انتظم مئات المواطنين أمس في طوابير أمام المقاصب لتسلم أضحياتهم، وسارت عمليات التسليم بسلاسة ويسر، في ظل رقابة أمنية وصحية ومظلات وفرتها شركة ودام والجهات المعنية بالدولة للمواطنين حرصا منها على راحتهم وسلامتهم، وعلى الرغم من طول فترة الانتظار إلا أن أيا من المواطنين والمقيمين الذين التقتهم لوسيل بعد تسلم أضحياتهم لم يشكو من أي متاعب واجهوها من قبل المقاصب وبدا على الجميع الرضا في ظل شفافية كاملة وفرتها ودام الغذائية بعمليات التسليم.
وتجولت لوسيل في أكثر من مقصب لودام بالسوق المركزي ومن بينها المقصب الآلي، حيث تجري عمليات الذبح في ظل رقابة صحية من قبل طاقم من الأطباء التابعين لبلدية الدوحة، والذين يملكون أجهزة فحص متطورة وحديثة، في حين يرتدي القصابون وسائل السلامة الصحية، حيث يتبعون أساليب ذبح وتقطيع حديثة ومتطورة، ويفحص الأطباء الذبائح قبل وبعد الانتهاء من عمليات الذبح للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات، في وقت يعمل فيه العشرات من القصابين والعمال على تجهيز الذبائح وتسليمها إلى الزبائن، بينما يواصل العمال دورهم في تنظيف المقصب بشكل متواصل.
انتقاء الذبائح
وأكد أحد الأطباء البيطريين بالمقصب لـ لوسيل أن الذبائح اختارتها ودام جيداً بمعرفة أطباء ومختصين قبل أن تشتريها، وأن البيطريين يبذلون جهودا مكثفة ويحرصون على فحص الذبائح بعناية من أجل ضمان سلامتها، موضحاً أن المقصب الآلي سينتهي اليوم من ذبائح الأهالي، وسوف يستقبل ذبائح الجمعيات الخيرية ثالث ورابع أيام العيد، وأن المقصب سوف يقوم بالتعامل خلال اليومين مع ما يقرب من 5 آلاف ذبيحة للمؤسسات الخيرية على الأقل، منوهاً إلى أن الأعداد الإجمالية المتوقع بلوغها مع نهاية أيام العيد قد تقترب أو تزيد على 15 ألفاً من الأغنام والجمال والأبقار.
الوقاية من الأمراض
وأضاف أن عمل الأطباء البيطريين يتطلب بذل جهود كبيرة، وهو في الأساس يرتبط بضمير مهني وإنساني، وإننا جميعاً كأطباء نحرص كل الحرص على العمل الجاد، وبذل الجهود من أجل توفير لحوم صحية خالية من الأمراض للمواطنين والمقيمين، لذلك فإن فحص الحلال قبل الذبح والتأكد من سلامة لحومها يعد من أهم الوظائف التي تضطلع بها المسالخ لحماية الصحة وتقليل فرص انتشار الأمراض بواسطة اللحوم والتقليل من احتمال تعرض المستهلك للملوثات الكيماوية والميكروبية إن وجدت في اللحوم .
وقال أحد القصابين: من أهداف فحص اللحوم التحقق من جودتها ونظافتها، واستبعاد الذبائح الهزيلة أو المشوهة واللحوم متدنية الجودة. وفحص اللحوم يساهم في تقليل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن انخفاض جودة المنتج التي قد تتعرض لها المؤسسات العاملة في مجال تصنيع اللحوم.
وفرة الحلال
وقدرت حصيلة أولية عدد رؤوس الحلال التي تم ذبحها أمس بـ 3 آلاف رأس موزعة على 10 مقاصب في الدولة، وتواصل المقاصب عملها اليوم حيث يتوقع أن ترتفع أعداد الأضاحي إلى 4 آلاف رأس، وصرح موسى أحمد العثمان، مدير العلاقات العامة في شركة ودام الغذائية بأن ودام تطرح 60 ألف رأس من الحلال خلال أيام العيد الأربعة من بينها 9 آلاف من الخراف للمبادرة و15 ألف خروف روماني و6 آلاف أصناف أخرى إبل وعجول إلى جانب 30 ألف رأس من الخراف المبردة.
