انتكاسة ترامب تكبح طموحاته التشريعية

انتخابات الكونجرس مجلس النواب للديمقراطيين والشيوخ للجمهوريين

لوسيل

واشنطن - وكالات

أفادت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة بسيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الأمريكي، بينما عزز الجمهوريون أغلبيتهم في مجلس الشيوخ ليتقاسموا بذلك الكونغرس، وأظهرت النتائج الأولية التي نشرتها وسائل إعلام أمريكية أن الحزب الديمقراطي حصل على 222 مقعدا مقابل 199 مقعدا للحزب الجمهوري في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعدا، مما يضع حدا لسيطرة الجمهوريين على المجلس في السنوات الثماني الماضية.

أما في مجلس الشيوخ، فقد أظهرت النتائج الأولية أن الجمهوريين انتزعوا مقعدين إضافيين ليعززوا سيطرتهم على المجلس رغم أن حسم بعض المقاعد سيتطلب جولات إعادة أواخر الشهر الجاري. حيث حصل الجمهوريون على 51 مقابل 45 للديمقراطيين بمجلس الشيوخ. أما في ما يتعلق بالتصويت على حكام 36 ولاية فتفيد المؤشرات بتقدم الجمهوريين الذين تمكنوا من الفوز في ولايات مهمة مثل فلوريدا.
ويعني فوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب أن الرئيس دونالد ترامب سيواجه خلال العامين المتبقيين من ولايته الأولى معارضة أقوى داخل الكونغرس أثناء تمرير الموازنات وبعض التشريعات المهمة. وتعد خسارة الجمهوريين مجلس النواب هزيمة للرئيس ترامب، نظرا لأهمية دور المجلس، سواء في المجال التشريعي، وكذلك في فتح ملفات مهمة، كملف التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية، فضلا عن اتخاذ إجراءات لعزل الرئيس إذا ثبت تورطه في مخالفات خطيرة.
ويواجه ترامب قيودا أكبر على رئاسته بعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب وتعهدهم بمحاسبة الرئيس الجمهوري بعد عامين صاخبين بالبيت الأبيض، ووسع ترامب وزملاؤه الجمهوريون سيطرتهم على مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي بعد حملة دعائية انقسمت فيها الآراء بشدة وشهدت جدلا عنيفا بشأن العنصرية والهجرة. لكنهم خسروا الأغلبية في مجلس النواب، في انتكاسة لترامب بعد حملة أصبحت بمثابة استفتاء على قيادته.
ومن شأن فوز الديمقراطيين بأغلبية في مجلس الشيوخ أن يسمح لهم بعرقلة جدول أعمال سياسة ترامب بشكل أكبر ويمنحهم القدرة على وقف أي ترشيحات للمحكمة العليا في المستقبل.
وسيرأس الديمقراطيون الآن لجان مجلس النواب القادرة على التحقيق في عائدات ضرائب الرئيس وتضارب المصالح المحتمل وصلات محتملة بين حملته الانتخابية في 2016 وروسيا، ويمكنهم أيضا أن يجبروا ترامب على الحد من طموحاته التشريعية، ربما بالقضاء على تعهداته بتمويل جدار حدودي مع المكسيك أو تمرير حزمة كبيرة ثانية لخفض الضرائب أو تنفيذ سياساته الصارمة فيما يخص التجارة.
وشهدت الانتخابات النصفية مشاركة أكبر للناخبين مقارنة بانتخابات عام 2014، وأورد موقع بوليتيكو الأمريكي أمس توقعات بمشاركة 105 ملايين ناخب في عمليات التصويت التي جرى بعضها بشكل مبكر. واعتُبر هذا الاقتراع بمثابة استفتاء على سياسات ترامب الذي يتهمه خصومه بالتسبب في انقسامات بالمجتمع الأمريكي عبر خطابات متشددة غذت التطرف اليميني القومي.
واختار الناخبون في ولايتي مينيسوتا وميشيجان أول امرأتين مسلمتين لعضوية الكونجرس الأمريكي وهما لاجئة سابقة فرت من الحرب الأهلية في الصومال وأمريكية من أصل فلسطيني ولدت في ديترويت، وجاء الفوز الذي حققته المرشحتان الديمقراطيتان إلهان عمر ورشيدة طليب في ليلة الانتخابات عندما أتيح لأعضاء من جماعات من الأقليات الفرصة لتحقيق أول نجاحات في الانتخابات. وفي مينيسوتا ستحل إلهان عمر (36 عاما) محل عضو الكونجرس كيث إيليسون الذي أصبح في عام 2006 أول مسلم ينتخب للكونجرس وقد قرر عدم خوض الانتخابات للتفرغ للتنافس على منصب المدعي العام للولاية.
كما ستدخل مجلس النواب لأول مرة امرأة من السكان الأصليين، وقالت مراسلة الجزيرة إن 100 امرأة سيدخلن مجلس النواب الجديد رقم 116 الذي يباشر عمله في 3 يناير المقبل.
ورغم خسارة حزبه مجلس النواب، وصف ترامب في تغريدة بتويتر الانتخابات النصفية بالنجاح الهائل.. وكان ترامب قاد الحملة الانتخابية لحزبه وحضر نحو 50 تجمعا انتخابيا بعدة ولايات.
بدورها، قالت مستشارة لترامب إن فوز الجمهوريين بمقاعد إضافية في مجلس الشيوخ دليل على شعبية الحزب الجمهوري، وأضافت أن على الديمقراطيين الفائزين أن يعلموا أنهم لم ينتخبوا للمقاومة وخلع الرئيس وإنما للعمل من أجل البلاد. ويحاول ترامب ومساعدوه تصوير الأمر على أنه انتصار للجمهوريين. وذكرت مصادر صحفية أن ترامب اتصل بزعيمة الأغلبية الديمقراطية (الجديدة) في مجلس النواب نانسي بيلوسي مهنئا إياها بفوز الديمقراطيين بأغلبية مقاعد مجلس النواب.
من جهتها، قالت بيلوسي إن النتائج تظهر أن الشعب الأمريكي سئم الانقسامات، وأكدت ضرورة إعادة الاعتبار للدستور في مواجهة سياسات إدارة ترامب والتنافس بين الديمقراطيين على منصب رئيس المجلس سيستمر على مدى نحو عشرة أسابيع وستكون بيلوسي (78 عاما) وهي ليبرالية من سان فرانسيسكو في مركز الصدارة.. وكانت بيلوسي واضحة في رغبتها في رئاسة مجلس النواب مرة أخرى، فقد صنعت التاريخ عندما كانت أول امرأة ترأسه في الفترة من 2007 إلى 2011. والمنصب مهم إذ إن صاحبه سيكون الثاني في الترتيب لرئاسة البلاد في حالات الطوارئ بعد نائب الرئيس.