جهود مكثفة لحماية البيئة...«البلدية»:

قرار وزاري بتنظيم موسم صيد الطيور والحيوانات البرية

لوسيل

صلاح بديوي

أصدر سعادة المهندس عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة قراراً وزارياً بشأن تنظيم موسم صيد بعض الطيور والحيوانات البرية. ونص القرار على أن يكون موسم صيد الطيور المهاجرة (اللفو) في الفترة التالية من 01/09/2020م حتى 01/05/2021م دون غيرها من العام، على أن يكون صيد طائر الحبارى بواسطة الصقور فقط، ويُحظر استخدام أو تبادل أدوات ووسائل الصيد الغير تقليدية وبالأخص جهاز جذب الطيور (الصوايات). وأن يكون موسم صيد الأرانب في الفترة من 01/11/2020م حتى 15/12/2021م دون غيرها من العام، على أن يكون صيدها بواسطة الصقور وكلاب الصيد فقط.

ويُحظر صيد أي من الطيور أو الحيوانات البرية الأخرى، وعلى وجه الخصوص حظر صيد الطيور والحيوانات المستوطنة طوال العام: (الأصرد القوبعة الورقة سويدا باط الحمرة الأدرج النعام الغزلان).

ويؤكد جهاز الإحصاء في تقرير له تحت عنوان قطر محطة هامة جدا للطيور المهاجرة ان الطيور تأتي من شواطئ اوروبا في الشتاء لتنزل الى قطر وتأخذ قسطا من الراحة ثم تواصل الى أفريقيا كما انها محطة هامة عند العودة مرة اخرى. وقد أولت قطر الحياه البرية اهميه بالغه لأجل المحافظة عليها،حيث صدر مرسوم اميري برقم (91) سنة 2004 بشأن حماية الحياة البرية ومواطنها الطبيعية. كما سعت الدولة الى إنشاء العديد من مناطق الصون والمحميات الطبيعية بغرض حماية وصيانة الأنظمة البيئية ومكوناتها.وتشير الامم المتحدة في تقرير لها بمناسبة احتفالها الاخير باليوم العالمي للطيور إلى: أن بقاء الطيور المهاجرة يعتمد على توافر نقاط الايواء الجيدة على طول طرق الهجرة الخاصة بها .

ووفق تقرير جهاز الاحصاء: من بين الطيور التي تعيش في قطر، جماعات كبيرة من الببغاوات الخضراء، وكلّها متحدرة من طيورٍ هربت من الأسر. وتتكاثر بعض الأنواع في الجزر البعيدة عن الشاطئ مثل طائر غاقة سقطرى المهدد بالانقراض وابن الماء أو البلشون الأبيض من الجرف الغربي والعديد من أنواع طائر الخرشنة أو سنونو البحر. وتستقبل الشواطئ خارج موسم التوالد أعداداً كبيرة من طيور غاقة سقطرى وطيور الشاطئ والنورس وسنونو البحر؛ وقد شوهد العديد من أنواع الطيور المائيّة على الأراضي الداخلية الرطيبة بالمياه العذبة ولكن عددها منخفض بشكل عام .

لائحة الطيور

وتتضمن لائحة الطيور الموجودة في قطر طيور الفلامنغو والصقور والزقزاق والقبّرة وطيور مهاجرة أخرى. وينتشر ملك الطيور البحرية وهو العُقاب النسري في العديد من المناطق الساحلية وبعضها يعشش على المباني العالية في الدوحة، أمّا أعشاشها على الجزر الصغيرة البعيدة عن الشاطئ فهي كبيرة لأنها تعود وتوسع العش نفسه سنة بعد سنة، ولا تكون هذه الأعشاش غالباً سوى منخفضات صغيرة في الرمال، وفي بعض الأحيان تترك هذه الطيور بيضها كي يفقّس بدفء الشمس .

ويقول الدكتور سيف بن على الحجري رئيس برنامج اصدقاء الطبيعة: حياة الطيور في قطر خصيبة،وحدّد علماء الطيور وجود نحو 300 نوع منها تتراوح أحجامها بين الصغير كالبلابل وبين الضخم كالنعامات. ومن بين الطيور المهاجرة والتي من الممكن مشاهدتها في دولة قطر نجد الوروار وهو طيرٌ ملون رائع يصل إلى المنطقة في شهري سبتمبر ومارس ويستريح لمدة أسبوعٍ قبل أن يكمل رحلته. ويتشابه الهدهد مع الوروار تقريباً من ناحية اللون وهو يعيش في قطر طوال أيام السنة .

ويستطرد رئيس برنامج اصدقاء الطبيعة قائلا ً: يأتي على رأس قائمة طيور قطر من حيث الشهرة والأهمية طائر الحبارى الذي يعتبر الفريسة الأساسية للصقور، ويعيش في السهول القاحلة والسهوب والمناطق شبه الصحراوية ذات الغطاء النباتي المفتوح أو المنتشر والقصير. وهو الطائر الوحيد فعلاً من بين طيور جنسه الذي يحب العيش في المناطق الصحراوية ومتأقلم جدًا معها. وعادة ما تأخذ طيور الحبارى لون البيئة التي تعيش فيها لكي يساعدها لون ريشها للتمويه والاختفاء والانسجام مع تلك الأرض التي تقطنها، ويساعدها شكلها على التمويه والتأقلم مع طبيعة البيئة في الاختفاء وعندما تنكمش وتتموضع بلا حركة بالقرب من شجيرة يصبح من غير الممكن للعين رؤيتها .

