الهلال الأحمر يطلق حملة رمضان لصالح 720 ألف مستفيد

لوسيل

وسام السعايدة

أعلن الهلال الأحمر القطري، في مؤتمر صحفي صباح امس، عن إطلاق حملته الرمضانية لعام 1444 هـ، تحت شعار الإنسانية أولاً: جودكم إحسان . ويستفيد من الحملة على مدار العام ما يقارب 720 ألف مستفيد، من خلال مشاريع رمضانية وتنموية متنوعة داخل قطر وفي 18 دولة حول العالم.

وقال سعادة السفير علي بن حسن الحمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري: الإنسانية هي أحد المبادئ الأساسية التي يقوم عليها عمل الهلال الأحمر القطري. وهي تأتي أولاً وقبل كل شيء، لأن الهدف الأسمى من أي عمل خيري أو إنساني أو تطوعي هو خدمة الإنسان المحتاج، فقط لكونه إنساناً، ودون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، سواءً اللغة أم الجنس أم العرق أم الدين. ومما لا شك فيه أن الإنسانية تجمع ولا تفرِّق، تبني ولا تهدم، تصون ولا تهدر. فالإنسانية هي الصفة المشتركة التي تجمع بيننا جميعاً كبشر، والإنسانية هي ذلك الإحساس الفطري بالرحمة والعطف على الضعيف وصاحب الحاجة، والإنسانية هي الدافع النبيل الذي يحركنا إلى البذل والعطاء، دون انتظار لأجر أو لشكر، سوى من المولى عز وجل، القائل في كتابه الكريم: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ، إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} .

وأضاف: شهر رمضان المبارك هو شهر الجود والإحسان، وفيه يلقى كل إنسان مبتغاه. فالغني يعطي من ماله، فيجد بركة في هذا المال. والفقير يبحث عما يسد به حاجته، فيكرمه الله سبحانه وتعالى بنفحات الشهر الفضيل. وفي مختلف البلدان المتأثرة بالنزاعات والكوارث، هناك الملايين ممن يعانون ويلات النزوح واللجوء، وهم في أمسِّ الحاجة إلى الغذاء والمأوى والعلاج، وعلى رأسهم بالطبع إخواننا المتضررون من الزلزال في سوريا وتركيا، حيث لا تزال آثار الكارثة مستمرة حتى الآن، ولا تزال الاحتياجات كبيرة حتى يتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية في القريب العاجل بإذن الله .

21 عاما من العطاء

وأوضح الحمادي أن حملة رمضان هي سُنَّة دأب عليها الهلال الأحمر القطري منذ 21 عاماً، معتبراً أن الفضل في استمرارها طوال تلك الأعوام يعود إلى تبرعات الداعمين والمحسنين من أهل قطر الكرام، الذين ساهموا في إنجاح حملة رمضان العام الماضي والأعوام التي سبقته، وتطلع إلى مواصلة دورهم الخيِّر والمعطاء في حملة هذا العام بإذن الله.

وتابع بالقول: في مقابل ذلك العطاء السخي، كان الهلال الأحمر القطري دائماً عند حسن الظن به في الاستفادة المثلى من هذه الموارد المالية، من خلال توجيهها إلى أوجه الإنفاق الأكثر نفعاً للمحتاجين، سواءً على الصعيد المحلي أم الدولي .

62 مليون مستفيد

خلال الأعوام السبعة الماضية فقط، تجاوز إجمالي عدد المستفيدين من خدمات ومساعدات الهلال الأحمر القطري 62 مليون شخص في 57 بلداً حول العالم، فيما وصل حجم المساعدات المقدمة خلال نفس الفترة إلى 3 مليارات وربع المليار ريال قطري. ويباشر الهلال الأحمر القطري أنشطته الخارجية من خلال 14 مكتباً وبعثة تمثيلية في أهم البلدان التي يعمل بها، بالإضافة إلى عدد كبير من الشراكات مع الجمعيات الوطنية الزميلة والسلطات المحلية في البلدان المضيفة، وكذلك المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في تلك البلدان .

وختم بتوجيه الدعوة إلى جميع القادرين والراغبين في نيل ثواب الشهر الكريم كي يساهموا مع الهلال الأحمر القطري في إعانة المحرومين، ويساندوا جهوده للتخفيف عن المنكوبين، مؤكداً أن المجتمع القطري هو خير سند للملهوف، وهو أهلٌ للجود والإحسان.

