نظم الهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ورشة العمل التأسيسية حول تغير المناخ، بمشاركة 23 شخصا من الكوادر الإغاثية التابعة له، بالإضافة إلى 4 مدربين من الطرفين.
هدفت الورشة، التي عقدت على مدار 3 أيام، إلى تعزيز معرفة موظفي ومتطوعي الهلال الأحمر القطري بالقضايا البيئية والتغير المناخي، والدور الذي يمكن أن يقوم به العمل الإنساني في التصدي لهذه الظاهرة والتخفيف من آثارها، وهو ما يمكن الهلال الأحمر القطري من مواصلة دوره الريادي في هذا الجانب، وقيادة ركب الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو فهم أعمق لمخاطر التغير المناخي على المنطقة، وطرح الحلول العملية لتلبية الاحتياجات المحلية وحشد الدعم المجتمعي.
وتمثل قضية التغير المناخي أهمية خاصة ضمن استراتيجية عمل الهلال الأحمر القطري، خاصة وأن بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتأثر بشكل كبير بالظروف المناخية القاسية، وموجات ارتفاع درجات الحرارة، ومحدودية المياه الجوفية وهطول الأمطار، وندرة الأراضي الزراعية أو الصالحة للزراعة، ومن هنا تبرز أهمية معالجة أزمة المناخ كأمر ملح ومسؤولية مشتركة للحد من المخاطر، وبناء القدرة على الصمود، والتخفيف من آثار الأحداث المتطرفة المحتملة والمتوقعة، وتحسين قدرة الناس على الاستجابة للصدمات والضغوط الناجمة عنها.
وأكد السيد فيصل محمد العمادي، المدير التنفيذي لقطاع الإغاثة والتنمية الدولية في الهلال الأحمر القطري لدى استعراضه استراتيجية العمل للفترة 2021-2024، في افتتاح الورشة أن التغير المناخي يعتبر من أخطر التحديات العالمية، كونه يهدد الأرواح، ويغير طريقة عمل المؤسسات الإنسانية، ويؤثر بشكل خطير في حياة الناس الذين ندعمهم.
وخلال اليوم الأول من الورشة، تعرف المشاركون على الأسباب العلمية للتغير المناخي، وأهمها الغازات الدفيئة والاحتباس الحراري، وانعكاسات ذلك على القطاع الإنساني من خلال التغيرات في أنماط الكوارث ومخاطرها مثل الفيضانات، والجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتآكل السواحل، وتسرب المياه المالحة إلى التربة، علاوة على تحديات الأمن الغذائي، والتأثيرات الصحية على الفئات الضعيفة.
كذلك تناولت الجلسات دور الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في مواجهة أزمة المناخ، من خلال تسخير العمل الإنساني في الحد من الآثار السلبية الحالية والمستقبلية، والتكيف معها، وبناء المعرفة والوعي، وخلق الشراكات مع مختلف الأطراف الفاعلة من حكومات ومنظمات مجتمع مدني وقطاع خاص ومجتمعات محلية، وخصوصا في ضوء ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية، الذي يعد الهلال الأحمر القطري أحد الجمعيات الوطنية الموقعة عليه.
وناقش اليوم الثاني من الورشة، آليات الإنذار المبكر بهدف التنبؤ بالمخاطر المتغيرة وخفضها والاستعداد لها، والحد من الخسائر البشرية والاقتصادية، وحماية مكاسب التنمية، ومن أهم العوامل الموجهة لهذا الجانب: صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث، تقرير الكوارث في العالم، إطار عمل الاتحاد الدولي للعمل المناخي 2020.
كما شملت موضوعات النقاش أيضا مخاطر المناخ في المدن والمناطق الحضرية، جودة الهواء والحرارة، الاستجابة الخضراء، التلوث وإزالة الغابات، فقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظام البيئي، دمج الاعتبارات البيئية في عمل الجمعيات الوطنية، إطار سنداي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث 2015-2030، اتفاق باريس للمناخ 2015 لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التوجيهات الإرشادية لدليل اسفير في مجالات المياه والإصحاح والإيواء والتغذية والصحة.
أما اليوم الثالث والأخير، فتطرق إلى دور الإعلام والتواصل في نشر الوعي المجتمعي حول أضرار التغير المناخي على حياة الناس وصحتهم وسبل عيشهم، والتأثير على صناع القرار، والرسائل المعززة لتغيير السلوك، مع التركيز على إشراك الشباب كعوامل فاعلة لإحداث التغيير.
وأخيرا دار النقاش حول المخاطر المباشرة وغير المباشرة لتغير المناخ على الصحة العامة، مثل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، والإجهاد الحراري، وسوء التغذية، والأمراض المنقولة عبر الغذاء والمياه والحشرات، وكذلك الاعتبارات المتعلقة بالمياه والإصحاح مثل توافر المياه وجودتها، والنظافة والصرف الصحي.