها مشروب روح أفزا (الورد) وعصير الليمون واللبن الممزوج بكمية كبيرة من الماء المعروف محلياً بـ ليمون شربت وفي ولاية كيرالا المشروب المكون من الأرز والحلبة ومسحوق الكركم وجوز الهند لوجبة الإفطار.
- ما النصائح التي تقدمونها للقطريين والمقيمين في قطر لتوعيتهم باتباع الإجراءات الاحترازية التي أقرتها قطر للوقاية من فيروس كوفيد 19 ؟
أطلب من الجميع توخي الحذر واتباع الإجراءات الوقائية المتمثلة في ارتداء الكمامة وغسل اليدين باستمرار أو استخدام المطهرات اليدوية والمحافظة على مسافة لا تقل عن مترين مع الآخرين والالتزام بالبعد الجسدي بما في ذلك المصافحة وغيرها وتجنب التجمعات حيث يعتبر التقيد بالتعليمات التي تصدرها وزارة الصحة العامة بالدولة هامة في مواجهة هذا الوباء والحد من انتشاره خاصة أثناء الشهر الفضيل، حيث وصلنا إلى مرحلة هامة للقضاء على الوباء بفضل تلقي اللقاح المضاد لفيروس كوفيد 19 .
شهر رمضان يعتبر في قطر فرصة للالتقاء والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، حيث يجمع شمل الأسرة، كما يطلق على شهر رمضان المبارك في قطر شهر التسامح والوئام ، خاصة الالتقاء في مأدبة الغبقات والتي تقدم فيها المأكولات بعد صلاة التراويح، إذ يجتمع الأهل والأقارب في أحد المنازل لتناول هذه الوجبة الخاصة بالشهر الفضيل، وهذه الأشياء شبه مفقودة في نيودلهي وقد تكون مفقودة بالدوحة أيضا في هذا الشهر نظرا لحرص المواطنين والمقيمين على التقيد بالتوجيهات والإجراءات الصحية الآمنة للحد من انتشار جائحة كورونا.