ارتفاع الإنتاج
وكشف موسى العثمان عن الارتفاع الكبير في إنتاج الخراف المحلية ضمن خراف المبادرة بدرجة تقترب من 50% من الخراف المقررة لها 9 آلاف خروف وذلك المعطى يشير بوضوح إلى ارتفاع الإنتاج المحلي من الخراف. وأشار موسى إلى أن معدل البيع من الخراف الرومانية المدعومة لكافة شرائح المجتمع اليوم وأمس يصل إلى 4 آلاف رأس، بينما تخصص 11 ألف رأس من تلك الخراف للجمعيات الخيرية.
وأوضح أن 10 مسالخ تواصل عملها وهي الآلي والأهالي والريان ومعيذر وأم صلال وساحة المزروعة والشمال والشيحانية والوكرة ، واستطرد: مقصب الوكرة متنقل وبدأ عمله لأول مرة هذا العام ويذبح 100 رأس بنهاية اليوم ويساهم في تخفيف الضغوط على بقية المقاصب.
إقبال كبير
وشدد موسى على أن مبادرة ودام تحظى بإقبال كبير للمشاركة فيها من قبل المواطنين والمربين، والمبادرة حققت الأهداف المرجوة منها، وساهمت في الحد من ارتفاع الأسعار ومن خلالها تمت السيطرة على الأسواق، والتي لم تشهد أي ارتفاعات في الأسعار هذا الموسم بفضل المبادرة، وأوضح أن 5 آلاف رأس من الحلال المحلي تدخل في المبادرة أي أكثر من نصف المستهدف منها وهو إنجاز كبير يؤكد تنامي الإنتاج من الخراف في الدولة حيث يحتل المنتج المحلي المرتبة الأولى.
وقال موسى العثمان: إن ودام توفر خدمة توصيل الأضاحي المدعومة للمواطنين لمنازلهم يوميا وفق أولوية الحجز، ويشير بأن الخراف الرومانية المدعومة يصل وزنها إلى 35 كجم ويباع الرأس بـ 430 ريالا إضافة إلى 10 ريالات خدمة ذبح.
نسبة الدعم
وخلال جولة لـ لوسيل بحظائر شركة ودام أكد الدكتور مزمل عطا الخبير بوزارة البلدية والبيئة وصول المنتج المحلي من الخراف العربية القطرية حتى اليوم إلى 11.5 ألف خروف من بينها ما يقرب من 5 آلاف خروف قابلة للارتفاع من خراف مبادرة دعم الخراف المحلية وهذا حدث بفضل الدعم الذي تقدمه وزارة البلدية والبيئة للمربين.
ومضى د. مزمل قائلاً: على سبيل المثال فلقد زودتهم بما يقدر بـ 105 كجم من الأعلاف المركزة لكل رأس. وأوضح الدكتور مزمل أن دوره ورجال البلدية العاملين في الحظائر التأكد من أن الخراف إنتاج محلي وتتمتع بالصحة ومن إنتاج العزب القطرية، حيث تشتريها ودام حسب مواصفات السوق بـ 1500 ريال وتبيعها للمواطن بألف ريال بدعم تصل نسبته إلى 33% حيث يباع الخروف المحلي بألف ريال ويشترى من المربين بـ 1500 ريال.
أنظمة الرعاية
وحول توفير الأجواء المناسبة للحلال والحرص على رعايته أكد الدكتور دفع الله عبد الغني القائم بأعمال مدير العمليات بودام، أن دولة قطر هي الأكثر اهتماما ورعاية للحلال في المنطقة وربما العالم.
وأوضح دفع الله: تحرص شركة ودام على توفير الرعاية الصحية للخراف والحلال منذ استيرادها وحتى وصولها للحظائر، حيث تم تزويد الحظائر بـ 5 أنظمة حديثة وهي شبكة من مراوح التهوية الكبيرة، وتبريد لمياه الشرب، وأعلاف متكاملة، والنظافة والتطهير، وبيطريون متخصصون ، وتشرف على تلك الأنظمة لجنة مختصة من ودام ووزارة البلدية.
تسلم الحلال
وفيما يتعلق بنظم تسلم الحلال قالت الدكتورة المهندسة أسمهان يعقوب المسؤولة عن الحظائر: عندما ترد رؤوس الحلال إلى الحظائر نخضعها للفحص المشدد حيث نفرزها ونعزل المريضة للعلاج في حين نضع السليمة في حظائر التغذية، ونحرص على ألا تذبح إلا الخراف الخالية من العيوب والمطابقة لشروط الأضحية، وأشارت إلى ورود خراف من مصادر متعددة.
