شدد المدرب البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش على ان تدريبه للمنتخب القطري الأول لكرة القدم يعد فخرا ومسؤولية في آن واحد.
وكان الاتحاد القطري لكرة القدم قد أعلن في السادس من شهر فبراير الماضي تعيين كيروش مدربا لمنتخب العنابي خلفا للإسباني فيليكس سانشيز.
وصرح المدرب البرتغالي في حوار أجراه مع موقع الاتحاد القطري لكرة القدم بمناسبة ذكرى عيد ميلاده السبعين ومرور 40 عاما على عمله كمدرب على أن شغفه بكرة القدم لم ينخفض أو يقل وإنما لايزال على نفس القدر والأهمية.
وقال كيروش: تظل نفس القيمة الرمزية كما هو الحال دائمًا، وهذا هو الشغف بلعبة كرة القدم التي على ما أعتقد لا تزال هي الشعلة التي تحترق، وهي مصدر تحفيزي الذي يحثني على الاستيقاظ كل يوم بحثًا عن التحسين.
فأنا أتحسن دائمًا لأكون قادراً على الاستمرار في تقديم مساهمتي في تطوير اللاعبين وبناء الفرق للمنافسة. وفي النهاية، بالطبع، الاستمتاع بتلك النتيجة الفريدة التي تجلبها لنا كرة القدم: سواءً التعلم أو الفوز! فكلاهما ومنذ اليوم الأول أشعر معهما بنفس الرغبة والمثابرة في العمل والرغبة في تقديم شيءٍ جديد دوماً.
وثمَن المدرب البرتغالي مهمة إشرافه على العنابي قائلا: إن تدريب المنتخب القطري فخر ومسؤولية. وأود أن أعرب عن امتناني لثقتهم بي. وفي الوقت نفسه، يُعدٌ هذا التحدي أيضًا إشادة بالامتنان لكل ما قدمته لي كرة القدم خلال هذه السنوات الأربعين،وهنا أشير إلى التجارب الإنسانية والاجتماعية والثقافية الفريدة التي عايشتها ومررتُ من خلالها. أستطيع أن أقول، بفضل كرة القدم، أنا الآن شخص عاش الحياة واختبر العالم بشكل كبير.
وكشف كيروش عن رؤيته لتطور علم تدريب كرة القدم حيث قال: شهدت بدايات التدريب مع لعبة كرة القدم بعضاً من الهمجية الغريبة والمضحكة، والتي عانت منها عملية التدريب بمرور الوقت وأطلق عليها ما يُسمي بـ (خطايا التقدم). أدى تطور التدريب إلى عودة اللعبة إلى محتوى ومنهجية التدريب. بعد تعزيز المفاهيم والأساليب، والأساسيات الفنية والتكتيكية والبدنية والعقلية للاعب لتتوافق مع كرة القدم المعاصرة. وأعتقد أن التحدي الكبير اليوم هو الدماغ (الرأس) وكل ما يتعلق بتدريب اللاعب على صنع القرار، من مستوى الشباب إلى المنافسة العالية الاحترافية. تفتح الاكتشافات الجديدة للعلوم في دراسة الدماغ مسارات جديدة في عالم التدريب وبالتالي أثرها في اللعبة والمنافسة.وعلى سبيل المثال، جميع الإمكانات المبتكرة للتدريب الافتراضي.
وتابع في حديثه عن كرة القدم المعاصرة: نعم، لا تزال هذه اللعبة تحتوي على آثار أخلاقيات كرة القدم الأصلية، ورومانسيتها، لكنني اليوم أفضل أن أسميها لعبة التجارة فهو الفائز والمنتصر في النهاية، في الأصل من المفترض أن تُنشئ المسابقات أولاً ثم تُنسِبُ المكاسب المالية والمزايا إلى الأبطال. اليوم يتم إنشاء المكاسب المالية وحسابها، ثم ننشئ المسابقات.
وعن أفضل ذكرياته مع كرة القدم قال كيروش: عشت لحظات فريدة مع أولئك الذين كانوا عائلة كرة القدم بالنسبة لي.. لذلك أرغب في تسليط الضوء على المديرين وطاقم التدريب الخاص بي وخاصة اللاعبين، الذين أدين لهم بالكثير مما أنا عليه اليوم والذين أشعر بالامتنان لهم إلى الأبد. أعتقد أن هناك ثلاث لحظات تميز حياتي المهنية: كأس العالم 1966 وكل تأثيرها على فترة شبابي، ويرجع ذلك أساسًا إلى مثال ومساهمة الموزمبيقيين في المنتخب البرتغالي. كأس العالم 1982، حيث أتيحت لي الفرصة للمساهمة بعملي المتواضع في تيلي سانتانا و موراسي ، واتخذت خطواتي الأولى في استكشاف وتحليل خصوم ذلك الفريق البرازيلي الرائع ؛ ثم الفوز بكأس العالم تحت 20 سنة مع البرتغال. فهذه اللحظات الثلاث هي التي رسمت ملفي الشخصي وحددت مهنتي. لكن قبل كل شيء، يظل أهم مرجع في حياتي هو والدي، الذي كان أيضًا لاعب كرة قدم ومدربًا. ونظرًا لعدم تمكني من أن أكون لاعباً أفضل منه، ظللتُ أحاول أن أصبح مدربًا أفضل.. لكنني لم أحصل على هذا أو ذاك..! فأنا مدين له بكل شيء وله أهدي كل شيء.