الدولار المستفيد الوحيد

تلويح ترامب بفرض رسوم جديدة على الصين يهبط بأسهم أوروبا

لوسيل

عواصم - رويترز

تراجعت الأسهم الأوروبية أمس بفعل خسائر جديدة في الأسواق الناشئة ومخاوف من أن تمضي واشنطن قدما في تنفيذ خطط فرض رسوم جمركية على واردات صينية أخرى قيمتها 200 مليار دولار مما أبقى المستثمرين في حالة حذر وترقب. وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي إلى أدنى مستوياته منذ مطلع أبريل، ونزل 0.3 بالمئة كما انخفض المؤشر داكس الألماني 0.3 بالمئة وفايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2 بالمئة. وانقضت فترة المشاورات بشأن اقتراح فرض رسوم جمركية جديدة على الصين أمس، مما يمهد الطريق لاتخاذ قرار وإن لم تتضح بعد مدى سرعة حدوث ذلك. وتراجعت معظم القطاعات لكن قطاع الموارد الأساسية كان الأكثر تراجعا، إذ تأثر بهبوط تجاوز ثلاثة بالمئة في سهم بي.إتش.بي بيليتون للتعدين الذي جرى تداوله بعد انقضاء الحق في توزيعات أرباح.
وصعد قطاع المرافق بدعم من ارتفاع سهم إينيل الإيطالية التي تديرها الدولة 1.6 بالمئة بعدما رفع جولدمان ساكس توصيته للسهم إلى شراء. وزاد سهم سنتريكا البريطانية 3.7 بالمئة بعدما حددت الجهات التنظيمية المحلية سقفا لسعر الطاقة عند الحد الأدنى لتوقعات المحللين. وكان سهم سافران هو الرابح الأكبر على المؤشر ستوكس حيث ارتفع إلى مستوى قياسي جديد بعدما رفعت ثالث أكبر شركة عالمية لصناعة معدات الطيران توقعاتها للعام بأكمله بعد نتائج أفضل من المتوقع في النصف الأول بدعم من قوة الطلب على قطع الغيار والخدمات. وكان سهم وير جروب الأكثر تراجعا حيث نزل 5.9 بالمئة بعدما قالت الشركة المنتجة لأنابيب قطاعي الطاقة والتعدين إن هناك مؤشرات أولية على ضغوط سعرية. وتراجع المؤشر نيكي للأسهم اليابانية أمس بفعل ضعف عام في الأسهم العالمية، بينما يترقب المستثمرون تقييمات الأضرار في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب جزيرة هوكايدو، وهو أحدث حلقة في سلسلة الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد هذا العام. وأفادت وسائل إعلام يابانية أن شخصين على الأقل قتلا بينما فُقد 38 آخرون بعدما ضرب زلزال قوي جزيرة هوكايدو في شمال اليابان في وقت مبكر من صباح أمس، مما أدى إلى حدوث انهيارات أرضية وانقطاع الكهرباء عن سكان الجزيرة البالغ عددهم 5.3 مليون شخص.
وهبط سهم هوكايدو للطاقة الكهربائية 6.4 بالمئة بعدما قالت إنها أغلقت كإجراء احترازي جميع محطات الكهرباء التابعة لها والتي تعمل بالوقود الأحفوري عقب الزلزال. وتعرضت الأسهم المرتبطة بالسياحة لضغوط أيضا، حيث نزل سهم اتش.آي.اس للسفر بنسبة 3.4 بالمئة. وانخفض المؤشر نيكي القياسي 0.4 بالمئة ليغلق عند 22487.94 نقطة، مع تضرر المعنويات بصفة عامة بسبب التوترات التجارية العالمية التي تضغط على الأسهم العالمية هذا الصيف. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.7 بالمئة إلى 1692.41 نقطة، مع تجاوز الأسهم الخاسرة تلك الرابحة بواقع 1538 إلى 504 أسهم.
وأثرت شركة نيكي، المشغلة للمؤشر القياسي، أيضا على التداولات بإعلانها عن بعض التعديلات. وهبط سهم فوروكاوا لصهر النحاس 9.5 بالمئة بعدما قالت نيكي إنها ستحذف السهم من مؤشرها. وارتفع سهم سايبر إيجنت بنسبة 0.2 بالمئة بعدما قالت نيكي إنها ستضيف السهم إلى المؤشر. وهبطت أسهم نينتندو وشركة التجارة الإلكترونية ستارت توداي، التي كان من المتوقع إضافتها، بنسبة 3.6 بالمئة و7.2 بالمئة على الترتيب.
وفي أسواق العملات العالمية ارتفع الدولار أمس في ظل تنامي المخاوف من أن يفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مزيدا من الرسوم الجمركية على واردات صينية لكن ارتفاع العملات الأوروبية حال دون صعود أوسع للعملة الأمريكية. وقد يفرض ترامب رسوما جمركية على واردات صينية إضافية قيمتها 200 مليار دولار، ومن المرجح أن يوفر هذا دعما للدولار الذي أصبح ملاذا آمنا رئيسيا للمستثمرين الراغبين في الاحتماء من النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
لكن مكاسب الدولار كانت محدودة حيث استقر مؤشره بوجه عام عند 95.110. وقال متعاملون إن هذا يرجع إلى المكاسب التي حققها الجنيه الإسترليني واليورو بعدما أفادت بلومبرج أمس الأول أن ألمانيا ستقبل اتفاقا أقل تفصيلا بشأن العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي للانتهاء من صفقة الانفصال البريطاني. وكان الإسترليني فقد بعض مكاسبه بعدما قالت ألمانيا إن موقفها من الانفصال البريطاني لم يتغير ثم صعد أمس 0.1 % ليجري تداوله مقابل 1.2923 دولار. ونزلت الكرونة السويدية 0.7 بالمئة مقابل اليورو بعدما أبقى البنك المركزي السويدي على أسعار الفائدة دون تغيير. وأثر ارتفاع الدولار أكثر من ستة بالمئة مقابل العملات المنافسة على مدى الأشهر الستة الأخيرة على عملات الأسواق الناشئة بشدة. وتراجع مؤشر لعملات الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوى في أكثر من عام في ظل مخاوف من الآثار السلبية للنزاعات التجارية العالمية على هذه الاقتصادات القائمة على التصدير. وشهد البيزو الأرجنتيني توقفا نادرا للخسائر الليلة قبل الماضية. والعملة فقدت أكثر من 50 بالمئة من قيمتها هذا العام. وزاد البيزو أكثر من واحد بالمئة مقابل الدولار الأمريكي إلى 38.52 للدولار الأربعاء. ونزل الدولار الإسترالي 0.15 بالمئة إلى 0.7185 دولار أمريكي.