شهر العطاء

وقال السيد يوسف محمد العوضي، مدير تنمية الموارد المالية في الهلال الأحمر القطري: أيام قليلة ويقبل شهر الصيام والقيام وفعل الخيرات، شهر الجود والإحسان. شهر رمضان المبارك لهذا العام 1444 هــ بات على الأبواب، ليمنحنا فرصة جديدة لزيادة النعم، والعمل الصالح، واغتنام الأجر بالصدقة في أوجهها المختلفة. هذا موسم الطاعات، والجود والعطاء، وأعمال البر تجاه الفقراء والمحتاجين، لمساعدتهم والوقوف بجانبهم وتفريج كربهم. هذا شهر الكرم والوفاء بين الناس، ورسم ابتسامة السعادة على وجوه الصائمين. ولله الحمد والمنة، فقد بدأت استعدادات الهلال الأحمر القطري بشكل مبكر لتنفيذ المشاريع الرمضانية، والبرامج التنموية، والتدخل الإغاثي في بعض المناطق التي تعرضت مؤخراً لكوارث طبيعية قاسية، بدءاً من زلزال سوريا وتركيا، ومروراً بنقص الغذاء والدواء في مخيمات اللاجئين والنازحين بلبنان والأردن، ووصولاً إلى انعدام الغذاء والماء في بعض مناطق السودان والصومال. ونهدف من خلال هذه المشاريع إلى التخفيف من معاناة المحتاجين في شتى بقاع العالم، وقد ترجمنا هدفنا ورسالتنا هذا العام في شعار: الإنسانية أولاً: جودكم إحسان. فبجود وعطاء أهل الخير، يستمر الهلال الأحمر القطري في عمله الإنساني النبيل، لمد يد العون إلى المحتاجين، وتأمين مختلف احتياجاتهم، وحفظ كرامتهم. وتركز حملة الإنسانية أولاً: جودكم إحسان على مشاريع تنموية مثل: بناء البيوت للنازحين، حفر الآبار للمحتاجين، تمويل مشاريع كسب العيش للأسر المنتجة، توفير السلال الغذائية، دعم مشاريع إنتاج الخبز للأسر الفقيرة. كما تحظى الرعاية الاجتماعية باهتمام فريق عمل الهلال الأحمر القطري لهذا العام، مثل علاج المرضى، وإعانة الغارمين، وكفالة الأسر المحتاجة .

وسائل التبرع

وعن وسائل التبرع، أشار العوضي إلى حرص الهلال الأحمر القطري على تفعيل كافة الوسائل الممكنة بطريقة سهلة وآمنة، لتمكين المتبرعين من القيام بتجربة التبرع بكل سهولة، مقدماً الشكر لهيئة تنظيم الأعمال الخيرية على دعمها وتعاونها لتسهيل مهمة الهلال الأحمر القطري، بترخيص مشاريع الحملة ووسائل التبرع، والتي تشمل: الموقع الإلكتروني (qrcs.org.qa)، وتطبيق الجوال، خدمة المتبرعين (عبر الاتصال بالرقم 66666364)، التحصيل المنزلي (عبر الاتصال بالرقم 33998898)، الرسائل النصية (بإرسال الرمز 1 إلى الرقم 92552 لإفطار أسرة واحدة طوال شهر رمضان)، التحويلات البنكية عبر المصرف الإسلامي أو بنك قطر الدولي الإسلامي أو بنك قطر الوطني، بالإضافة إلى تواجد محصلي الهلال الأحمر القطري في المقر الرئيسي ومعظم المجمعات والأسواق التجارية.

وقال في الختام: إذا عدنا عاماً كاملاً إلى الوراء، يمكننا أن نرصد أبرز إنجازات الهلال الأحمر القطري ضمن حملة رمضان 1443 هـ، حيث نفذ سلسلة من مشاريع المساعدات الموسمية المحلية مثل إفطار الصائم، وإفطار المودة، وميرة رمضان، وزكاة الفطر، وكسوة العيد، بإجمالي 140,000 مستفيد. أما على الصعيد الخارجي، فقد تم تأمين الغذاء المناسب لأكثر من 42,000 أسرة، من خلال توزيع السلات الغذائية والقسائم الشرائية، بإجمالي 247,000 مستفيد من مشاريع إفطار الصائم وكسوة العيد في 16 بلداً هي: بنغلاديش، العراق، اليمن، سوريا، السودان، فلسطين، مالي، لبنان، أفغانستان، الأردن، الصومال، ألبانيا، قرغيزستان، منغوليا، كوسوفو، طاجكستان. وبعد أن استعرضنا كل هذه الإنجازات، فإننا نشد على أيدي كل متبرع من الأفراد والمؤسسات، ونحثهم على مواصلة طريق الخير والبر، واغتنام الثواب الجزيل الذي أعده الله سبحانه وتعالى للمتقربين إليه بالزكاة والصدقات في شهر رمضان المعظم .