مصنعنا ينتج صناديق وعبوات صديقة للبيئة تستخدم في عبوات الأطعمة

السليطي: حاضنة قطر للأعمال منحتنا مساحة للمصنع ومكتبا إداريا للانطلاق

لوسيل

الصادق البديري

القيمة الإجمالية لتكاليف التشغيل تبلغ حوالي 1.2 مليون ريال

نحن في طور الانتقال إلى مصنع أكبر 4 أضعاف ونستعد لشراء ماكينات تعمل آليا

تعاقدنا مع 150 شركة وفندقا ومولا ومؤسسات كبرى لتوريد إنتاجنا

تعتبر عملية إعادة تدوير النفايات الورقية من أهم وسائل المحافظة على بيئة خالية من التلوث الورقي، كما أنها تساعد في المحافظة على الأشجار التي تحافظ على التوازن في الطبيعة، وهو ما عمل به رائد الأعمال غانم السليطي صاحب مصنع بيرفكت كت قطر على تجسيده وتطبيقه على أرض الواقع من خلال انشاء مصنع متخصص في تصنيع صناديق التعبئة والهدايا والأكواب من الورق صديق البيئة القابل لإعادة التدوير.

بالحديث عن البدايات والاهتمام بدخول مجال الأعمال واكتساب مهارات التخاطب والتعامل مع الآخرين، التقت لوسيل الشاب غانم السليطي، فقال: كنت في طفولتي أقيم مهرجانات صغيرة لأطفال الأسرة، وكنت أنظم رحلات إلى بعض المناطق في الدوحة مثل حديقة الحيوان مثلا، وكنت أجد دعما كبيرا من الوالد والوالدة، وهم من أعطوني المساحة للإبداع إضافة إلى بقية الأهل كانوا يحبون الأنشطة التي أقوم بها لأطفالهم.

وقدم غانم تحياته لوالده الذي منحه فرصة أن يستقل بحياته في عمر 17 سنة حينما أصر عليه أن يسافر للدراسة في أمريكا، وقال إنها كانت فرصة نادرة علمتني أن أتحكم في مصروفي الدراسي وأن استقل بقراري وكيف أتعامل مع الآخرين، وأن أحتك بثقافات مختلفة وشعوب لها عادات أخرى، وهذا مثل رصيدا معرفيا إضافيا لما اكتسبته من خلال المشاركة في الأنشطة المدرسية، حيث إنه كان محبا للإلقاء والمشاركة في المؤتمرات الداخلية والخارجية إضافة إلى تمكنه من زيارة أكثر من 35 دولة بعد التخرج وقال إن هذا علمني الكثير وفتح آفاقي وعلمني تقبل الآخر وسهل علي العمل في مجتمعات متعددة الثقافات، ومنحني سلاما داخليا في التعامل مع الآخرين.
الفكرة جاءت من خلال تجربتي الأولى من خلال المطعم النباتي الأول الذي افتتحته بالدوحة ومن خلال هذا المشروع الذي حقق نجاحا كبيرا لاحظت بأن معظم العبوات المستخدمة في تعبئة الطعام غير صديقة للبيئة، فراودتني حينها فكرة أن اقوم بانشاء مصنع صغير ينتج صناديق وعبوات صديقة للبيئة تستخدم في عبوات الأطعمة، مؤكدا أنها ضمن الصناعات التي تدعم الاستدامة وتحافظ على سلامة البيئة من التلوث، وأضاف السليطي: المصنع حقق نجاحا كبيرا لدرجة أنني متعاقد الان مع أكثر من 150 مشروعا في قطر، ووجود المصنع في الدوحة سهل على العملاء اختيار التصميمات والأحجام التي يرغبون فيها بدلا عما كان يحدث في السابق حينما يرسلون العينات الى الخارج لاختيار المناسب للشركة المتعاقدة وينتظرون لفترات قد تطول، وقال إن القوة العاملة لدينا في المصنع تبلغ حوالي 35 عاملا ونتعامل الان مع النجاح الكبير للمشروع مع كبرى الهيئات والمؤسسات منها القطرية وجزيرة البنانا وفندق الماريوت والفردان وكل الكافيهات القطرية تقريبا، وفندق الدبليو ومول قطر ومؤسسة قطر وسوق واقف، وبالاضافة الى صناعة وانتاج العبوات الخاصة للاطعمة نقوم ايضا بتنفيذ صناديق للمناديل الورقية من ورق صديق للبيئة.

