


عدد المقالات 188
لم يعد في قوس صبر السوريين من منزع حيال الصمت المطبق على ما يجري لهم، فقرروا إطلاق اسم «صمتكم قتلنا» على جمعة يوم أمس، لعل بذلك يسمعون من في قلبه -وليس أذنه- صمم على ما يحدث من عمليات قتل واعتقال وتعذيب وتشويه للجثث، بل حتى اغتصاب للحرة الشامية على يد الشبيحة، كلاب النظام، الذين أفرج عن الآلاف منهم مع مطلع الثورة السورية، ليقوموا بدورهم الخبيث والمشبوه. الصمت العربي كان قاتلا إزاء ما يجري في سوريا، ولنترك جانبا الصمت الدولي الذي طالما قيل إنه لا يرغب برؤية نظام آخر غير نظام بشار الأسد، حماية لحدود إسرائيل وجبهتها مع سوريا، ولكن ما بال العرب وقد ماتوا ولم تسمع لهم صرخة؟ ما بال الحكومات التي كانت تدعي أنها في خصومة وخصام مع بشار الأسد؟ أليس الأجدر أن تقوم بعمل ما للتخلص من هذا النظام المعادي لها؟ أم أن الأمر كله لم يكن سوى عملية تبادل أدوار بين هذا النظام، فلا خصومة حقيقية ولا هم يحزنون. عندما انطلقت الثورة السورية، كنا نعول على موقف عربي يكون بقدر تطلعات الشعوب، كنا نعتقد أن ربيع الثورات العربية قد حرك المياه الراكدة وأن الحكومات سوف تسارع للاستجابة لمطالب شعوبها الثائرة، على الأقل في نصرة الثورات العربية، غير أن الأمر كان مخالفا لذلك تماما، فلقد لزم الجميع الصمت حيال المأساة السورية، وطبعا الأمر يطرح ألف سؤال وسؤال، لماذا هذا الصمت تجاه ما يجري للشعب السوري؟ الشعب السوري أدرك ومنذ اللحظة الأولى لعمر ثورته التي بلغت أشهرها الخمسة، أنه سيكون وحيدا في مواجهته مع النظام، وبالتالي فإنه لم يعول على أحد، بل على العكس كان هذا الشعب الثائر الأبي يلتمس ألف عذر وعذر لصمت الإخوة والأشقاء، راضيا بمواجهة الموت عاريا إلا من إيمانه. كان البعض يتوقع أن ينجح النظام في قمع الاحتجاجات، وبالتالي فإن له حسابات سياسية واقتصادية تمنعه من الدخول على خط الأزمة وتأييد ثورة الشعب السوري أو على الأقل استنكار ما يجري من قبل النظام تجاه الشعب، البعض توقع أن تنتهي تلك الثورة سريعا، لما يعلمه من بطش وجبروت نظام البعث الحاكم في دمشق، إلا أن الجميع تفاجؤوا من حجم الإصرار الشعبي على مواصلة الثورة. فخمسة أشهر من القمع والتنكيل والقتل والاعتقال والاغتصاب، لم تمنع السوريين من مواصلة المشوار، والتأكيد على سلمية ثورتهم ومطالبهم التي لا حياد أو تراجع عنها والتي تتمثل بإسقاط هذا النظام الذي ارتضى لنفسه أن يكون عدوا لشعبه. عمر الثورة السورية وسلميتها أحرجت الكثير من الأنظمة والفعاليات العربية، وأيضاً أوصلت السوريين إلى قناعة تامة بأن هذا النظام يستمد شرعيته من دعم خفي وغير مباشر من العديد من الأنظمة العربية التي تحجم عن التعامل مع الأحداث في سوريا سوى أنها أحداث داخلية لا ينبغي التدخل فيها، وهو أمر دفع السوريين إلى رفع شعار «صمتكم يقتلنا» واتخذوه عنوانا لجمعة يوم أمس. الأكيد أن الشعب السوري مصرّ على مواصلة ثورته بغض النظر عن دعم العرب له أم لا. ولكن الأكيد أيضاً أن هذا الشعب يحتاج إلى الدعم من قبل الأشقاء، ولا يجب أن يترك وحيدا دون أن يكون هناك دعم معنوي على الأقل. لم نشهد أية عاصمة عربية تقوم بفعل ما على ما يجري في سوريا، فباستثناء الموقف القطري بسحب السفير من دمشق، كان الصمت يخيم على باقي مدن العرب، وكأنها لا تسمع بما يجري في سوريا. الموت الذي يدور في شوارع مدن سوريا لن يكون ابن النظام البعثي وحسب، بل هو الوليد المشوه لهذا النظام بالتواطؤ مع الأنظمة العربية التي وجدت لنفسها في الصمت ملاذا. وإذا كان البعض يحنق كثيرا على المواقف الدولية تجاه ما يجري في سوريا، فالأكيد أن هذه المواقف، على تخاذلها، كانت أكثر إيجابية من موقف العرب، بل إن أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، لو وجدتا في الأنظمة العربية موقفا متطورا تجاه الوضع في سوريا، لكانوا هم أيضاً قد طوروا من مواقفهم. هناك دماء في الشارع السوري، هناك ضحايا وقصص إنسانية يندى لها جبين الإنسانية، هناك خبايا وخفايا كثيرة داخل المدن السورية لم نسمع بها بعد، كلها تحكي قصة تخاذلنا وجبننا وموتنا الإنساني بعد أن تركنا هذا الشعب وحده. يقولون «في الصمت يزدهر الخوف» وصمتنا كان كافيا ليزدهر ليس الخوف وحده وإنما الموت، صمتنا كان كافيا ليزيد من أعداد شهداء الثورة في سوريا، صمتنا كان كافيا لتدخل عناصر الشبيحة وتغتصب حرائر الشام، صمتنا كان كافيا لتشوه جثة حمزة الخطيب وثامر الشرعي، صمتنا كان كافيا لتقتلع حنجرة بلبل الثورة إبراهيم قاشوش، صمتنا كان كافيا ليزدهر خوفنا. قتلناهم بصمتنا بخوفنا بجبننا، وهاهم اليوم يرفعون دم شهدائهم عاليا، يسمعونكم أصواتهم، يقولون لكم قتلتمونا، هاهم اليوم يستنكرون فعلنا وصمتنا وخوفنا وجبننا وكل عقد التاريخ التي فينا، ها هم اليوم يدينون فينا ذاك الإنسان العربي المتخاذل والذي لم تغيره الثورات في ربيعها أو خريفها، ها هم اليوم يمسكون بقميص الخطيب والشرعي وعاليا يرتفع صوتهم، لقد خنتم هؤلاء، حتى حنجرة إبراهيم قاشوش جاءت في جمعتهم أمس لتنشد، تستنكر صمتنا المهزوم، نعم نحن من قتلكم أيها السوريون الأحرار، لا تعذروا جبننا وخوفنا، ولا تجدوا الأعذار لصمتنا، فصمتنا قاتل، صمتنا رصاصات صوب صدوركم العارية، صمتنا دبابات تجوب شوارعكم، صمتنا اغتصاب لنسائكم، لا تعذرونا، أدينونا بدمائكم، وأعيرونا شجاعتكم ولو للحظة علنا نتغير.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...