أماكن الطيور

ويقول محمد هاشم الخبير ببرنامج لكل ربيع زهرة: تتركز الطيور المهاجرة في قطر في عدد من الاماكن من اهمها الذخيرة وجزيرة العالية وشراعوه جزيرة الشط وخور العيديد.وللاهتمام بالطيور فقد تأسيس في قطر صندوق الحما الخاص بحماية الطيور المعرضة للانقراض والذي انبثق عن الاجتماع 31 للمجلس العالمي لحماية الطيور والذي عقد بالدوحة في مايو 2008.وهو خطوة اولية لتفعيل البرنامج الخاص بحماية الطيور المنقرضة وىهدف الى الاهتمام بالطيور المهددة بالانقراض والتي تم حصرها وقد وصل عددها الى 36 نوعا من الطيور،وللصندوق مجلس ادارة يرأسه الدكتور سيف الحجري وعضوان من المنظمة العالمية لحماية الطيور .

وتقوم وزارة البلدية والبيئة بالعمل على إنتاج وتكاثر طائر الحبارى في عدد من محمياتها ومزارعها الطبيعية في قطر وعدد من دول العالم، وذلك بهدف حماية الطيور المهددة بالانقراض على سطح الأرض، وتأكيدا على دورها في الحفاظ على التوازن البيئي عالميا. كما أن الوزارة تسعى من خلال جهودها لإنتاج هذا الطائر شبه المنقرض إلى إعادة توطينه، حيث تقوم مزارع الوزارة في قطر وخارجها بعدد من الدول المختلفة بإنتاج الطائر بأعداد متزايدة تتراوح بين 1300 و1600 طائر سنويا.

كما أن المزارع تقوم بإطلاق هذه الطيور في البرية تحقيقا لأهدافها البيئية، ويتم إهداء أعداد منها للصقارين من خلال المسابقات والبطولات الكبرى. وتحرص محميات الوزارة على إنتاج نوعي الحبارى الآسيوية والأفريقية، ولا يتم التهجين بين الأنواع. كما تقوم الوزارة من خلال محمياتها، بإنتاج عدد من الطيور مثل السمان والكروان والقطا وطائر الدراج، وطائر الحجل العربي، كما تقدم كافة أوجه الدعم الفني والاستشارات المتعلقة بالإنتاج والتربية لهذه الطيور للراغبين في إنتاجها.

إكثار الحبارى

وخلال مقابلة مع قناة الريان أكد حسن النعيمي مشرف عمليات تشغيل عملية الإنتاج في مركز روضة الفرس لإكثار الحبارى التابع لوزارة البلدية والبيئة، العمل إلى تحويل مركز روضة الفرس لأكبر مركز في العالم، مشيرا إلى تجهيز المركز بأحدث التقنيات في العالم. وذكر النعيمي خلال حديثه للقناة أن المركز يوفر قسما متطورا لتغذية طائر الحبارى ويتضمن التغذية باستخدام الأعلاف والحشرات إلى جانب التغذية بالمركبات التي يتم تصنيعها في المركز. وحول خطط التوسع، نبه النعيمي إلى أن خطة التوسع تعتمد على النجاح في زيادة عدد الأمهات، مشيرا إلى توفير 420 طائرا من الذكور الخاصة بالإنتاج، ومضيفا ويتم التحكم في الإنتاج في البيوت المحمية .

ولفت النعيمي إلى أن البيوت الخاصة بالطيور تم تصميها طبقا لأفضل المعايير بحيث توفر كل احتياجات الطائر من إضاءة وبرودة ورطوبة، مشيرا إلى تزويدها بنظام إضاءة يحاكي ضوء الشمس من حيث تحفز جسم الطائر لإنتاج الفيتامينات التي يحتاج إليها مثل فيتامين د. وأضاف وتم تجهيز عنابر الإنتاج ببيوت مخصصة لكل طائر، بحيث يضم كل عنبر منها 324 بيتا .

ثروة طائلة

وكانت وزارة البلدية والبيئة ممثلة بإدارة الحماية والحياة الفطرية (قسم الحماية البرية) ضبط 214 جهاز جلب الطيور (الصوايات) خلال شهر واتخذت بشأنها الإجراءات القانونية اللازمة حفاظا على البيئة.

ويرصد دليل للطيور في قطر مجموع الطيور المهاجرة إلى منطقة الخليج الغربي، والتي تُعَدُّ ثروة طائلة، حيث تم حصر أكثر من مائتي نوع منها تتخذ منطقة الخليج طريقًا لهجرتها، وخاصة في فصول الذروة، والمتمثلة في الخريف وفي الربيع من كل عام. وقد لُوحِظَ أن الطيور العائدة من الهجرة في الخريف أقل من الربيع حيث تسلك طريقا في رحلة الربيع تخالف الطريق التي تسلكها في رحلة العودة في أثناء الخريف. كما رصد المؤلف انقراض بعض الطيور من قطر كالنعامة العربية والتي تُعرَف أيضًا بالنعامة الأفريقية. ويُعتَقَد أن آخر نعامة وُجِدَت في قطر اختفت سنة (1920).