حاضنة قطر للأعمال الداعم الأول

وأضاف أن وجودنا في حاضنة قطر للأعمال هو الدعم الأول، حيث إنه تم منحنا مساحة للمصنع ومكتبا إداريا، وتبلغ القيمة الإجمالية لتكاليف التشغيل حوالي 1.2 مليون ريال، ونحن في طور الانتقال إلى مصنع أكبر 4 أضعاف مصنعنا الحالي، وسيكون حجم الاستثمار الجديد حوالي 5 ملايين ريال وسنستورد ماكينات جديدة وستكون عملية الانتاج آلية تماما، كما نهتم في مصنعنا بتدريب العمالة على كل طرق التشغيل الحديثة حتى نحافظ على درجة عالية ومميزة من الأداء، موضحا أن حاضنة قطر هي مبادرة من بنك التنمية تأخذ فكرة المبادرة من الراغب في الاستثمار ويتم تطويرها حتى تصبح فكرة قوية حتى الوصول إلى بداية الانتاج ويمنحونك عامين يجب أن تستقل بذاتك بعدها وتخرج بمصنعك إلى سوق الانتاج.

نصيحة للشباب

ونصح الشاب القطري غانم السليطي الشباب أن يبدأوا من خلال المشاريع التي يحسون بالشغف والحب تجاهها، وتغذي أرواحهم ومهاراتهم وطاقاتهم، لأنهم بذلك سيبذلون مجهودا مضاعفا حيث ان المشروع سيمثل جزءا من حياتهم ويحرصون على نجاحه.
وناشد أولياء الأمور أن يدركوا أن التغير الذي حصل في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت الأجيال الجديدة تفكر خارج الصندوق ولم يصبح هدفهم الشهادة والتوظيف، بل أصبحوا يفكرون في وسائل كسب جديدة ومبدعة ومبتكرة مثل ابتكار التطبيقات الذكية أو إنشاء وسائل إعلان عبر سناب شات أو اليوتيوب أو باقي وسائل التواصل الاجتماعي.

إعادة تصنيع الورق

إعادة تصنيع الورق هو سلسلة من العمليات التي تحول الورق المستعمل إلى مواد جديدة قابلة للاستعمال مجددا. إن نقص المواد الأساسية وحاجة الإنسان لها ولدت له رغبة في ابتكار طرق لتغطية هذا النقص أو تقليله. فحاجته إلى المطاط والبلاستيك والورق دفعته لفكرة إعادة التصنيع حتى يتم الاقتصاد والاستغلال الجيد لهذه المواد، والتقليل من مكبات النفايات أي المحافظة على البيئة.
بدأت هذه الفكرة أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، وهذا لما خلفته من تلوث، وكثرة النفايات المتناثرة، حيث جمعت هذه المخلفات لإعادة استخدامها، ومع مرور الأيام أصبحت عملية إعادة التصنيع من أهم الطرق المتبعة في إدارة النفايات الصلبة لفوائدها البيئية. إن البرامج والحملات التي تقوم بها الجمعيات المهتمة بالبيئة لعبت دورا كبيرا في توسيع الفكر العام بموضوع إعادة التصنيع لما له من أهمية كبيرة وقد وجدت استقبالا كبيرا لدى طلاب المدارس، وحتى ربات البيوت وأعضاء جمعيات البيئة.
كان إعادة التصنيع المباشر يعد شكلا أساسيا قبل التسعينيات، لكن مع بداية التسعينيات بدأ التركيز على إعادة التصنيع غير المباشر، وهذا يحسن تصنيع النفايات لإنتاج مواد أخرى تعتمد على نفس المادة الخام مثل: إعادة تصنيع الورق والكرتون، البلاستيك، والمعدن، وبالأخص الألومنيوم وغيرها.