تجمعات الحلال
وتنتشر في منطقة السوق المركزي حظائر ومنافذ بيع الأغنام بعيدا عن حظائر ودام، وخلال جولة لـ لوسيل ينتشر التجار بأكثر من 500 حظيرة بيع للخراف موزعة على 7 تجمعات لبيع الحلال، يقول مصطفى محمود - بائع: ثمة استقرار بالسوق وتوفر للحلال بشتى أنواعه ولاسيما في الخراف إيرانية، سورية، أردنية، سودانية، قطرية، رومانية، أرمينية، تركية ، وبأسعار في متناول الجميع.
وحول مستوى جودة الخراف يؤكد محمد جادو: نحن نخضع للتفتيش المتواصل من قبل الأجهزة المعنية حيث يقوم بيطريون تابعون للبلدية وحماية المستهلك بفحص الخراف والحلال، ولذلك فالكل يحرص على سلامة الحلال المعروض .
انخفاض الأسعار
وخلال الجولة لفت انتباه لوسيل انخفاض الأسعار هذا الموسم عن نظيره الماضي وتوفر الخراف والحلال بشكل كبير ومتنوع، وقال محمد السوهاجي لـ لوسيل إن معدلات الانخفاض برؤوس الحلال وصلت من 20 إلى 30% عن الموسم الماضي بمتوسط تراجع يصل إلى 25% ويرجع السبب لتواجد خراف تركية ورومانية مستوردة بكميات كبيرة وبأسعار ليست مرتفعة وتقترب مميزاتها من الخراف السورية والأردنية والمحلية وهو الأمر الذي أدى لانخفاض الأسعار. ويصل متوسط أسعار الخراف خارج منظومة الدعم كالتالي: السوري 1250 ريالا، الأردني 1150 ريالا، المحلي 1350 ريالا، الإيراني 750 ريالا، التركي 850 ريالا، الروماني 550 ريالا، الأرميني 700 ريال.
وداخل منفذ ودام بالسوق المركزي تقف أعداد كبيرة من الزبائن في انتظار شراء اللحوم، وقال لـ لوسيل المسؤول عن المنفذ إن أسعار اللحوم لدى ودام تنافسية عن غيرها بالأسواق حيث يبلغ سعر الكيلو جرام من لحوم البقر الأسترالية 22 ريالا، والأوست بقر أسترالي 24 ريالا، والبقر السوداني 30 ريالا والخروف السوداني 30 ريالا.
وعلى العكس من منافذ شركة ودام لا يظهر أي نوع من الزحام على شراء الخراف بمنافذ الشركات الأخرى والتجار ولاسيما على الأبقار والإبل حيث يطارد السماسرة أي زائر أو متجول بالسوق على أمل أن يكون يفتش عن أضحية. يقول علاء رامي: ضعف الإقبال على الشراء يرجع لتزامن العيد مع موسم الإجازات ووجود أكثر من نصف المقيمين والمواطنين خارج البلاد وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على السوق وتسبب في انخفاض أسعار الأضاحي.
التوصيل للمنازل
وحول وجهة نظره في نظام الذبح بالمقاصب وما إذا كان قد واجه صعوبات قال أحمد الأصمخ: سلمتهم الكوبون الخاص بي في المنفذ وانتظرت بعض الوقت الذي امتد إلى أكثر من ساعة حتى تسلمت أضحيتي، قضيت هذا الوقت في إنجاز بعض الأمور على الجوال، إلا أن المقصب في حاجة للمزيد من المنافذ. بيد أن محمود عليوة أوضح أن بالمقصب أكثر من 10 منافذ أعتقد أنها كافية بالنسبة لطاقته والطوابير سببها أن الكل يريد أن يتسلم أضحيته في الساعات الأولى من اليوم متجاهلا أن العمل يمتد لآخر النهار ويستأنف باليوم التالي.
وبشأن الطوابير التي شهدتها المقاصب أكد عوض المري أن ودام أتاحت للمواطنين شراء الخراف وتسلمها عبر تطبيق ودام أي بإمكانهم أن يحجزوها ويبقون بمنازلهم حتى ترد إليهم أضحيتهم جاهزة مقابل رسوم رمزية تعفيهم من الانتظار، مؤكدا أن ودام مشكورة لم تقصر بل يبذل المسؤولون فيها جهودا كبيرة من أجل راحة الجمهور.